تتغير أجسامنا بشكل طبيعي مع تقدمنا في العمر، إلا أن الجلد يتغير بسرعة خرافية لدى النساء أثناء الحمل أو الرضاعة، وبينما يمر جسمك بتغييرات داخلية هائلة تتغير بشرتك من الخارج في نفس الوقت.
وتؤدي زيادة الهرمونات وتدفق الدم إلى منح الحامل نوعا من التوهج، في حين يظهر لدى أخريات حب الشباب وعلامات التمدد والأكزيما والأوردة العنكبوتية أو حكة الجلد والكلف.
وبالنسبة لنظام العناية بالبشرة أثناء الحمل، فحتى الروتين الآمن قد يصبح أكثر حساسية أو تهيجا للجلد بسبب رد الفعل الجديد وغير المتوقع.
ولهذا يجب الانتباه جيدا للمواد الكيميائية غير الآمنة المتوفرة بكثرة في منتجات التجميل، حتى لا تضرين نفسك أو الجنين.
ومع كل حمل، هناك خطر لولادة طفل غير طبيعي بنسبة 3 إلى 5%، لذا فإنه إلى جانب التركيز على نظامك الغذائي خلال الحمل توجد إرشادات معينة يجب اتباعها عندما يتعلق الأمر بمنتجات التجميل والبشرة.
مكونات يجب تجنبها أثناء الحمل أو الإرضاع
وفقا لموقع “فيري ويل فاميلي” (verywellfamily) فإن الجزء المحبط فيما يتعلق بالعناية بالبشرة أثناء الحمل هو أنه ليس هناك دراسات تبحث في معظم المكونات عند الحوامل، وإنه يجب الاعتماد فقط على الدراسات التي أجريت على الحيوانات وتقديم أفضل تخمين لدينا. وفيما يلي بعض المكونات التي يجب تجنبها نظرا لضررها الكبير على الجنين:
-
مشتقات “فيتامين أ”
يوصي العديد من أطباء الأمراض الجلدية بتخطي أي من مشتقات “فيتامين أ” مثل الريتينول، وريتين-أ، وريتينيل باليميتات، أثناء الحمل، حيث تربط بعض الدراسات استخدام هذه المكونات بالعيوب الخلقية لدى الأطفال.
-
الهيدروكينون
يوجد الهيدروكينون بشكل شائع في كريمات التبييض والمنتجات التي تهدف للمساعدة في تلاشي فرط التصبغ والبقع الداكنة والكلف. غير أنه لا ينبغي استخدام الهيدروكينون أثناء الحمل حيث يمكن أن يمتصه الجلد بمعدل أسرع من المكونات الأخرى، مما يعني أنه يمكن أن يصل إلى الطفل بكميات أكبر.
-
البارابين
يشيع استخدام البارابين في منتجات العناية بالبشرة والشامبو للحفاظ على المنتجات، وزيادة عمرها الافتراضي. ويمكن للبارابين أن يكون مصدر قلق، إذ تكون هذه المواد عوامل معطلة للغدد الصماء ويمتصها الجلد بسهولة. وهناك دراسات تشير إلى أن آثارا سلبية لها أثناء الحمل.
أوكسي بنزون
وفقا لموقع “توداي” (today) أجرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية دراسة عام 2019 وجدت أن “أوكسي بنزون” -الذي يستخدم عادة في الكريمات الواقية من الشمس- كان أحد المكونات التي يمتصها الجسم بعد استخدامه مرة واحدة فقط، ويمكن أن يكون على الجلد وفي الدم حتى بعد أسابيع من الاستخدام. كما أظهرت الدراسات أن “أوكسي بنزون” يمكن أن يلوث المشيمة وحليب الثدي لدى الثدييات البحرية ولدى البشر.
العطور
“العطور” التي يشار إليها على بعض الملصقات للمنتجات، التي تستخدمها النساء للعناية بالبشرة، قد تعني مزيجا غير معلوم من المواد الكيميائية والمكونات المستخدمة بالرائحة كمشتقات للعطور.
وقد تم ربط هذه الخلطات بالحساسية والتهاب الجلد ومشاكل الجهاز التنفسي، والتأثيرات على الجهاز التناسلي.
الهوموسالات
يوجد الهوموسالات في واقيات الشمس الكيميائية وفي حال استخدامها أثناء الحمل فقد تعطل تنظيم الجسم لمستويات الهرمونات. لذا يجب تجنب استخدامها أثناء الحمل لتتمكني من إنتاج الهرمونات التي تحتاجينها لحمل صحي. وهناك سبب آخر لتجنب الهوموسالات أنه قد يزيد قدرة الجلد على امتصاص المواد الكيميائية المختلفة.
واقيات الشمس الكيميائية
ينصح موقع “كولر ساينس” (colorescience) باستخدام واقيات الشمس المعدنية بدلا من الكيميائية التي تحتوي على مواد “أوكسي بنزون” وغيرها. ومن الأمان استخدام واق شمسي يحتوي على مكونات معدنية مثل أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم باعتبارهما المكونين النشطين الوحيدين المعترف بهما على أنهما آمنان بشكل عام في واقيات الشمس.
الفيلر
يستخدم الفيلر بشكل شائع هذه الأيام لتقليل التجاعيد، ولأن الدراسات حول تأثير الفيلر على الحوامل غير واضحة فمن الأفضل تجنب استخدامه خلال فترة الحمل. ولا ينصح بإجراء علاجات تتضمن التقشير أو الليزر أو الحقن من أي نوع للحامل والمرضع.
البوتوكس
وفقا لموقع “هيلث لاين” (healthline) تعد حقن البوتوكس أحد الخيارات الشائعة لتقليل ظهور التجاعيد على الوجه. وتظهر الأبحاث بشكل عام أن حقن البوتوكس آمنة لمعظم الناس، إلا أن الأمر يحتاج لإعادة التفكير عند الحمل.
