في شهر أكتوبر/تشرين الأول الوردي الذي تم تخصيصه للتوعية بسرطان الثدي، تطرح تساؤلات منها: هل يؤدي حليب الصويا إلى الإصابة بسرطان الثدي؟ وما أعراض المرض؟ ومن أين أتت فكرة شهر أكتوبر/تشرين الأول الوردي؟ الإجابات وأكثر في هذا التقرير الشامل.
ويعود شهر التوعية بسرطان الثدي إلى أكتوبر/تشرين الأول 1985، حيث حدثت أول حركة منظمة للفت الانتباه إلى مخاطر سرطان الثدي في الولايات المتحدة، وفقا لموقع “هوكينغ كوليج” (Hocking College).
والهدف هو التوعية بمرض سرطان الثدي ومشاركة المعلومات بشأنه، بالإضافة لتوفير خدمات الكشف والفحص المتعلقة به. عالميا تم تشجيع الفكرة وتوسيع تطبيقها في العديد من البلدان للتوعية بسرطان الثدي.
هل يؤدي حليب الصويا والتوفو للإصابة بسرطان الثدي؟
تقول أخصائية التغذية كاثرين زيراتسكي، في “مايو كلينك” (Mayo Clinic)، إن الدراسات تشير إلى أن اتباع نظام غذائي غني بأطعمة الصويا مدى الحياة يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء. هذا التأثير الوقائي أقل وضوحا بالنسبة للنساء اللائي يأكلن كمية أقل من الصويا أو اللائي يبدأن في تناول فول الصويا في وقت لاحق من الحياة. يحتوي الصويا على البروتين والآيسوفلافون (Isoflavones) والألياف، وكلها توفر فوائد صحية.
وتضيف زيراتسكي أنه كان يُعتقد أن أطعمة الصويا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ومع ذلك، فإن تناول كمية معتدلة من أطعمة الصويا لا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو أنواع أخرى من السرطان. الكمية المعتدلة هي حصة إلى حصتين في اليوم من أطعمة الصويا الكاملة، مثل التوفو وحليب الصويا.
الحصة الواحدة من حليب الصويا هي كوب واحد (240 ملليلترا)، وحصة التوفو تعادل حوالي 85 غراما.
إذن، من أين أتت فكرة أن فول الصويا يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟ تشرح زيراتسكي أن الآيسوفلافون الموجود في فول الصويا هو هرمون الإستروجين النباتي (plant estrogens). تم ربط المستويات العالية من الإستروجين بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. ومع ذلك، لا تحتوي مصادر طعام الصويا على مستويات عالية بما يكفي من الآيسوفلافون لزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
من ناحية أخرى، تحتوي مكملات فول الصويا أو الآيسوفلافون عموما على مستويات أعلى من الآيسوفلافون. اقترحت بعض الدراسات وجود صلة بين مكملات فول الصويا أو الآيسوفلافون وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي أو شخصي للإصابة بسرطان الثدي أو مشاكل الغدة الدرقية. تحدثي مع طبيبك أو اختصاصي التغذية قبل تناول المكملات، ولا تتناوليها أبدا دون استشارة الطبيب.
ماذا تقول جمعية السرطان الأميركية عن الصويا وسرطان الثدي؟
وفقا للجمعية حتى الآن لا تشير الأدلة إلى أي مخاطر من تناول الصويا، ويبدو أن الفوائد الصحية تفوق أي مخاطر محتملة. في الواقع، هناك أدلة متزايدة على أن تناول أطعمة الصويا التقليدية مثل التوفو والتيمبيه والإدامامي والميسو وحليب الصويا قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة بين النساء الآسيويات.
وتضيف الجمعية أن أطعمة الصويا تعد مصادر ممتازة للبروتين، خاصة عندما تحل محل الأطعمة الأخرى الأقل صحة مثل الدهون الحيوانية واللحوم الحمراء أو المصنعة. ارتبطت أطعمة الصويا بانخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب، وقد تساعد في خفض نسبة الكوليسترول.
