أظهر باحثون من جامعة كيوتو في اليابان أنه بالإمكان التنبؤ بأمواج تسونامي حتى قبل ارتفاع مستوى سطح البحر، من خلال دراسة الحقول المغناطيسية التي تنشأ عن هذه الاندفاعات الهائلة من الأمواج.
ونصت الدراسة التي نشرت في دورية جورنال أوف جيوفيزيكال ريسرتش: سوليد إيرث (Journal of Geophysical Research: Solid Earth) بتاريخ 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على أن رصد اضطراب هذا الحقل المغناطيسي الذي قد يحدث خلال دقيقة أو دقيقتين فقط يمكن أن ينقذ الكثير من الأرواح.
اضطراب المجال المغناطيسي
وتوقعت العديد من الدراسات السابقة التي استخدمت تقنيات محاكاة أمواج تسونامي، أن يكون اضطراب المجال المغناطيسي عاملا مفيدا في أنظمة التحذير منها، إلا أن أيا منها لم ترصد هذا الاضطراب المترافق مع ارتفاع مستوى سطح البحر أثناء أحداث تسونامي الحقيقية.
ووفق تقرير نشر على موقع “ساينس ألرت” (Science Alert) بتاريخ 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال عالم الجيوفيزياء جان لين من جامعة كيوتو في اليابان “تمكنا من جمع قياسات لتغير مستوى سطح البحر، توافقت مع بياناتنا المغناطيسية وكذلك مع تقنيات المحاكاة النظرية”.
وتوفر الدراسة الجديدة أدلة واقعية لاستخدام الحقول المغناطيسية للتسونامي، للتنبؤ بارتفاع أمواج تسونامي باستخدام بيانات من حدثين حقيقيين: موجات تسونامي التي حدثت في ساموا عام 2009 في جنوب المحيط الهادي، وتسونامي التي وقعت في تشيلي عام 2010.
وأظهرت الدراسة أن المجال المغناطيسي الناتج عن الأمواج الحاملة لتسونامي يصل قبل الأمواج نفسها، وأنه يمكن استخدام هذا المجال للتنبؤ بارتفاع الموجة. ووجد الباحثون أن الوقت الذي يمكن فيه اكتشاف المجال المغناطيسي يعتمد على عمق الماء، حيث إن وقت الوصول المبكر كان قبل دقيقة واحدة تقريبا من تغير مستوى سطح البحر على عمق 4800 متر.
ضرورة بناء محطات رصد بحرية
وركز الباحثون على القياسات المتزامنة لتغير مستوى سطح البحر من بيانات ضغط قاع البحر والمجالات المغناطيسية خلال موجتي تسونامي، ووجدوا أن الاعتماد على زمن الوصول الأولي للمجال المغناطيسي، على غرار بداية الموجة الزلزالية، عمل كإنذار مبكر من أمواج تسونامي، حيث إن المجال المغناطيسي المتولد عن تسونامي حساس للغاية لدرجة أنه يمكن حتى اكتشاف ارتفاع موجة يبلغ بضعة سنتيمترات.
وذكرت الدراسة -وفقا لما جاء في البيان الصحفي المنشور على موقع “أدفانسنغ إيرث آند سبيس ساينس” (Advancing Earth and Space Science) أن أحد جوانب القصور يكمن في العدد المحدود من محطات المراقبة المخصصة لتسجيل هذا النوع من بيانات المجال المغناطيسي. علاوة على ذلك، تسجل القراءات عادة في بيئات أعماق البحار فقط، بدلا من بيئات المناطق الساحلية التي يتوقع أن تكون مفيدة أكثر في رصد اضطراب الحقل المغناطيسي.
وقدم لين ورفاقه بذلك أداة جديدة في التخطيط لتقليل الأضرار الناتجة عن الكوارث الطبيعية، ولا سيما أمواج تسونامي التي تتسبب في دمار شامل للشواطئ دون سابق إنذار.
وهكذا يمكن دمج بيانات المجال المغناطيسي في أنظمة التنبؤ والإنذار من أمواج تسونامي في المستقبل، مما يمنح المجتمعات المعرضة للخطر مزيدا من الوقت للاستعداد واتخاذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من الخسائر قدر المستطاع.