ما هي أفضل قطعة لحم صحيا للأكل من الأضحية في عيد الأضحى؟ وما هي الفروق بين أجزاء اللحوم المختلفة؟ وماذا عن لحم الكبد والقلب والطحال؟ وبعد كم ساعة من الذبح ينصح بتناول لحم الضحية؟ وكم الكمية الموصى بتناولها من اللحم يوميا؟ الإجابات في هذا التقرير الشامل.
بداية يعتمد اختيار نوع اللحم الأنسب لصحتك على وضعك الصحي، وعموما فينصح مرضى الكوليسترول والقلب بتخفيض الدهنيات والشحوم، هذا يتطلب:
- اختيار لحوم بها كمية أقل من الدهون مثل لحم الجمل ثم العجل، مقارنة بلحم الخروف.
- اختيار أجزاء اللحم الأحمر “الهبرة” والابتعاد عن الشحوم التي تكون في اللحم، أو تشذيبها خلال تحضيرها.
لذلك الجواب عن أفضل قطعة لحم لتناولها من الأضحية هو أن ذلك يعتمد على صحة الشخص، ولكن عموما أفضل قطعة هي أقلها دهنا وشحوما، مثل لحم الفخذ المشفى من الدهن في العجل.
نبدأ بمقارنة سريعة بين أنواع اللحوم المختلفة من حيث نوع الأضحية، ثم ننتقل إلى المقارنة بينها بناء على أجزاء الأضحية:
لحم العجول الرضيعة
لحوم ناتجة من ذكور أو إناث البقر، لا يزيد عمرها على 3 أشهر.
المواصفات: ناعمة (قطنية الملمس) لونها وردي مائل الى الرمادي، ولون عظام ضلوعها داكن، ودهنها ناعم، وذلك وفقا للدكتور محمد نيوف بجامعة حماة السورية.
العحول الصغيرة
لحوم ذكور أو إناث البقر، يتراوح عمرها بين 3-12 شهرا.
المواصفات: لون مائل إلى رمادي، والدهن أكثر صلابة من لحوم العجول الرضيعة، وعظام الضلوع أقل احمرارا.
العجل
لحوم ناتجة من ذكور مخصية وعمرها من عام إلى عامين، وتتم إزالة الخصيتين عند فطامها.
المواصفات: اللون فاتح خفيف، ينتشر دهنها بطريقة مناسبة داخل العضلات.
أنثى العجل
لحم إناث العجول التي عمرها 1- 2 عام ولم يتم تلقيحها بعد.
المواصفات: اللون أحمر فاتح، ينتشر الدهن فيها بطريقة مناسبة بين العضلات أو غير مناسبة تبعا لجودة اللحوم.
البقر
لحم إناث عمرها يزيد على عامين.
المواصفات: اللون أحمر داكن، دهنها أصفر نظرا لوجود صبغة الكاروتين، ويزداد اللون الأصفر كلما تقدم الحيوان بالعمر مما يسهل تمييزها عن غيرها.
الثور
لحم حيوان ذكر غير مخصي ويزيد عمره على عامين.
المواصفات: غير طري، أحمر داكن اللون نظرا لوجود نسبة عالية من المايوغلوبين، دهنه أصفر اللون، العظام غليظة صعبة التكسير.
الجاموس
لحومها مسامية أكثر من لحوم الأبقار، وأليافها أكثر سمكا وصلابة من لحوم الأبقار
الضأن
ويشمل لحم الحمل الصغير، لحم الضأن البالغ، لحم الضأن المخصية.
“لحم الضأن” (Mutton) هو لحم الماشية التي يقل عمرها عن 12 شهرا. أما “لحم الخروف” (Lamb) فهو من الماشية التي عمرها سنة وأكثر. هذه اللحوم فيها عموما أعلى نسبة دهون وكوليسترول، مقارنة بالبقر والجمل، لكنها أطرى.
الإبل
لحم وردي اللون، وأليافه خشنة وعريضة، لا يوجد فيها دهن مختلط بالعضلات. دهنه أملس كريمي اللون مائل للصفرة، يتجمع في السنام والقص.
وطراوة اللحم قليلة نظرا لقلة وجود الدهن بين الألياف العضلية.
الماعز
يعتمد لون اللحم على عمر الحيوان، فهو يتدرج من أحمر فاتح إلى أحمر داكن. ودهنه قليل ويتركز بنسبة عالية حول الكلى. وعضلاته فقيرة من الدهن، ويتميز بلزوجة الملمس.
ننتقل الآن إلى الفروق بين اللحم في أجزاء الأضحية المختلفة
الرقبة
لأن لحم الرقبة يختلط مع قطع عظمية فمن الأفضل أن يتم سلقه، ويستخدم للطبخ مع الخضار.
الكتف
ذو طبيعة دهنية، متداخل مع العظام والكثير من الأنسجة، ولذلك فهو قوي وخشن، ويحتاج إلى الطهي ببطء لمدة طويلة، ولذا فمن الجيد أن يتم سلقه أو طبخه مع الخضراوات أو تحميره في الفرن ببطء.
