حياة صحية
من أجل حياة صحية أفضل

‏”الوضع ضبابي”… كورونا يعاود الانتشار وارتفاع الاصابات ‏

92
يعود الحديث عن وباء كوفيد-19 في خضم الصيف في فرنسا ‏ودول أخرى، مع تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات يستدعي ‏اليقظة، رغم عدم بلوغه مستويات عالية‎. ‎
وأُبلغ أيضا عن انتشار الوباء مجدداً في الولايات المتحدة ‏وبريطانيا والهند واليابان‎. ‎

- Advertisement -

تخطّت الشعوب فيروس سارس-كوف-2 بعدما استمر ‏بالانتشار لمدة تجاوزت ثلاث سنوات من خلال موجات ‏عديدة، ولكنه يعود حالياً إلى أذهان فرنسيين. وتؤكد بعض ‏المؤشرات عودة انتشاره‎. ‎
وازدادت الزيارات إلى اقسام الطوارئ للاشتباه بالإصابة ‏بكوفيد في الأسبوع الممتد من 31 تموز (يوليو) إلى 6 آب ‏‏(أغسطس) بنسبة 31 بالمئة مقارنة بالأسبوع السابق، مع ‏تسجيل 920 حالة، وفقاً لبيانات “سانتيه بوبليك فرانس‎”  ‎Santé publique France.‎
وأكدت وكالة الصحة العامة أن “الأرقام ما زالت معتدلة”. ‏وسجلت موجات الوباء خلال صيف أو شتاء العام 2022 ‏أكثر من اربعة آلاف حالة أسبوعياً‎. ‎
ولدى خدمة “اس او اس ميدسان ‏‎” SOS Médecins‎، ‏‎”‎تتزايد الفحوص الطبية للاشتباه بالإصابة بكوفيد-19 لدى كل ‏الفئات العمرية”، لتبلغ أكثر من 1500 فحص في بداية آب ‏‏(أغسطس)، بزيادة 84 بالمئة في أسبوع واحد، وفقًا لـ ‏‏””سانتيه بوبليك فرانس”. ‏
وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن عدد الحالات التي ‏رصدت على مستوى العالم ارتفع بنسبة ثمانين في المئة مدى ‏شهر، مع مليون ونصف مليون إصابة اضافية من العاشر من ‏تموز (يوليو) حتى السادس من آب (أغسطس)‏‎.‎
ولفت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم ‏غيبرييسوس الأربعاء خلال مؤتمر صحافي الى أنّ المنظمة لم ‏تعد تعتبر الوباء حالة طوارئ صحية عالمية منذ بداية أيار ‏‏(مايو)، إلا أن “الفيروس مستمر في الانتشار في كل البلدان، ‏ويستمر بالقتل والتبدل”.‏
وتعد المتحورة “إي-جي.5‏‎” EG.5‎، التي يطلق عليها علماء ‏اسم “إيريس‎”  Eris ‎الأكثر رصداً حاليا لأنها قد تكون وراء ‏عودة انتشار الوباء‎.‎
ويرى خبراء أن التجمّعات الصيفية وتراجع مستوى المناعة ‏عوامل قد تؤدي دوراً في عودة الوباء أيضاً. ‏
وتبدو هذه المتحورة المتفرّعة من “أوميكرون” والتابعة لسلالة ‏‏”اكس بي بي‎” XBB‎، أكثر قابلية للانتشار من غيرها ربما ‏بسبب تأثير طفرات جينية جديدة، وقد تكون أكثر قدرة على ‏تخطي الدفاعات المناعية‎.‎
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 17 في المئة ‏من الاصابات بكوفيد والتي رصدت في العالم منتصف تموز ‏‏(يوليو) تعود الى المتحورة “اي-جي.5‏‎”. ‎

- Advertisement -

وأفاد مدير معهد الصحة العالمية في جامعة جنيف أنطوان ‏فلاهولت بأن هذه المتحورة “رُصدت في الهند، ولكن أيضا في ‏دول آسيوية أخرى، وفي أميركا الشمالية، وفي أوروبا، حيث ‏تميل إلى الحلول محل السلالات السائدة السابقة‎”.‎
في هذه المرحلة “لا تشير الأدلة المتاحة إلى أن إي جي.5 ‏تشكل مخاطر إضافية على الصحة العامة مقارنة بمتحورات ‏أخرى منتشرة من سلالة أوميكرون”، وفقا لمنظمة الصحة ‏العالمية‎. ‎
لكن تيدروس ذكر بأن “خطر ظهور متحورة أكثر خطورة ‏يظل قائماً، ما سيؤدي إلى زيادة مفاجئة في الإصابات ‏والوفيات‎”‎‏.‏
‎”‎ضبابي‎” ‎
وتعد مراقبة تطور الوباء أكثر تعقيداً بسبب نقص البيانات منذ ‏انخفاض عدد الاختبارات ووقف اجراءات المتابعة‎. ‎
واعتبر أنطوان فلاهو أن “وضع الوباء ضبابي جداً في كل ‏أنحاء العالم”. وأضاف “من الضروري أن تعيد السلطات ‏الصحية نشر نظام صحي موثوق به لمراقبة كوفيد”، مطالباً ‏خصوصاً بإجراء تحاليل لمياه الصرف الصحي في أوروبا‎. ‎
ومع مرور الوقت والموجات، تضاءل تأثير كوفيد وكذلك عدد ‏المحتاجين إلى علاج في المستشفى وعدد الوفيات إلى حد ‏كبير، وذلك بفضل مستوى عال من المناعة المكتسبة من ‏طريق التطعيم و/أو العدوى، لكنه لم يختف‎. ‎
وتساءل أنطوان فلاهو “ما إذا كان سيطلب من الأشخاص ‏الذين يعانون نقص المناعة وكبار السن اجراء اختبارات في ‏حال ظهور أعراض حتى لو كانت بسيطة حتى يستفيدوا من ‏علاجات مبكرة مضادة للفيروسات وفعالة للحد من مخاطر ‏الأشكال الخطيرة‎”. ‎
يبقى التطعيم أساسياً، وحثت منظمة الصحة العالمية الأربعاء ‏على “تكثيف الجهود لزيادة التطعيم‎”. ‎
وفي حين تخسر اللقاحات المضادة لكوفيد من فعاليتها في ‏مواجهة العدوى مع مرور الوقت، فإنها ما زالت تعتبر وقائية ‏جداً ضد الأشكال الخطيرة‎. ‎
ولمحاكاة متحورات الفيروس بشكل أفضل تُعدُّ مجموعات ‏الصيدلة فايزر/بايونتيك، وموديرنا ونوفافاكس لقاحات ‏تستهدف سلالة “اكس بي بي‎” XBB‎، بناء على توصية ‏منظمة الصحة العالمية في الربيع‎. ‎
وتعتزم بلدان عديدة بينها فرنسا تنفيذ حملات تطعيم تركز ‏على الفئات الأكثر ضعفاً في الخريف، إلى جانب حملات ضد ‏الأنفلونزا‎.‎
قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.