حياة صحية
من أجل حياة صحية أفضل

جزيئيات البلاستيك تهدد وظائف أعضائنا!

69

بعد ارتفاع نسبة التلوث عالمياً، بات العثور على القطع الصغيرة من البلاستيك غير المرئي، غالباً، في كل بقعة جغرافية. وعند التطرق إلى هذا الموضوع، يشمل وجود هذه الجزيئيات في المحيطات والجبال والهواء والتربة وسلسلة الغذاء.

ومن المعروف أنّ الناس يستهلكون الجزيئيات البلاستيكية الدقيقة من طريق الطعام والماء. كذلك من طريق استنشاقها، وقد تم العثور عليها في براز الأطفال والبالغين. وذلك بعد اكتشاف العلماء حديثاً جزيئيات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان للمرة الأولى، محذرين من خطورتها في حال وصولها نحو أعضاء الجسم. فلماذا يتم الحديث عنها في هذا الوقت تحديداً؟

- Advertisement -

- Advertisement -

هذه الإشكالية يوضحها الباحث في علوم البيولوجيا الجزيئية في الجامعة الأميركية في بيروت، محمد الشقور في حديث مع “النهار العربي”.

أولاً: إثباتٌ جديد على استهلاك الفرد لهذه الجزيئيات

فحصت دراسة هولندية، نُشرت في مجلة البيئة الدولية، عينات دم من 22 متطوعاً مجهول الهوية يتمتعون بصحة جيدة. ووجدت جزيئيات بلاستيكية دقيقة (0.0007mm) في ما يقرب من 80 في المئة منهم. هذا وأظهرت نصف هذه العينات آثاراً من بلاستيك البولي ايثيلين تيريفثالات (Polyethylene Terephthalate)، الذي يستخدم على نطاق واسع في صناعة زجاجات المشروبات.

 في حين أن أكثر من ثلث العينات يحتوي على مادة البوليسترين (polystyrene) المستخدمة في حاويات الطعام التي تستخدم لمرة واحدة والعديد من المنتجات الأخرى.

في هذا السياق، علّق عالم السموم البيئية في جامعة فريجي بأمستردام، Dick Vethaak، قائلاً: “هذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها فعلياً من اكتشاف وقياس مثل هذه الجزيئيات البلاستيكية الدقيقة في دم الإنسان”. وبالتالي، يعدّ دليلاً على وجود مواد بلاستيكية في أجسامنا، مما يصنّف أمراً خطيراً جداً.

ثانياً: أعضاء الجسم مهددة بالتلف!

يطرح العلماء العديد من الأسئلة حول هذا الموضوع، على غرار: إلى أين تتجه هذه الجزيئيات في الجسم؟ هل يمكن القضاء عليها؟ هل يمكن إخراجها أم أنها محتجزة في أعضاء معينة. هل هي قادرة على اجتياز الحاجز الدموي الدماغي ووصولها الى الدماغ؟

تتمثل خطورة هذا الموقف بسهولة دخول هذه الجزيئيات الى جسم الإنسان، وانتقالها عبر الدم إلى مختلف الأعضاء من دون معرفة مضاعفاتها عليها.

وأشارت الدراسة الى أن المواد البلاستيكية الدقيقة يمكن أن تدخل الجسم بطرق عدّة: من طريق الهواء أو الماء أو الطعام. بالإضافة إلى وجودها في منتجات مثل معاجين الأسنان وملمع الشفاه وحبر الوشم. وطرحت الدراسة عينها فرضية انتقالها إلى الأعضاء عبر مجرى الدم.

يقلق الباحثون إن الجزيئيات البلاستيكية الدقيقة تسبب تلفاً للخلايا البشرية في المختبر. ووفق الواقع، تدخل جزيئيات تلوث الهواء الجسم وتتسبب في وفاة الملايين في وقت مبكر كل عام.

وقال عالم السموم البيئية إنه قد تكون هناك أنواع أخرى من الجزيئيات الدقيقة في الدم لم تعثر عليها الدراسة، على سبيل المثال: “لم نتمكن من اكتشاف الجزيئيات الأكبر من قطر الإبرة المستخدمة في أخذ العينات”.

ثالثاً: نحن بخطر!

برأي الدكتور الشقور، أنّ جزيئيات البلاستيكية لم تنتشر في جميع أنحاء البيئة فحسب، بل إنها تنتشر في أجسامنا أيضاً، وهذا أمر بالغ الخطورة. إنّ إنتاج واستخدام الأوعية البلاستيكية للطعام يزداد كثيراً يوماً بعد يوم، الأمر الذي يزيد من اختلاط البشر بالبلاستيك وإمكانية دخول الجزيئيات البلاستيكية إلى الجسم.

هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة الكمية والنوعية الحقيقية لهذه الجزيئيات ومدى تأثيرها في أعمال الجسم الحيوية. إلا أنّ هذه الدراسة تشكل جرس إنذار كبير للفت نظر العالم الى مدى خطورة ازدياد التلوث البلاستيكي، الأمر الذي يحفّزنا لإيجاد بدائل جدية وصحية لاستخدام البلاستيك، وبخاصة في الأمور المتعلقة بتخزين الأطعمة والمشروبات.

ويتقاطع رأي الباحث، بعدما أشارت العديد من الدراسات الى ارتباط تقديم الطعام أو تخزينه بأوعية بلاستيكية بارتفاع معدلات الأمراض السرطانية وازدياد الوفيات.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.