الأضلاع
هذا الجزء كبير يصل حتى بطن الحيوان، فيه كمية مناسبة من الدهون، ولذا فيها كمية مناسبة من العصارة، وهو لذيذ المذاق. الأضلاع القريبة من منطقة الوسط هي الأكثر عطاء في هذا الجزء.
أما الأضلاع القريبة من الكتف فتميل إلى أن تكون أكثر قساوة، وهي الأكثر ملاءمة للشوي والقلي ولا سيما في العجول، ويمكن أيضا أن تطهى في الفرن.
بعد كم ساعة من الذبح ينصح بتناول لحم الضحية؟
ينصح بعدم تناول اللحم مباشرة بعد االذبح، والانتظار من 6-12 ساعة، وذلك حتم يمر اللحم بما يسمى مرحلة التصلب الرمي Rigor mortis، وفيه يحدث تصلب العضلات وتقلصها، خلال عدة ساعات بعد الذبح، وذلك وفقا للدكتور محمود عبد الجليل روزن من جامعة دمنهور المصرية.
ما أهمية التيبس الرمي؟
- تنشيط بعض الإنزيمات المطرية للحوم، والتي تنشط في الوسط الحامضي الناتج عن انخفاض “بي إتش” (PH).
- تصبح اللحوم أكثر طراوة.
- تلعب دورا مهما في تحديد جودة اللحوم وإطالة فترة تخزينها، لأن انخفاض رقم “بي إتش” يلعب دورا في إعاقة نمو كثير من الميكروبات المسببة للفساد.
ووفقا لتصريحات سابقة لعيسى طاهتا رئيس مجلس إدارة غرفة المهندسين الغذائيين الأتراك، فرع إسطنبول، فيوصى بـ “عدم تناول لحم الأضحية مباشرة، بعد الذبح بل تركه من 20 إلى 24 ساعة”.
وفي تصريحات سابقة للبروفيسور محمد الفايد خبير التغذية في المعهد الوطني للزراعة والبيطرة بالرباط، فإنه يوصى بعدم تناول لحوم أضاحي العيد قبل مرور 6 ساعات -على الأقل- على ذبحها، تجنبا لأنزيمات في تلك اللحوم قد تضر الإنسان.
ويعزو الفايد ذلك إلى أن اللحم بعد الذبح يتخلص من إنزيمات تحتوي عليها العضلات، ويتصلب وتنخفض فيه نسبة الجراثيم بمرور الوقت.
ومن هذه النصائح: عدم تناول بعض أعضاء الأضحية الداخلية كالكبد والقلب وغيرهما، قبل مرور نصف ساعة على استخراجها من جسم الأضحية، بالإضافة إلى تناول لحم رأس الأضحية مباشرة اليوم الثاني للعيد لأنه سريع التحلل.
ما الكمية المسموح بتناولها من لحم الأضحية؟
وفقا لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة فإنه ينصح بتخفيض تناول اللحوم إلى 70 غراما. وتضيف أنه يمكن أن يساعدك اتخاذ خيارات صحية على تناول اللحوم كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن. لكن بعض اللحوم تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، والتي يمكن أن ترفع مستويات الكوليسترول بالدم.
وتقول أيضا إن اللحوم الحمراء غنية بالبروتين، وأيضا تمدنا اللحوم الحمراء بالحديد، وفيتامين “بي 12” ( 12B). وتحتوي بعض اللحوم على نسبة عالية من الدهون، وخاصة الدهون المشبعة. ويمكن أن يؤدي تناول الكثير منها لرفع مستويات الكوليسترول بالدم الذي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
لحم الجمل هو الأقل من حيث نسبة الدهون، ثم يليه العجل. أما الخروف فيحتوي على أكبر كمية من الدهون. وعند تناول لحم الأضحية اختر القطع الأقل شحوما.
عند طهو اللحم قلل من إضافة الزيوت لها. أزل أي قطع دهون مرئية قبل الطهي.
لحوم الأعضاء
هناك عدة أنواع مختلفة من لحوم الأعضاء، تشمل الكبد والقلب والكلى والمخ واللسان والأمعاء. وتحتوي لحوم الأعضاء على كميات كبيرة من الفيتامينات والعناصر الغذائية، مثل فيتامين “بي” (B) والحديد والفوسفور والنحاس والمغنيسيوم وفيتامين “إيه” (A) و”دي” (D) و”إي” (E) و”كي” (K).
وهذه فوائد بعض أنواع لحوم الأعضاء:
الكبد
يحتوي على نسبة عالية من فيتامين “إيه” وحمض الفوليك والحديد والزنك، وهو أكثر لحوم الأعضاء كثافة بالمغذيات.
الكلى
البروتينات وأحماض أوميغا 3 الدهنية.
المخ
يحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية، وأيضا مضادات الأكسدة.
القلب
غني بالفولات والحديد والزنك والسيلينيوم. كما أنه مصدر لفيتامينات “بي”.
اللسان
غني بالسعرات الحرارية والأحماض الدهنية وكذلك الزنك والحديد والكولين وفيتامين “بي 12”.
ما مخاطر لحوم الأعضاء؟
لأنها غنية بالكوليسترول والدهون المشبعة والبيورين، فهذا ما يجعل استهلاك لحوم الأعضاء محفوفا بالمخاطر بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض القلب أو النقرس.