تؤثر الفيتامينات والمعادن الغذائية على صحة الإنسان. معلومةٌ بات الجميع يدركها أنّ أي انخفاض في مستوى محدد من العناصر الغذائية، قد يسبب مشاكل صحية متنوعة أو يزيد من حدّة الحالة. لكن الجديد في هذا الموضوع، يتمحور في المسألة التالية أنّ نقص الفيتامين “د” يؤثر سلباً في عملية خسارة الوزن لدى الفرد. فكيف يؤدي هذا الفيتامين هذا الدور الوظيفي؟ وما هو الهرمون “الصديق” له الذي يؤثر أيضاً في هذه العملية؟
انطلاقاً من هذا التساؤل، أوضحت إختصاصية التغذية نغم طنّوس في حديث إلى “النهار العربي” أنّ نقص مستويات الفيتامينات ينعكس على وظائف متنوعة في الجسم.
أولاً: وظائف الفيتامين “د” في الجسم
يؤدي الفيتامين “د” كغيره من الفيتامينات وظائف متنوعة في جسم الإنسان، ولعلّ أهمها:
- 1- امتصاص الكالسيوم في الجهاز الهضمي، ما يحافظ على صحة العظام وسلامتها.
- 2- ينظم معدل الكالسيوم والفوسفور في الدم.
- 3- يعزز المناعة في الجسم، ويبرز ذلك من خلال وصف هذا الفيتامين مع أي حالة علاجية.
- 4- يخفف الالتهابات في الجسم.
- 5- يلعب دوراً في وظيفة العضل والجهاز العصبي.
- 6- يساعد في نمو الخلايا ويعزز من وظائفها.
- 7- يؤثر في وظيفة بعض الجينات في الجسم.
- 8- يؤثر في نسبة السكر في الدم ووظيفة الأنسولين في الجسم.
ثانياً: أسباب نقص الفيتامين “د”
وعلى الرغم من الوظائف التي يقوم بها الفيتامين “د” في تعزيز عمل الخلايا والأعضاء، فإنّ عوامل عدّة قد تحدّ من دوره العملي. وحددتها طنّوس بالشكل التالي:
- – يرتبط بالمناطق الجغرافية في العالم والمناخ فيها. بمعنى آخر، كلما تعرضت الأفراد للشمس أكثر كلما ارتفعت مستويات هذا الفيتامين في الجسم.
- – يتعلق بالعرق، أي أنّ الأشخاص أصحاب البشرة الداكنة، لا تصنع أجسامهم هذا الفيتامين على غرار البشرة الفاتحة.
- – يرتبط أيضاً بالمعايير التي تضعها المختبرات، أي قد يقوم جزء منها في رفع معدل الفيتامين.
- – يضرّ بالعظام ويسبب هشاشة العظام، لا سيما في منطقة الورك.
ثالثاً: الأطعمة التي تزود الجسم بالفيتامين “د”
برأي إختصاصية التغذية أنّ جسم الإنسان ينتج الفيتامين “د”، وعند التعرض لأشعة الشمس مباشرة، وتحديداً UVB، من دون وضع واقي الشمس، ولفترة تتراوح بين 15 و 20 دقيقة في اليوم، تساهم تلقائياً في رفع إمتصاص وصناعة الجسم أكثر لهذا الفيتامين.
ملاحظة: يجب تعريض الوجه والرأس واليدين والأقدام لأشعة الشمس، وليس مساحة صغيرة.
أما بالنسبة للمأكولات، فلا يتواجد الفيتامين “د” بكثرة في النظام الغذائي على غرار المعادن والفيتامينات. لكنّه، يوجد في الحليب المدعم بالفيتامين “د”. من هنا، يجب قراءة المعلومة الغذائية على الغلاف، إضافة إلى البيض والأسماك المدهنة كالتونا والسلمون والسردين.
رابعاً: الوزن والفيتامين “د”
أظهرت الدراسات العلمية أنّ الأشخاص الذين يعانون من وزن زائد، هم أكثر عرضة لنقص في الفيتامين “د” لديهم. هذا ما دفع العلماء إلى البحث أكثر حول العلاقة بين الفيتامين “د” وخسارة الوزن. وبالتالي، تم الربط بين المحافظة على مستويات جيدة من هذا الفيتامين والمساعدة في خسارة وزن أسرع من دون تكدس الدهون فيه، على حدّ تعبير طنّوس.
وعليه، يجب على الإنسان أن يكون لديه معدل جيد من الفيتامين “د” كي يساعد في فقدان الوزن أسرع وإزالة الدهون منه. ويعود ذلك إلى الربط بين الفيتامين “د” والأنسولين، وهو هرمون في الجسم، يؤدي عدم الاستقرار فيه إلى زيادة الوزن وتكدس الدهون وزيادة الشهية. ومن الضروري أن يكون معدل الفيتامين “د” جيداً للحفاظ على معدل الأنسولين فيه، لتخفيف الالتهابات والامتناع عن تكديس الدهون وضبط الشهية.
أخيراً، هذه المسألة فتحت آفاقاً للدراسة حول تأثير هذا الفيتامين على السكري من النوع الأول والنوع الثاني، لأنه عندما تتحسن وظيفة البنكرياس نتيجة وجود معدل الفيتامين “د”، ينعكس إيجاباً على نسبة السكر في الدم وعلى المخزون فيه.