التوت الأسود.. فاكهة الأتراك السحرية لعلاج مشكلات الشتاء

منة جميل – الجزيرة نت27/11/2020

مع حلول فصل الشتاء تصبح فاكهة “التوت الأسود” (Blackberry) الثمرة السحرية لدى الأتراك، ففوائدها توارثتها الأجيال وباتت الفاكهة الأشهر على مائدة العائلات منذ بدء ظهورها في الأسواق مع نهاية فصل الخريف.

لا يتناول الأتراك التوت الأسود كثمرة فاكهة فحسب، لكنهم اشتقوا منه منتجات عدة ومشروبات مثل دبس التوت الأسود ومشروب التوت البارد إيمانا منهم بفوائده المتعددة، وأهمها تلك المرتبطة بتنقية الدم وتحسين وظائف الكبد.

وتشتهر مدينة بورصة التركية (شمال غرب) بإنتاجها الوفير من فاكهة التوت الأسود شتاء، ويأتي منها المزارعون والتجار لعرض منتجاتهم في شوادر عامة على الطرق السريعة التي تربط المدن الكبرى، أو في شوادر ينصبونها للمنتجات والمحاصيل الريفية المحلية داخل مدينة إسطنبول.

وفي حي “باغجيلار” بالجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول التقت الجزيرة نت بإبراهيم عارف، وهو مزارع من مدينة بورصة ينصب سنويا شوادر لبيع منتجات التوت الأسود في إسطنبول.

وقال “هذه الفاكهة لونها يشبه الدم، وهي تحمل فوائد كثيرة أيضا له، نحن نسميها الفاكهة المعجزة، ونصنع منها الدبس ومشروب التوت البارد الذي اعتاد الأتراك على تناوله في الطرقات وفي الأسواق، مثل مشروب البرتقال والرمان الشهير”.

وأضاف أن “التوت الأسود يساعد في تنقية الدم وتحسين الدورة الدموية، إضافة إلى خفض نسب الكوليسترول داخل الجسم وإمداده بالعديد من الفيتامينات المهمة، لذلك هو علاج سحري لأمراض عدة”، مشيرا أيضا إلى أنه يساعد أيضا في علاج الأرق والسعال وغيرهما من أمراض الشتاء.

ويعرض عارف داخل شادره الخاص “دبس التوت الأسود” بمبلغ 40 ليرة تركية (نحو 5 دولارات)، فيما يتراوح سعر زجاجة مشروب التوت الأسود بين 10 و25 ليرة حسب الحجم.

كما أشار إلى أنهم يبيعون مستخلص التوت الأسود بسعر 40 ليرة للزجاجة الكبيرة، ويتم عمل مشروب التوت من خلال دمج 9 أكواب من مياه الشرب مع معلقة واحدة من هذا المستخلص المركز.

نصائح خبيرة تغذية

أكدت خبيرة التغذية راما ناصر على الفوائد الطبية لثمرة التوت الأسود، لكنها في المقابل نصحت بعدم الخلط بينها وبين ما يعرف باسم “المالبيري الأسود” ويعني بالعربية “التوت الشامي”، لاختلاف فوائدهما الغذائية.

وأوضحت للجزيرة نت أن ثمرتي التوت الأسود والمالبيري الأسود “تتشابهان في الشكل واللون، لكن يمكن التمييز بينهما عند التذوق”، لافتة إلى أن التوت الأسود يحتوي على نسب أعلى من الألياف وأقل من السكريات مقارنة بالمالبيري.

وبشأن فوائد التوت الأسود، قالت إن هذه الثمرة “غنية بمضادات الأكسدة والألياف، وهي العناصر التي تساعد على تنقية الدم ومنع التجلطات وضبط ضغط الدم، وحتى الوقاية من السرطانات”.اعلان

وأضافت أن التوت الأسود أيضا يحتوي على نسب عالية من فيتاميني “إي” (E)، و”كيه” (K)، وهو ما يفسر أن تلك الفاكهة تساعد في الحفاظ على حيوية البشرة وترطيبها، إضافة إلى الحفاظ على قوة العظام، والوقاية المحتملة من أمراض القلب وتقوية النظر.

ونصحت ناصر بتناول ثمرة التوت الأسود طازجة في موسمها ودون إضافة أي مصادر سكريات خارجية.

كما أشارت إلى أن الحصول على كوب يومي ثابت مقداره 140 غراما لفترات طويلة من هذه الفاكهة يساعد في الاستفادة من قيمتها الغذائية وفيتاميناتها.

وحسب هيئة الزراعة الأميركية، تحتوي 100 غرام من التوت الأسود الطازج على 43 سعرة حرارية، و5.3 غرامات من الألياف، و29 مليغراما من الكالسيوم، و20 مليغراما من الماغنسيوم، و1.17 مليغرام من فيتامين “إي” (E)، و19.8 مليغراما من فيتامين “كيه” (K).

أما فيما يتعلق بـ”المالبيري” فتشير الدراسات الطبية إلى أنه يختلف عن التوت الأسود في عدد من العناصر الغذائية، أهمها الفيتامينات.

ويتميز المالبيري باحتوائه على فيتامينات (C) “سي ”  (36.4 مليغراما)، و (B1) “بي 1” (0.02 مليغرام)، و(B2) “بي 2″ ( 0.10 مليغرام)، و(B3)”بي 3” ( 0.62 مليغرام)، و(B6) “بي 6” (0.05 مليغرام)، حسب تحليلات الوزارة الأميركية.

المصدر : الجزيرة

الأتراكالتوتالشتاءفاكهة