الرئيس الأميركي الأسبق أوباما أثار فضول الشعب الأميركي عندما ذكر في حديث تلفزيوني سابق أن هناك “لقطات وتسجيلات لأجسام في السماء، ولا نعرف ما هي بالضبط، لا يمكننا شرح كيف تتحرك ولا معرفة مسارها، ولا يمكن تفسير ذلك بسهولة”.
محمد المنشاوي – واشنطن6/6/2021|آخر تحديث: 6/6/202102:32 PM (مكة المكرمة)
لم يؤكد تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، أطلعت عليه صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times)، أن هناك أي دليل على وجود كائنات فضائية، ولكنه لا يستبعد ذلك أيضا.
وجاء التقرير، المتوقع إصداره رسميا قبل نهاية الشهر الجاري، بعد شهادات مختلفة لعدد من الطيارين العسكريين الذين أكدوا رؤية ورصد أشياء طائرة في الفضاء كان من الصعب تفسيرها.
لا يوجد أي تفسير
وطبقا لنيويورك تايمز، لم يتوصل التقرير إلى أي تفسير لبعض “الظواهر الجوية غير المحددة”. ويتضمن التقرير توثيقا لأكثر من 120 حالة رصد أجسام طائرة غامضة (Unidentified Flying Objects UFOs)، يؤكد عجز علماء الاستخبارات الأميركية عن تفسير تحركات هذه الأجسام، ومنها قدرتها على زيادة سرعتها، وتغيير اتجاهها بطريقة مفاجئة.
وأظهر فيديو صوّرته عام 2015 طائرة مقاتلة من طراز (Super Hornet) تابعة للبحرية الأميركية ونشرته صحيفة نيويورك تايمز عام 2019، جسما غريبا ومستديرا يطير بسرعة 120 ميلا في الساعة.
وفي الفيديو يمكن سماع الطيارين يصرخون بعبارات نابية وهم يتساءلون بصوت عال عما إذا كانوا ينظرون إلى طائرة من دون طيار قبل أن يبدو أن الجسم يتوقف ويحوم ويميل نفسه إلى الأمام بصورة مخيفة.
كذلك يؤكد التقرير أن الأمر لا يتعلق بتكنولوجيا عسكرية أميركية سرّية، إذ طالب الكونغرس، وشجع الرئيس السابق دونالد ترامب العام الماضي على إصدار تقرير يتاح للشعب الأميركي الشغوف بمعرفة احتمالية وجود حياة أخرى خارج كوكب الأرض.
يجب أن نعرف
ورأى ليو إليزوندو، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات العسكرية، أنه إذا “كان تقرير صحيفة نيويورك تايمز دقيقا، فإن الأشياء التي يشاهدها الطيارون في جميع أنحاء العالم هي أكثر تقدما بكثير من أي تكنولوجيات أرضية معروفة لأجهزة استخباراتنا، وقد حان الوقت لإصدار التقرير الكامل ومقاطع الفيديو والبيانات التي رأيناها في البنتاغون”.
من جانبه، قال البروفيسور آفي لوب، المتخصص في الفيزياء بجامعة هارفارد (Harvard University)، في لقاء مع شبكة فوكس الإخبارية (FOX NEWS)، “إنه يتعين على الحكومة الأميركية تخصيص مزيد من الموارد للنظر في وجود حياة خارج كوكب الأرض”.
وأوضح لوب أن المجتمع العلمي غالبا ما يسخر من فكرة وجود حياة خارج الأرض، وفي الوقت نفسه يضغط من أجل تتبع الأدلة المفترضة مثل مشاهدات الجسم الغريب وغيرها من الأحداث بين النجوم.
وطالب لوب بضرورة الاسترشاد بالأدلة المتوفرة عن الأجسام الغريبة، وأن نحصل على مزيد من البيانات بشأن هذا الموضوع ونجعله جزءا من برنامج البحث العلمي الذي لدينا.
وأكد لوب أن “مستقبل البشرية في الفضاء لأننا وضعنا كل بيضنا حاليا في سلة واحدة هنا على الأرض، وهذا خطر كبير، فقد تدمر كارثة ما كل ما هو ثمين لدينا، ونحن بحاجة إلى التفكير في نشر بيضنا في كواكب أخرى”.
في حين رأى بعض المعلقين أن إشارة بعض المسؤولين إلى تفسير هذه الظواهر باحتمال توصل روسيا أو الصين إلى تكنولوجيا متطورة غير معروفة للأميركيين، يعدّ إشارة تخدم المجمع الصناعي العسكري، وحينئذ يجب تخصيص ميزانيات أكبر للبنتاغون مما هي عليه الآن لصناعة أسلحة أكثر تطورا.
وكالة ناسا تدخل على الخط
ودخلت وكالة ناسا على الخط، فذكر بيل نيلسون، رئيس وكالة ناسا للفضاء، أنه طالب علماء الوكالة ببذل جهد مضاعف لدراسة ظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة، إذ إنه ليس من الواضح لأحد -حتى في المستويات العليا من وكالة الفضاء الأميركية- ما هي الأجسام عالية السرعة التي رصدها طيارو البحرية الأميركية”.
وأضاف نيلسون، خلال حديث مع شبكة “سي إن إن” (CNN)، أنه لا يعتقد أن الأجسام الغريبة دليل على زيارة كائنات فضائية للأرض، إلا أنه اعترف بأنه سيكون من المبكر استبعاد إمكان أن يكون ذلك احتمالا واردا.
ولم يعثر علماء أجهزة الاستخبارات الأميركية على أي دليل على أن الأجسام الغريبة هي مركبات فضائية غريبة لكنهم لم يتوصلوا أيضا إلى تقييم نهائي لما قد تكون عليه هذه الأجسام الغامضة.
وقال نيلسون إننا “لا نعرف إن كان الأمر خارج الأرض، لا نعرف إن كان مصدر ذلك عدوا نجهله، ولا نعرف إذا ما كانت مجرد ظاهرة بصرية”.
وقال توماس زوربوشن، عالم الفيزياء الفلكية والمدير المساعد للعلوم في وكالة ناسا، إنه لا يعتقد أن الأجسام الغريبة دليل على وجود حضارة غريبة متقدمة تقنيًّا، وقال في إفادة صحفية “يميل الناس إلى التقليل من شأن الطبيعة. الطبيعة هي مكان مدهش حيث تحدث الكثير من المعجزات”.
جدير بالذكر أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما قد أثار فضول الشعب الأميركي عندما ذكر في حديث تلفزيوني أن هناك “لقطات وتسجيلات لأجسام في السماء، ولا نعرف ما هي بالضبط، لا يمكننا شرح كيف تتحرك ولا معرفة مسارها، ولا يمكن تفسير ذلك بسهولة، وأعتقد أن البعض ما زالوا يأخذون ذلك على محمل الجد، ويحاولون التحقق لمعرفة ما هي تلك الأشياء”.
المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز