أكياس الشاي تطلق مليارات الجسيمات البلاستيكية بالمشروبات الساخنة
يبدو أن أقداح الشاي الساخنة المحضرة باستخدام أكياس الشاي لا تحتوي على الشاي والماء والسكر فقط بخلاف ما يعتقده الجميع. إذ كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة مكغيل الكندية أن كيس الشاي الواحد بإمكانه إطلاق مليارات من الجسيمات البلاستيكية المتناهية الصغر بكوب الشاي الساخن.
نشرت تفاصيل ونتائج تلك الدراسة بدورية “إنفيرونمينتال ساينيس أند تيكنولوجي” التابعة للجمعية الكيميائية الأميركية نهاية سبتمبر/أيلول الماضي. حيث أوضحت أنه لدى تحضير مشروب ساخن باستخدام كيس شاي واحد، فإنه يتسبب في إطلاق 11.6 مليار جسيم بلاستيكي دقيق بجانب 3.1 مليارات جسيم بلاستيكي نانوي بالمشروب.
مليارات الجسيمات
الغرض الرئيسي من الدراسة وفق ما أوضحته ناتالي توفنكجي أستاذ الهندسة الكيميائية وأحد أعضاء الفريق البحثي -عبر البيان الصحفي- هو معرفة ما إذا ما كانت أكياس الشاي البلاستيكية يمكنها أن تطلق جسيمات بلاستيكية بأحجام دقيقة ونانوية بالمشروبات الساخنة أثناء عملية التحضير أم لا.
للإجابة عن هذا السؤال استخدم العلماء أكياس شاي بلاستيكية من شركات مختلفة وغليها عند درجة حرارة 95 درجة مئوية لمدة 5 دقائق. ثم فحصوا المياه المستخدمة بالتحضير باستخدام مجهر إلكتروني، ليكتشفوا وجود مليارات من جسيمات النايلون وبلاستيك بولي إيثيلين تيرفثالات (PET) بأحجام متناهية الصغر تتراوح بين 100 نانومتر و150 ميكرومتر، التي أطلقتها أكياس الشاي أثناء التحضير.
تطلق أكياس الشاي في الماء الساخن جسيمات بلاستيك متناهية الصغر بأحجام تتراوح بين 100 نانومتر و150 ميكرومتر ((بيكسابي)
تطلق أكياس الشاي في الماء الساخن جسيمات بلاستيك متناهية الصغر بأحجام تتراوح بين 100 نانومتر و150 ميكرومتر ((بيكسابي)
من الجدير بالذكر أن البلاستيك لا يمكنه أن يتحلل بشكل كامل في الطبيعة، بل يتكسر إلى أجزاء أصغر وأدق بأحجام متناهية الصغر دقيقة ونانوية. الأمر الذي تسبب في تراكمه في البيئة المحيطة بنا، ومن ثم تسربه إلى طعامنا وشرابنا دون أن ندري. وقد كشفت دراسات عدة مؤخرا أن الفرد الواحد يتناول عددا هائلا من جسيمات البلاستيك متناهية الصغر يقدر بين 74 و121 ألف جسيم كل عام.
بذلك تنضم المشروبات الساخنة المحضرة بأكياس الشاي إلى قائمة الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على جسيمات بلاستيكية متناهية الصغر. وللأسف فإن مستويات الجسيمات البلاستيكية بتلك المشروبات أعلى بآلاف المرات من مستويات الجسيمات البلاستيكية المكتشفة بالأطعمة الأخرى.
تأثيرات الجسيمات
لم يكتف الباحثون باكتشافهم، إذ حاولوا دراسة تأثيرات تلك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية على الكائنات الحية والبيئة. حيث عرضوا برغوث الماء المستخدم ككائن نموذجي بالدراسات البيئية لجرعات مختلفة من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية الناجمة عن أكياس الشاي. ورغم أن تلك الكائنات قد تمكنت من البقاء على قيد الحياة، فإنها أظهرت تغيرات تشريحية وسلوكية غير طبيعية.
أما عن تأثير تلك الجسيمات البلاستيكية المتناهية الصغر على صحة البشر فتوضح الباحثة المشاركة بالدراسة لورا هيرنانديز -عبر البيان الصحفي- قائلة “هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات لتحديد ما إذا كان البلاستيك المتناهي الصغر ذا تأثيرات مؤكدة أو مزمنة على البشر”. وفي جميع الأحوال يمكن دائما اختيار إعداد المشروبات الساخنة باستخدام الأعشاب غير المعبأة بأكياس بلاستيكية أو تلك المعبأة بأكياس ورقية.
المصدر : مواقع إلكترونية
التعليقات مغلقة.