يعتقد كثيرون أن الماء عدو الأزياء، فعندما يأتي على أيّ ملابس يُفسدها، بخلاف ما تؤمن به وتُمارسه مصمّمة الأزياء المصرية #أماني يحيى، التي قرّرت أن تخوض تجربة مبتكرة وفريدة من نوعها في مصر، وهي تقديم أوّل #عرض أزياء تحت الماء في أعماق البحر الأحمر ضمن مدينة شرم الشيخ.
قد تبدو الفكرة غريبة وصعبة التنفيذ، إلا أن أماني واجهت كلّ الصعوبات، وتغلّبت على جميع التحدّيات لتثبت للجميع أنه لا يوجد مستحيل مع الطموح والرّغبة والإرادة.
وفي مقابلة مع “النهار” أوضحت أنّها تعشق الغوص في مياه البحر الأحمر الذي تعتبره شغفاً بالنسبة لها، حيث بدأت بممارسة هذه الرياضة منذ خمس سنوات، إلى جانب اقتحامها عالم تصميم الأزياء منذ عام ونصف العام، فراودتها فكرة جمع الغوص وتصميم الأزياء معاً، من خلال إقامة أوّل عرض أزياء تحت الماء.
وقالت: “بالرغم من تخرّجي في كليّة التجارة وحصولي على ماجستير إدارة الأعمال، فقد اتّجهت إلى مجالات مختلفة تماماً، هي تصميم الأزياء والغوص، وكنت أريد أن أقدّم أول عرض أزياء لي بعد عام ونصف العام من دخول هذا المجال، على أن يكون جديداً ومبتكَراً؛ لذا تواصلت مع صديقي “بيشوى فايز” (غوّاص ومصوّر تحت الماء)، وعرضت عليه الفكرة، وسرعان ما رحّب بها بشدّة وتحمّس لها. ولكن كان ينقصنا البحث عن عارضة أزياء تحترف الغوص، وتتمكّن من عرض هذه الأزياء تحت الماء، فكانت صديقتنا منى فريد، مدرّبة الغوص، التي أبدت اندهاشها بالفكرة، ثم ما لبثت أن رحّبت بها، وبدأنا التخطيط لها، وتمّ تنفيذها على أكمل وجه”.
Related Posts
وأضافت: “كان يجب على مدرّبة الغوص أن تُقدّم عرض الأزياء تحت الماء بالفساتين المصمّمة فقط من دون بذلة الغطس؛ وهذا ما تطلّب منها أن تتدرّب على الغوص تحت الماء لضبط النفس والحركة تحت البحر حتى تُظهر الفستان”.
وتابعت: “من ناحيتي، صمّمت فساتين خفيفة الوزن حتى لا تُصبح ثقيلة عندما تتشرّب الماء، فاستخدمت خامات من التول، والأورغانزا والشيفون والساتان. واخترت موديلات بألوان الربيع تناسب التقاط الصور تحت الماء، إذ ابتعدت عن الأزرق، لأنه لون الماء. وتنوعت الألوان ما بين الأخضر والأحمر والفوشيا والبرتقالي”.
واستطردت: “الفكرة أخذت نحوَ شهر منذ أن خطرت على بالي وحتى تنفيذها؛ أما جلسة التصوير تحت الماء فاستغرقت كلها ما يقرُب من 5 ساعات. وأقصى فترة تصوير للفستان الواحد استغرقت 45 دقيقة. وتمّ عرض 12 فستاناً يُناسب الزيارات الصباحيّة والسهرات المسائيّة لربيع 2022”.
وأشارت إلى “الصعوبات الأخرى التي واجهت المشروع، منها إصابة مدرّبة الغوص منى فريد بالإرهاق الشديد، خاصة أن الجوّ كان بارداً، حيث مكثت في المياه ما يزيد عن الـ5 ساعات، وكانت تبدّل الفساتين، إلى جانب السيطرة على حركة الأزياء تحت الماء، خاصة أنها ليست عارضة أزياء، وهي أول تجربة لها في تقديم عروض أزياء”.
ولفتت إلى أن أكثر ما أسعدها هو معاونة أبنائها الأربعة لها، بينما كانت تُعطي توجيهاتها حول كيفية ظهور كلّ تصميم، حتى يخرج العرض بهذا الشكل المبهر، والذي كان يهدف في المقام الأول إلى الترويج للسياحة المصرية، وأن مصر تمتلك مواقع فريدة ومميزة لاكتشاف أعماق البحر الأحمر، حيث الشعاب المرجانية ذات الألوان الساحرة.
وختمت أماني بالقول إنّها “أثناء تنفيذ عرض الأزياء تجمّع الكثير من السيّاح الذين أبدوا إعجابهم الشديد بالفكرة، ووصفوها بأنها عظيمة ومبهرة”.
Next Post
قد يعجبك ايضا
التعليقات مغلقة.