ووفقًا لمارغي ماكولوغ، المدير الإستراتيجي لعلم الأوبئة الغذائية لجمعية السرطان الأميركية، فإن أطعمة الصويا صحية وآمنة. لكنها تنصح بعدم تناول مكملات الصويا -التي تحتوي على تركيزات أعلى بكثير من الآيسوفلافون مقارنة بالطعام- حتى يتم إجراء المزيد من الأبحاث.
وتضيف الجمعية أنه يأتي بعض سوء الفهم من حقيقة أن الدراسات على البشر والدراسات على الحيوانات قد تظهر نتائج مختلفة. في بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات، أظهرت القوارض التي تعرضت لجرعات عالية من المركبات الموجودة في فول الصويا، والتي تسمى الآيسوفلافون، زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. يُعتقد أن السبب في ذلك هو أن الآيسوفلافون الموجود في الصويا يمكن أن يعمل مثل هرمون الإستروجين في الجسم، وقد تم ربط زيادة هرمون الإستروجين بأنواع معينة من سرطان الثدي.
لكن القوارض تعالج فول الصويا بشكل مختلف عن البشر، ولم تظهر النتائج نفسها عند البشر. كما أن جرعات الآيسوفلافون في الدراسات التي أجريت على الحيوانات أعلى بكثير من جرعات البشر. في الواقع، في الدراسات البشرية يبدو أن تأثيرات هرمون الإستروجين لفول الصويا إما ليس لها أي تأثير على الإطلاق، وإما تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي خاصة في البلدان الآسيوية.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعا مع أكثر من 2.2 مليون حالة في عام 2020.
تُصاب قرابة امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة بسرطان الثدي في حياتهن. سرطان الثدي هو السبب الأول للوفيات الناجمة عن السرطان في أوساط النساء، وقد توفيت بسببه 685 ألف امرأة تقريبا في عام 2020.
ما سرطان الثدي؟
سرطان الثدي هو نمو غير طبيعي في الخلايا، وتقول منظمة الصحة إن سرطان الثدي ينشأ في الخلايا المبطِنة (الظهارة) للقنيات (85%) أو الفصيصات (15%) في أنسجة الثدي الغدية. وفي البداية، يقتصر النمو السرطاني على القنية أو الفصيصة (“لابِد في موضعه”) حيث لا يسبب عموما أعراضا.
ومع مرور الوقت، قد تتطور هذه السرطانات اللابِدة (المرحلة صفر) وتغزو أنسجة الثدي المحيطة (سرطان الثدي الغزوي)، ثم تنتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة (النقيلة بالقرب من الورم) أو إلى أجهزة أخرى في الجسم (النقائل البعيدة). وإذا توفيت امرأة جراء سرطان الثدي، فيُعزى ذلك إلى النقائل المنتشرة.
ويمكن أن يكون علاج سرطان الثدي فعالا للغاية، خاصة عند الكشف عن المرض في وقت مبكر. وغالبا ما ينطوي علاج سرطان الثدي على مزيج من الاستئصال الجراحي والعلاج الإشعاعي والأدوية.
ما أعراض سرطان الثدي؟
عادةً ما يظهر سرطان الثدي على شكل كتلة غير مؤلمة أو سماكة في الثدي. ومن المهم أن تستشير النساء اللواتي يجدن كتلة غير طبيعية في الثدي أخصائيا صحيا دون تأخير لأكثر من شهر أو شهرين حتى عندما لا يشعرن بأي ألم مرتبط بها. فالتماس العناية الطبية عند ظهور أول علامة على وجود عارض محتمل يتيح الحصول على علاج أكثر نجاحا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وعموما، تشمل أعراض سرطان الثدي:
- كتلة أو سماكة في الثدي.
- تغيير في حجم الثدي أو شكله أو مظهره.
- ترصع أو احمرار أو انطباع أو تبدل آخر في الجلد.
- تغيير في مظهر الحلمة أو تغيير في الجلد المحيط بالحلمة (الهالة).
- ظهور إفرازات غير طبيعية من الحلمة.