هل تتسبب اللحية في انتقال عدوى كورونا؟ وكيف تجعل وجهك منطقة آمنة؟
كريم الأقطش
منذ ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لم ينفك عن مسّ جميع جوانب حياتنا، بداية من وظائفنا وعاداتنا اليومية وعلاقاتنا بالآخرين، وصولا إلى مظهرنا؛ إذ دفعنا الفيروس الجديد منذ ظهوره لمراجعة أدق تفاصيل حياتنا، كاللحية على سبيل المثال، ومهما كانت أسبابك في إطلاق اللحية، قد يهمك أن تعرف كيف تحول وجهك إلى منطقة آمنة تمنع إصابتك بالعدوى قدر استطاعتك.
رغم عدم صدور دراسة تكشف عن دور اللحية في نقل فيروس كورونا من عدمه، فإن الدورية العلمية الأوروبية للطب الإشعاعي نشرت دراسة في فبراير/شباط 2019، تخلص إلى أن لحية الرجال تحتوي على ميكروبات معدية، حسب موقع لايف ساينس.
لكن، تقابلها دراسات أخرى تذكر فوائد اللحية؛ ففي عام 2014، نشرت دورية عدوى المستشفيات خلاصة دراسة أجريت على 408 أشخاص من طاقم مشفى، وكان من بينهم أشخاص ذوو لحى وآخرون يحلقونها.
وفوجئ المشرفون على هذه الدراسة بأن حليقي اللحى -على الأرجح- يأوون نوعا معروفا من البكتيريا يدعى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، التي تعد مصدرا للعدوى بالنسبة للعاملين في المشافي، لأنها مقاومة للمضادات الحيوية التي بأجسامنا.
كورونا واللحية
أما فيما يخص علاقة اللحية بفيروس كورونا المستجد، فليست هناك دراسات أكاديمية حتى الآن، إلا أن الأستاذ بكلية الصحة بجامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا الأميركية جون سوارتزبرغ، الذي يدرس الأمراض المعدية؛ كان له رأي في مسألة اللحية وعلاقتها بكورونا.
فقد أشار سوارتزبرغ -في حديثه مع صحيفة لوس أنغلوس تايمز الأميركية- إلى إن الأمر الذي يجب التركيز عليه بخصوص هذا الأمر هو ملاءمة كمامة أو قناع “إن 95” (N 95) على الوجه أم لا.
وتابع سوارتزبرغ “عندما تتنفس من خلال القناع، فإنك تستخدم قوة أكبر عند الشهيق، وقوة الشهيق هذه المتزايدة تمص المزيد من الهواء حول الوجنتين”.
وأوضح العالم أنه إذا كان لديك الكثير من شعر الوجه، فإن هذا سيجعل الأمر أكثر صعوبة، أي بمعنى آخر أنك في الوقت الذي تحاول فيه منع انتقال الفيروس عن طريق القناع، فإن شعر الوجه سيبقي على مسافة بين وجهك وبين القناع، مما يعني احتمالية الإصابة بالفيروس.
تجنب لمس لحيتك أثناء أنشطتك اليومية (بيكساباي)
أما فيما يخص أزمة كورونا، فتعتبر أقنعة “إن 95” أفضل الخيارات المتاحة للحماية من القطرات التي تحمل الفيروسات، بما في ذلك كورونا، بالنسبة إلى تنقية للهواء من الجسيمات الصغيرة للغاية (0.3 ميكرون)، تصل إلى 95%، حسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
لكن هذه الأقنعة لا توفر الوقاية التامة، حيث يجب على المرء اتخاذ إجراءات أخرى، كغسل اليدين باستمرار، وترك مسافة متر إلى اثنين بين الأشخاص، وعدم لمس الوجه.
الشعر ينقل العدوى
ويضيف سوارتزبرغ أنه إذا سعل شخص ما مصاب بالفيروس بقربك والتقط شعرك هذه القطرات، ثم دعكته أنت بيدك ثم وضعت يدك على فمك أو أنفك أو عينيك، فإن ذلك يعني نظريا أنك نقلت العدوى لنفسك، وينطبق الأمر نفسه على اللحى.
من جانب آخر، تعد اللحية مصدر إغراء للمس الوجه، سواء برغبة الحك أو لمجرد اللمس، في حين ينصح الأطباء بعدم لمس الوجه قدر الإمكان هذه الأيام، لعدم نقل العدوى من اليد إلى الوجه، حيث منافذ الفيروس إلى الجسد.
انتبه لإجراءات الوقاية
جميع إجراءات الوقاية التي نستخدمها اليوم لحماية أنفسنا من العدوى هي نتاج تجارب سابقة في الوقاية من العدوى الفيروسية؛ لذا فهي محل اختبار مع فيروس كورونا المستجد، إلا أنه يمكن تحويل اللحية إلى منطقة آمنة بغسلها بالماء والصابون، أو تطهيرها بمواد تحتوي على نسبة كحول لا تقل عن 60%، إذ إنها الطريقة الوحيدة لقتل الفيروس، حسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
أما فيما يخص مصففات الشعر والشامبو المخصصة للحى، فقد تكون مفيدة في قتل البكتيريا الضارة، إلا أنه لا يوجد دليل علمي حتى الآن على قدرتها على قتل الفيروسات في اللحى.
وعلى أية حال، إذا أردت الاعتناء بلحيتك وتنظيفها على أكمل وجه، فإن خبير تصفيف الشعر جوث دافيس نصح -في مقابلة مع صحيفة غارديان البريطانية- باستخدام المواد نفسها التي تستخدم للاعتناء بالشعر أثناء الاستحمام، مثل الشامبو، إذ إنها لن تضر شعر اللحية.
أما موقع “آسك مين” (AskMen) فينصح بأربع خطوات من أجل لحية نظيفة؛ إذ يوصي باستخدام الماء الدافئ لفتح المسام وتعزيز الدورة الدموية، حتى يكون الغسيل بعد ذلك أكثر فعالية.
بعد ذلك، يتم استخدام غسول الشعر الذي تفضله، حيث تبدأ بربع الكمية التي تستخدمها عادة ثم زيادتها عند الحاجة، وبعد ذلك تدليك اللحية وفركها بأصابعك في كل الاتجاهات.
أما الخطوة الرابعة، فهي غسل اللحية بالماء الدافئ، حيث ينصح “آسك مين” بغسل اللحية مرتين جيدا من أجل إزالة جميع الصابون.
وأخيرا، تذكر دائما ألا تلمس لحيتك، لتقليل فرص نقل العدوى إليك.
المصدر : مواقع إلكترونية
التعليقات مغلقة.