كيف نشأت ظاهرة التصوير مع الموتى ولماذا اختفت؟
- Advertisement -
- Advertisement -
قديما -وتحديدا في العصر الفيكتوري- كانت صورة الميت حاضرة دائما، يكفي أن تنظر إلى جدران البيت لتجده في صورة تذكارية، لا تخلد لحظة سعيدة في حياته، لكن تضمه بعد وفاته مع أفراد أسرته الأحياء.
كان التصوير بعد الموت شائعا منذ منتصف القرن الـ19 حتى بداية القرن الـ20، وبعض الناس لا يعرفون كيف بدأ، ولماذا، وكيف اختفى.
كانت الحياة الفيكتورية مليئة بالموت، بسبب الأوبئة المنتشرة حينها، كالدفتيريا والتيفود والجدري والكوليرا التي حصدت ملايين الأرواح.
وكان من الشائع أن تنجب العائلات الكثير من الأطفال، ومن الشائع أيضا أن يموت الكثير منهم خلال سنواتهم الأولى، وبحسب موقع “أوول ذاتس إنتريستينغ” (All that’s interesting) قدم التصوير الفوتوغرافي وقتها طريقة جديدة لتذكر أحد الأحباء بعد الموت، وأصبحت العديد من صور الموت الفيكتوري صورا عائلية من نوع ما. غالبا ما يصورون أمهات يحتضن أطفالهن المتوفين أو آباء يراقبون أطفالهم الموتى على فراشهم.
كانت فقط العائلات الثرية قادرة على تحمل نفقات رسام يرسم “بورتريه” للمتوفى، أو نحات يصنع تمثالا له يحفر فيه ملامحه وتحتفظ به العائلة لمواساتها.
ومع ظهور التصوير الفوتوغرافي، أصبح للأشخاص الأقل ثراء إمكانية الحصول على صورة بعد الوفاة أيضا، بتكلفة أقل نوعا ما.
وتعلم مصورو الموت كيفية وضع الأطفال الموتى بشكل طبيعي على أسرتهم لإضفاء مظهر النوم الهادئ، الأمر الذي جلب الراحة للآباء المفجوعين.
وقام بعض المصورين بتعديل نمط “داغري”، وهو شكل مبكر من التصوير الفوتوغرافي أنتج صورة صغيرة ومفصلة للغاية على الفضة المصقولة، عن طريق إضافة صبغة وإضفاء القليل من “الحياة” على وجنتي الشخص المعني.
ورغم أن التصوير بنمط “داغري” كان رفاهية باهظة الثمن، لكنه كان أرخص من تكلفة رسم اللوحات، التي كانت في السابق الطريقة الوحيدة للحفاظ على صورة شخص ما بشكل دائم.
ومع زيادة عدد المصورين، انخفضت تكلفة تصوير “داغري”، واعتمد المصورون إجراءات أقل تكلفة في خمسينيات القرن الـ19، مثل استخدام المعدن الرقيق أو الزجاج أو الورق بدلا من الفضة.
التكلفة الباهظة كانت مبررة نوعا ما، فالصورة التذكارية للمتوفى كانت دليلا بالنسبة لهم على أن ذلك الشخص مر في تلك الحياة ودليلا على أنه عاش.
وكان أفراد العائلة يجتمعون في لقطة نادرة ويجلس بينهم المتوفى إن كان شخصا بالغا، أو محمولا بين ذراع أمه إن كان طفلا، ليلتقط المصور تلك الذكرى وتعلق على الجدران، وكانت الصورة تذكارا دائما، وغالبا ما كانت الصورة العائلية الوحيدة.
وكان مصورو الموتى يتباهون بمنتجهم، ويتفاخر كل منهم بمدى واقعية صوره، وكيف بدى الميت في صورة حي.
ولإضفاء ذلك الطابع على صورهم، استخدموا الدعائم لضبط وضعية الموتى عند التصوير، وإضفاء الحياة إليهم، بحسب موقع “”هيستوري أوف يسترداي” (Historyofyesterday).
كان يتم ترتيب الأطفال ليبدو كما لو كانوا نائمين أو محمولين بين ذراعي والديهم. وفي بعض الأحيان يعاد ترتيب الألعاب المفضلة بجانب الأطفال الموتى، وتصوير البالغين المتوفين كما لو كانوا متكئين على الأثاث، ورتب آخرون الموتى ليظهروا كما لو كانوا نائمين فقط.
وكانت الدعائم المضمنة عادة بسيطة؛ مثل الزهور أو الكتب، بينما كان أكبر تحد للمصورين حينها تصوير المتوفى في وضع مستقيم، وفي تلك الحالة استخدمت هذه الصور وسائل مساعدة تشكل دعائم لحمل الوزن الكامل للشخص المتوفى، وكانت غالبا من قطع الأثاث.
وكان الغرض الحقيقي من الحوامل هو قدرتها على مساعدة الشخص على الوقوف ساكنا، حيث كان يصل وقت التعرض للتصوير إلى 30 دقيقة، وقد تتسبب أي حركة في التشويش أو إتلاف الصورة.
صور الموتى التي تبدو اليوم مزعجة للكثيرين؛ كانت في القرن الـ19 هي العزاء الوحيد لعائلة المتوفى، باعتبارها الفرصة الوحيدة للاحتفاظ بصورة دائمة له.
ومع بداية القرن الـ20 وتحسين الرعاية الصحية وانتشار التطعيمات المحصنة من بعض الأمراض الفتاكة، ارتفع متوسط العمر المتوقع، فتضاءل الطلب على تصوير الموتى.
ووفقا لشبكة “بي بي سي” (BBC)، بدأت حينها معظم العائلات تلتقط صورا على مدار الحياة في مواقف وأماكن مختلفة، وكان ظهور تلك اللقطات الحية بمثابة ناقوس موت لفن تصوير الموتى.
Prev Post
عمره 12 عاما.. طفل بريطاني يجني 350 ألف دولار من بيع أعمال فنية رقمية للحيتان عبر الإنترنت
Next Post
التعليقات مغلقة.