منذ نهاية تسعينات القرن الماضي، دخلت التكنولوجيا جزءاً أساسياً من يومياتنا. من الكومبيوتر الى الهواتف الذكية، صار العالم المحيط بنا مرتبطاً جداً بها. ومن دون أن نشعر بذلك تماماً، قد يكون لهذه العادات تبعات علينا كبشر، بدءاً بشكلنا.
وحذرت دراسات عدة من أن سنوات من استخدام الهاتف الذكي والكمبيوتر ستؤدي إلى تغيير في الوضعية الجسدية للبشر.
وكشفت دراسة جديدة أن البشر في المستقبل سيكون لديهم “إبهام مخلبيّ للكتابة وظهور محدبة وأجفان ثانية” بحلول العام 3000.
ورأى باحثون أن المواظبة على استخدام الهواتف المحمولة وقضاء ساعات أمام شاشات الكمبيوتر يمكن أن يؤثر في كيفية تطور أجسامنا بمرور الوقت.
وبهدف دراسة التمثيل الواقعي لهذه التأثيرات المحتملة، قامت شركة التكنولوجيا الأميركية “تول فري فورووردينغ” Toll Free Forwarding- – بتصميم نموذج ثلاثي الأبعاد يسمى “مايندي” Mindy.
وقد أُعطِي “مايندي” ظهراً منحنياً وجفنَين آخرين بالإضافة إلى جفنيه ويدين على شكل مخلب وجمجمة أسمك ودماغاً أصغر وكوعاً مثنياً بزاوية 90 درجة ورقبة نَصيّة متصلّبة.
وأكد الباحثون أن التغييرات “المبالغ فيها” في الجسم تُظهر الضرر المحتمل جسدياً وعقلياً نتيجة الإفراط في استخدام التكنولوجيا.
بدورها قالت شركة التكنولوجيا: “يؤثر التصميم وعادات المستخدم النموذجية للأشياء التقنية الحديثة مثل الهواتف الذكية وشاشات الكمبيوتر بشكل كبير على طريقة جلوسنا ووقوفنا، وقد ثبت أن ضبط وضعيتنا باستمرار للنظر إلى هواتفنا أو إلى شاشات حواسيبنا يؤدي إلى إجهاد تلك الأجزاء من جسمنا التي تحدد وضعية أجسادنا”.
ويعتقد الباحثون أن النمو التحولي المتطرف سيقود البشر إلى تطوير أجفانٍ إضافية للحد من كمية الضوء الضار الذي تتعرض له أعيننا.
وقالوا في شرحهم للظهر المقوّس والرقبة النَصّية، إن هذا سيكون نتيجة تمضية ساعات طويلة في النظر إلى هواتفنا التي تُجهد الرقبة وتُفقِد العمود الفقري توازُنه.
ووفق الباحثين: “يجب أن تبذل عضلات العنق جهداً إضافياً لدعم الرأس. الجلوس أمام الحواسيب في المكاتب لساعات طويلة يعني أيضاً أن الجذع يُدفَع إلى أمام الوركين بدلاً من أن يكون منتصباً بشكل مستقيم ومحاذٍ”.
وتكشف نظرة فاحصة على ذراع مايندي أن لديه حالة تسمى “مخلب الكتابة” أو المراسلة.
وعن هذا يعتقد الباحثون أن ذلك سينجم عن الإمساك المستمر بالهواتف الذكية ولاسيّما قبضُ الأصابع في وضع غير طبيعي لفترة طويلة.
وهناك حالة أخرى على ذراع مايندي ستنجم عن الإمساك بالهواتف الذكية هي كوعُ 90 درجة المعروف باسم “كوع الهاتف الذكي”. من الناحية العلمية تقوم هذه الوضعية على شد الأعصاب ويمكن أن تتسبب “بضعف في اليدين”.
وبسبب إشعاع الترددات اللاسلكية المنبعثة من الهواتف الذكية، يعتقد الباحثون أن البشر ستكون لديهم جماجم أسمَك وأدمغةً أصغر للحماية من الأشعة الضارة.
ويتصل هذا بتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2011 الذي صنّف إشعاع الهواتف الذكية على أنه “ينطوي على احتمال أن يكون مُسرطِناً للبشر”.
وأشار الباحثون إلى أن هناك بحثاً يوضّح كيف تقلصت أدمغة البشر بين 1.9 مليون و10000 سنة مضت ويعتقدون أن هذا سيستمر.