بدراسة: متى يزور الإنسان كواكب أبعد من المرّيخ؟
خلال القرن الماضي، زار ما لا يقل عن تسع مهمّات روبوتية نظام جوفيان؛ موطن أكبر كوكب في النظام الشمسي، كوكب المشتري، وفي أقل من 80 عاماً يمكن للبشر القيام برحلة 803 ملايين كيلومتر لزيارة الكوكب، وفقاً لـ”فوربس“. ويمكن أن تسبق هذه الزيارة مهمّات مأهولة إلى “حزام الكويكبات”، الذي يقع بين مداري المريخ والمشتري بعد 50 عاماً من الآن.
- Advertisement -
وجاء هذا وفقاً لورقة بحثية جديدة نُشرت على خدمة “arXiv“، لتحدّد مواعيد الإطلاق الممكنة للمهمّات المأهولة بالطاقم البشري إلى وجهات محدّدة في النظام الشمسي وخارجه.
وذكر البحث أنّه “على الرغم من أن النظام الشمسي كبير بشكل هائل، إلّا أن الذكاء البشري أوصلنا من أول رحلة بدائية في عام 1903 إلى سطح القمر بعد 66 عاماً فقط”، الذي يُعَدّ أقلّ من متوسط عمر الإنسان الحالي في الدول المتقدمة. وأضاف البحث: “نموذجنا يشير إلى أنّ هبوط البشر في عوالم ما وراء القمر والمريخ قد يشهده الكثيرون ممّن هم على قيد الحياة اليوم”.
واستنتج البحث هذه التنبؤات الرئيسية الثلاثة:
– رحلة إلى حزام الكويكبات بين عامي 2071 و2087.
– مهمة إلى أقمار المشتري بين عامي 2101 و2121.
– مهمة إلى أقمار زحل بحلول عام 2132 (على الرّغم من احتمال أن يكون تغيّر هذا التاريخ إلى عام 2129 أو عام 2153).
ويشدّد التقرير على أن استكشاف الفضاء الواسع وراء القمر والمريخ من المرجح أن يركّز على التوسّع البشري والاقتصادي، فكُتب في البحث: “مع استكشاف الأرض على نطاق واسع وتجاوز عدد السكان ثماني مليارات نسمة حتى مع استمرار استنفاد موارد عالمنا الوطني الوافر، من غير المفاجئ أن يُنظَر في اعتبارات جادّة لاستعمار العالم الخارجي. فأنشطة استكشاف الفضاء العميق تعزّز تنمية الاقتصادات الوطنية، التكنولوجيا، واندفاع حضارتنا نحو مجتمع أكثر استنارة”.
ومع ذلك، أشارت “فوربس” إلى أنّه لن يكون من السهل الوصول إلى أماكن أبعد في النظام الشمسي، إذ تشير الورقة إلى أن استكشاف الفضاء والرحلات الطويلة جداً ستكون مشاريع علميّة وتكنولوجيّة معقّدة وتتطلب استثمارات وطنيّة ودوليّة.

هناك مشكلة صغيرة عند الحديث عن رحلات “ما وراء المريخ” عندما لم نزر حتّى الآن الكوكب الأحمر. في الواقع، لا يزال القمر هو الجرم السماوي الوحيد الذي زاره البشر في عام 1969، وبالتالي فإنّ ما ذُكر في التقرير هو توقّع، حيث وضع المؤلّفون هدفاً واقعيّاً لأول هبوط مأهول على سطح المريخ في منتصف حتّى أواخر العقد المقبل، مع تحديد عام 2048 كتاريخ “الإطلاق المتأخر”.
وعلى الرغم من ذلك، يعتقد المؤلفون أنّ القمر من المحتمل أن يكون المكان الذي تحدث فيه معظم الأحداث، فيذكر التقرير أن “الخطوة الرئيسية التالية ستكون إنشاء قاعدة على سطح القمر”. و”من المتوقّع أن يؤدّي إنشاء قاعدة على القمر دوراً مهمّاً في التحضير لبعثات مأهولة لاحقة إلى المريخ”. ويرجَّح أن يكون المريخ هو الموقع الأكثر جدوى اقتصاديّاً في النظام الشمسي للاستعمار، ويمكن أن يتبعها استعمار مواقع أخرى في حزام الكويكبات وبعض الأقمار في كوكبي المشتري وزحّل.
التعليقات مغلقة.