ماعز وأبقار وآبار.. حركة أميركية تقيم مخيما لأتباعها لتمكينهم من البقاء بعد فناء البشرية

منذ مدة طويلة يستعد أتباع حركة “البقائية” لانهيار العالم، ويعتقدون أن بإمكانهم البقاء بعد هلاك البشرية عبر تخزين معلبات ومواد غذائية تكفيهم لسنوات طويلة.

هذه المجموعة سبقت ظهور فيروس كورونا. وفي نهاية طريق غير معبد ضيق في ويست فرجينيا القريب من سفوح جبال الأبالاش، أقامت المجموعة مخيما في إحدى الغابات تحضيرا لنهاية العالم.

يزخر المكان بصناديق مليئة بعلب الطعام بالحجم العائلي وأكياس مؤن مجمدة يمكن أن تبقى صالحة للاستهلاك حتى 25 عاما، إضافة إلى كميات كبيرة من الأرز والدقيق.

مجموعة الأميركيين الذين يكافحون للبقاء لم تنتظر موجة الذعر جراء كورونا التي أفرغت رفوف المحلات التجارية في أنحاء البلاد، فقد كدست مؤنها في مخبأ مصنوع من الإسمنت المسلح والموجود في حفرة يبلغ عمقها المتر تحت الأرض.

تملك المجموعة أيضا إمدادات وفيرة من أكثر سلعتين تشهدان طلبا كبيرا، وهما ورق المرحاض وأقنعة الوجه.

يمتد الموقع على مساحة 40 هكتارا، وهو أشبه بمخيم لقضاء العطل. ويقول مديره ستيف رين إن قيمته “ارتفعت كثيرا الآن”.

لسنا مجانين
ويحاول رين أن يزيل الأفكار النمطية المحيطة بالمكافحين للبقاء والمعروفين أيضا بـ”بريبرز” أي المتشائمين الباحثين عن النجاة. ويقول “نحن لسنا مجموعة من المجانين الذين يعتقدون أن العالم سينتهي غدا”.

وسبق لرين أن خدم في صفوف الجيش وشارك في عملية عاصفة الصحراء في العام 1991، ويؤكد “نحن لسنا مليشيات. ليس لدينا علاقات مع المليشيات ولا شيء من هذا القبيل”.

ومع ذلك، هناك أبراج مراقبة في كل أنحاء الموقع، كما أن هناك بندقية من العيار الثقيل قادرة على إيقاف مركبة مدرعة في غرفة الجلوس في المزرعة لإقناع الوافدين الجدد بمدى جدية الأعضاء.

الحركة تخزّن أطعمة تكفي أعضاءها لمدة 25 عاما (رويترز)
سيناريو الكارثة
ويرى البقائيون أن التهديد الرئيسي ليس من غزاة أجانب، بل يأتي من مواطنين أميركيين سيهرعون إلى سرقة مؤنهم إذا انهار النظام العام نتيجة لضربة تستخدم فيها أسلحة نووية أو بيولوجية أو انفجار اقتصادي أو انتفاضة سياسية أو وباء.

ويقول رين “من الواضح أن هذا الأمر ليس مرجحا جدا لكن احتمال حصوله وارد”.

وعند حدوث حالة الطوارئ ستقرر لجنة من خمسة أشخاص ما إذا كانت ستعلن “سيناريو الكارثة”، وفي هذه الحال يدعى جميع الأعضاء للمجيء إلى المخيم المحصن، وبعد ذلك لا يسمح بدخول أحد إليه إلا بعد إعطاء كلمة السر.

في حال تفشي الوباء، ستتم مراقبة درجة حرارة كل وافد جديد قبل أن يتمكن من الدخول إلى بيئة مكتفية ذاتيا تشمل الآبار والألواح الشمسية والمعدات اللاسلكية والبيوت الدفيئة، إضافة إلى الموارد المحلية من الدجاج والماعز والأبقار وخندق حيث يمكن حرق الأجسام الملوثة.

صاحب هذه الفكرة درو ميلر، وهو خبير سابق في الاستخبارات العسكرية وخريج جامعة هارفرد، ويأمل في إنشاء 12 مركزا مماثلا عبر الولايات المتحدة.

الطبقة المتوسطة
وعلى عكس “الملاجئ الفاخرة” التي يبنيها الأغنياء، فإن صاحب المشروع يستهدف الطبقة المتوسطة. ويدفع الناس ما لا يقل عن ألف دولار سنويا للشخص الواحد في مقابل الحزمة الأساسية، وهي مضجع في ملجأ حصين.

وقال رين إن موقعه لديه القدرة على إيواء ما يبلغ 500 شخص في مبانٍ مختلفة منتشرة في أنحاء المخيم الذي يبعد حوالي ساعتين بالسيارة من العاصمة واشنطن.

ويقول “إنها مثل إيصال تأمين على الحياة تحمي حياتك بدلا من إيصال تأمين على الحياة تدفعها لدفنك”.

ويتلقى رين المزيد من الاستفسارات والرسائل الإلكترونية مع انتشار فيروس كورونا في أنحاء البلاد. وقال إن الأشخاص الذين يشعرون بالقلق وكانت لديهم فكرة عن الحركة “البقائية”، يرون الآن أنه “قد تكون هناك حاجة إلى ذلك”.

المصدر : الفرنسية

آبارأبقارالبقاءحركة أميركيةفناء البشريةماعز