العلماء يطورون نوعا من الأرز قد يساعد مرضى السكري
قد يقدم صنف جديد من الأرز -طوره علماء في الفلبين- حلا لأزمة مرض السكري من النوع الثاني المتنامية على مستوى العالم.
وتتميز هذه السلالة المبتكرة من الأرز بمؤشر نسبة السكر في الدم أقل ومحتوى بروتين أعلى، ويعتقد الباحثون أنه يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، خاصة في آسيا حيث يعتبر الأرز عنصرا غذائيا أساسيا، وهذا وفق تقرير في موقع “دايبيتس كو يو كي”.
ويعيش حاليا أكثر من 537 مليون بالغ في جميع أنحاء العالم بمرض السكري، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 783 مليونا بحلول عام 2045.
ويمثل السكري من النوع الثاني 90% من حالات هذا المرض الذي يحدث عادة عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الأنسولين أو يصبح مقاوما له، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم.
ويمتلك الأرز الأبيض مؤشر غلايسيمي GI مرتفعا مما يمكن أن يسبب زيادات حادة في مستويات السكر في الدم.
وقد أظهرت دراسات سابقة وجود صلة بين ارتفاع استهلاك الأرز وزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
آسيا
مع إنتاج واستهلاك أكثر من 90% من الأرز بالعالم في آسيا، فإن إيجاد بديل أكثر صحة أمر بالغ الأهمية.
وقد أمضى الباحثون في المعهد الدولي لبحوث الأرز “آي آر آر آي” (IRRI) في الفلبين 10 سنوات في تطوير صنف من الأرز قد يكون أكثر ملاءمة لسكر الدم.
وبالتعاون مع جامعة كاليفورنيا ومعهد ماكس بلانك لعلم وظائف الأعضاء الجزيئية للنباتات، قاموا بفحص 380 عينة من بذور الأرز من بنك الجينات الواسع النطاق التابع للمعهد الدولي لبحوث الأرز.
وكان هدفهم هو تحديد أصناف الأرز ذات المعمل الغلايسيمي المنخفض ومحتوى البروتين الأعلى. ومن خلال الجمع بين هذه السمات، ابتكروا خيار أرز أكثر صحة يمكن أن يساعد المعرضين لخطر الإصابة بالسكري أو المصابين فعلا به.
وقد أوضحت الدكتورة نيس سرينيفاسولو، وهي عالمة في مركز جودة الحبوب والتغذية التابع للمعهد الدولي لبحوث الأرز “قد يكون لهذا تأثير كبير، وخاصة في آسيا وأفريقيا”.
وفي حين أن هذا الصنف الجديد من الأرز لا يزال في مراحله المبكرة ولم يزرع بعد خارج مختبرات المعهد الدولي لبحوث الأرز، فإن الخطط جارية لبدء الزراعة في دول مثل الهند والفلبين.
ومع ذلك، يحذر بعض الخبراء من التركيز فقط على الأرز كسبب لوباء السكري، مسلطين الضوء على أن المشروبات السكرية والأطعمة فائقة المعالجة تساهم بشكل أكبر في ارتفاع معدلات هذا المرض.
والمؤشر الغلايسيمي Glycemic index نظام لتصنيف الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات، وهو يظهر مدى السرعة التي يؤثر بها كل نوع طعام على مستوى سكر الدم عند تناوله.
وتصنف الأطعمة الكربوهيدراتية -التي يتم تفكيكها بسرعة في الجسم وامتصاصها إلى مجرى الدم وتسبب زيادة سريعة في غلوكوز الدم- بأنها عالية المؤشر الغلايسيمي. ومن الأمثلة عليها السكر والأطعمة السكرية والمشروبات الغازية السكرية والخبز الأبيض والبطاطا والأرز الأبيض.
أما المأكولات منخفضة المؤشر الغلايسيمي فيتم تفكيكها وامتصاصها ببطء أكثر وتسبب ارتفاعا تدريجيا في مستويات السكر في الدم، وتشمل بعض الفواكه والخضراوات والأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة مثل عصيدة الشوفان.
التعليقات مغلقة.