ووفقا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإنه لم يُعرف بعد ما إذا كان البوتوكس سيؤذي الجنين، أو ينتقل إلى حليب الثدي. لذا يفضل تأجيل حقن البوتوكس حتى تتوفر المزيد من معلومات الأمان. وأحد المخاطر المحتملة التي يجب مراعاتها كذلك انتشار السم خارج المنطقة الموضعية التي يحقن فيها البوتوكس مما قد يسبب التسمم الغذائي، وهي حالة خطيرة محتملة.
ويمكن الاستعاضة عن البوتوكس بشرب الكثير من الماء حتى تبقى بشرتك رطبة، وتقول بترطيب وجهك عدة مرات يوميا والنوم الجيد ليلا.
إزالة الشعر بالليزر
ويرفض مركز “فيتاليتي ليزر سكن” (vitalitylaserskin) إجراء عمليات الليزر للحامل، ويوصي بالانتظار حتى بعد الولادة لبدء أو استئناف جلسات الليزر لسببين أساسيين:
- التأثيرات على الجنين غير معروفة، وبالتالي فهي مخاطرة لست بحاجة لها.
- نتائج إزالة الشعر بالليزر لن تكون مؤكدة أثناء فترة الحمل، لأنه من الشائع أن تؤدي الاختلالات الهرمونية بسبب الحمل للتخفيف من فعالية تقليل وإزالة الشعر بالليزر.
علاج حب الشباب
يعتبر حب الشباب أكثر شيوعا أثناء الحمل بسبب الهرمونات وزيادة تدفق الدم وإنتاج الزيوت. وبشكل عام، تعد معظم منتجات حب الشباب -التي لا تستلزم وصفة طبية- مقبولة.
كما يعتبر مصل “فيتامين سي” إحدى الطرق لتفتيح البشرة والمساعدة في حل المشكلة، ولكن لابد أولا من التأكد من أنه فيتامين نقي عالي الجودة، وأنه لا توجد مكونات أخرى قد تكون ضارة أثناء الحمل. لعلاج حب الشباب أيضا يجب أن تحافظي على نظافة فراشك وتنظيف أغطية الوسائد والشراشف بشكل متكرر وكذلك تجنب لمس الوجه.
مكافحة الشيخوخة والتجاعيد
وفق موقع “هيلث لاين” (healthline) فإن مضادات الأكسدة الموضعية مثل “فيتامين سي” تعمل بشكل آمن على تعزيز حيوية بشرتك وحمايتها من التلف، والحفاظ على الكولاجين. وتشمل مضادات الأكسدة الأخرى الآمنة للحمل -والتي يمكنك تجربتها في منتجات العناية بالبشرة- فيتامينات “هـ، ك، ب 3” والشاي الأخضر.
جفاف الجلد وعلامات التمدد
لعلاج جفاف الجلد يجب شرب الكثير من الماء واستخدام المنتجات المرطبة التي تحتوي على زيت جوز الهند وزبدة الكاكاو والببتيدات وحمض الهيالورونيك. وفيما يتعلق بعلامات التمدد، فإن إحدى الإستراتيجيات لمنعها هي الترطيب بشكل متكرر لمساعدة الجلد على التمدد بشكل طبيعي مع النمو المستمر لبطنك.
الكلف
الكلف شائع جدا أثناء الحمل، وغالبا ما يظهر على شكل بقع رمادية أو بنية اللون على الوجه، ويظهر نتيجة لزيادة إنتاج الميلانين بسبب الهرمونات.
ويعد أفضل علاج له ارتداء قبعة واقية من الشمس وتقليل التعرض لأشعة الشمس، ومن ثم يتلاشى بعد الحمل. وفي حال استمر بعد الولادة، يمكن علاجه من خلال أشعة الليزر، ولكن من الأفضل انتظار عودة الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية قبل ذلك.
الأوردة العنكبوتية/الدوالي
تظهر الأوردة العنكبوتية أو الدوالي نتيجة التغير في الهرمونات وزيادة تدفق الدم أثناء الحمل، ولتحسين ذلك يجب التحرك بشكل متكرر وممارسة الرياضة بانتظام وارتداء جوارب ضغط.
تمليس الشعر الكيميائي
ذكر موقع “فيري ويل فاميلي” (verywellfamily) أنه من الحكمة تجنب تمليس الشعر الكيميائي أثناء الحمل. لأنه توجد الكثير من المخاوف بشأن المواد الكيميائية المستخدمة بمنتجات التمليس، والتي تتضمن الفورمالديهايد، وهو المكون المستخدم في سائل التحنيط البشري، والذي يتم امتصاصه من خلال فروة الرأس وبالتالي احتمال وصوله للجنين.
تشتمل المواد الكيميائية لتنعيم الشعر أيضا على السيكلوسيلوكسانات والبارابين وهيدروكسيد الصوديوم والديثانولامين والفثالات والبنزوفينون-3 والتريكلوسان. ولهذه المواد الكيميائية مخاطر محتملة على صحة الإنسان والبيئة، ويمكن أن تعطل نظام الغدد الصماء أو الجهاز التنفسي كما أنها قد تضر بتطور الجنين.
ويمكن استنشاق الأبخرة الناتجة عن تلك المواد الكيميائية أثناء الخضوع لعملية التمليس، وهو ما قد يكون ضارا جدا بالجنين.
تلوين وصباغة الشعر
يعتبر تلوين الشعر آمنا خاصة في الثلث الثاني والثالث من الحمل. ولكن يجب اختيار صبغة طبيعية أو نباتية، خالية من الأمونيا.