بدلالة واضحة على فشل خوارزميتها المنحازة.. فيسبوك تعتذر لبيلا حديد عن حذف منشور عن فلسطين
تقدم موقع إنستغرام باعتذار لعارضة الأزياء العالمية بيلا حديد الفلسطينية الأصل بعد شكوى تقدمت بها أثارت ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت القصة في نهاية الأسبوع الماضي عندما شاركت عارضة الأزياء العالمية، البالغة من العمر 23 عاما، عبر صفحتها الرسمية على إنستغرام التي يتابعها أكثر من 31 مليون مستخدم، صورة لجواز سفر أميركي قديم خاص بوالدها الملياردير محمد حديد، ومكتوب في خانة محل الميلاد “فلسطين”.
لكن بيلا، واسمها الكامل إيزابيلا خير حديد، فوجئت بحذف موقع إنستغرام للصورة، مبررا ذلك بأنها “تخرق قواعد استخدام الموقع”.
وقد انتقدت بيلا إزالة منشورها، واعتبرت أن في ذلك “تنمّرا” عليها، ووجهت سؤالا إلى إنستغرام “في أي جزء بالضبط من كوني فخورة بوالدي ومسقط رأسه فلسطين تعدّونه تنمرا، أو مضايقة، أو تعريا جنسيا؟”.
وعلقت بأنها فخورة بكونها فلسطينية، وأنه “ينبغي على الجميع نشر صور لأماكن ولادة آبائهم وأمهاتهم وتذكيرهم بأنكم تفخرون بأصولكم”.
وقد أعادت بيلا نشر الصورة على إنستغرام مصحوبة بتعليق “محل ميلاد والدي. لا يمكنكم مسح التاريخ”.
كما رد والدها بنشر الصورة ذاتها على حسابه.
ورد متحدث باسم فيسبوك معتذرا ومعللا سبب الحذف “لحماية خصوصية مجتمعنا، لا نسمح بنشر معلومات شخصية مثل أرقام جوازات السفر على إنستغرام. في مثل هذه الحالة، تم حجب رقم جواز السفر، لذلك لا يجب إزالة هذا المحتوى. لقد استعدنا المحتوى واعتذرنا لبيلا على هذا الخطأ”.اعلان
هل فيسبوك أداة في يد إسرائيل؟
لا تعتبر هذه الحادثة الأولى لفيسبوك في محاربة المحتوى الفلسطيني، وهو أمر أكدته العديد من الحوادث المشاهدة وربما الضجة التي حظيت بها بيلا حديد كونها شخصية مشهورة، وهو ما جعل فيسبوك تتراجع وتعتذر وتقدم التبرير الساذج لمحو المنشور لإخفاء تحيزها ضد المحتوى الفلسطيني والذي هو موثق بالأدلة من قبل منظمات حقوقية.
فقد اتهمت مؤسسة بحثية دولية إسرائيل العام الماضي بأنها توظف علاقاتها مع شركة فيسبوك في “محاربة” المحتوى الفلسطيني في الفضاء الإلكتروني الأزرق.
وربطت “إمباكت الدولية لسياسات حقوق الإنسان” في تقرير لها بين شكاوى الفلسطينيين من “قيود تفرضها فيسبوك” على المحتوى الخاص بهم وبين وجود ارتباط مصالح اقتصادية بينها وبين إسرائيل.
وأفاد توثيق متخصص أصدره المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) أن فيسبوك أغلقت منذ مطلع 2019 عشرات الصفحات لإعلاميين ونشطاء فلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وذكر مركز مدى في تقرير أن “معظم الصفحات التي أُغلقت تحظى بمتابعات واسعة، ولم يتلق أصحابها أي إنذارات مسبقة، أو تفسيرات تبرر إقدام شركة فيسبوك على خطوة الإغلاق”.
وندد المركز بـ”الحملة الواسعة” لشركة فيسبوك على صفحات إعلامية فلسطينية، واعتبرها “مساسا جسيما وخطيرا بالحريات الإعلامية واستجابة لمواقف إسرائيل بشأن ما تعتبره تحريضا عليها أو ضد سياساتها وجيشها”.
خوارزمية فيسبوك تعمل ضد الفلسطينيين
واشتكى العديد من الناشطين الفلسطينيين من سياسة فيسبوك الأخيرة التي أدّت إلى حظرهم من النشر نتيجة لمنشورات تتعلق بالقضية الفلسطينية.
وتحول فيسبوك إلى منصة طاردة للفلسطينيين عبر إجراءاته الأخيرة وتطويره خوارزمية خاصة تتضمن بعض الكلمات الخاصة بالقضية الفلسطينية ومقاومتها، وهو الأمر الذي يتعارض مع وصف الموقع لنفسه بأنه منصة اجتماعية حرة.
واضطر مئات الناشطين أخيرا للتحايل على خوارزمية فيسبوك التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، إما عبر تقطيع الكلمات التي تسبب لهم الحظر أو الاستعاضة عنها بجملة بديلة أو أحرف إنجليزية تدلل على مقصدهم من المنشور.
وتعمل فيسبوك حاليا على ملاحقة المحتوى الفلسطيني، وحذف المنشورات الخاصة به بشكل آلي من خلال الذكاء الاصطناعي بعدما كانت تعتمد في السابق على البلاغات التي تقدم ضد أصحاب الحسابات.
ربما أخطأت الخوارزمية عندما لم تتعرف على بيلا حديد وعدد متابعيها على إنستغرام وحول العالم وهو ما أدى لقيام فيسبوك بالاعتذار، ولكن الخوارزمية فعالة جدا في ما عدا ذلك بمحو العديد من المنشورات التي تتكلم عن فلسطين، وهو ما يجعلنا نتساءل هل أصبحت فيسبوك -مع تحيزها ضد المحتوى الفلسطيني- منبرا حرا للمشاهير فقط؟
المصدر : مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي
التعليقات مغلقة.