ماذا يحدث لو اختفت غابات الأمازون المطيرة؟

تتراجع مساحة أكبر غابة مطيرة في العالم بمعدل ينذر بالخطر. وفي حال اختفائها تماما، ستكون الآثار على كوكبنامدمرة.

تقول الكاتبة ليلا نارجي في تقرير نشرته مجلة “ريدرز دايجست” الأميركية إن غابة الأمازون -التي تمتد على أجزاء منبوليفيا وكولومبيا وإكوادور وغويانا الفرنسية وغيانا وبيرو وسورينام وفنزويلا و60% من البرازيل- تخسر معركتها ضدإزالة الغابات منذ عقود.

قبل سبعينيات القرن العشرين، كانت الغابات المطيرة بالبرازيل وحدها تمتد على أكثر من 1.54 مليون ميل مربع.ووفقا لمنظمة السلام الأخضر، بدأت مساحة هذه الغابات تتقلص بشكل مطرد منذ ذلك الحين، ودُمرت تدريجيا عنطريق قطع الأشجار غير القانوني ومزارع فول الصويا وتربية الماشية.

عام 2018، بلغت حصة البرازيل من الغابات المطيرة 1.274 مليون متر مربع، لكن مع وجود حكومة جديدة معاديةللبيئة يتوقع مراقبو البيئة تراجع هذا الرقم بسرعة.

وذكرت الكاتبة أن منطقة الأمازون تتضمن نسبة هائلة من النباتات والحيوانات تصل إلى 10% من جميع أنواعالنباتات والحيوانات الموجودة على كوكبنا. وتُخزّن هذه الغابة المطيرة مئة مليار طن متري من الكربون. ووفقاللصندوق العالمي للطبيعة، تقوم هذه الغابات بتصفية ثاني أكسيد الكربون من الهواء الذي نتنفسه وتتحكم فيمناخنا من خلال التبخر.

تعثر تساقط الأمطار
ووفقا لدراسة نشرت عام 2012 بمجلة “نيتشر” العلمية، كانت غابات الأمازون مسؤولة عن جلب الأمطار إلىالمنطقة المجاورة. وحسب مجلة “ساينتفك أميركان” فإن إزالة الغابات يمكن أن تتسبب في تراجع هطول الأمطار فيمساحات شاسعة “حتى لو أدى ذلك إلى زيادة هطول الأمطار في المنطقة التي خضعت لإزالة الغابات”.

كما تتسبب عملية إزالة الغابات في تراجع كميات الأمطار بالمناطق التي لا تتضمن غابات جنوب البرازيل، والتي تعتبرأساسا مناطق زراعية، بالإضافة إلى كل من باراغواي وأوروغواي.

زيادة الجفاف
عند سقوط كميات أقل من الأمطار ستتراجع كميات المياه الصالحة للشرب. ويُعتقد أن الجفاف الذي شهدته منطقةساو باولو مؤخرا قد تفاقم بسبب إزالة الغابات بمنطقة الأمازون.

ووفقا لمجلة “ناشيونال جيوغرافيك” تعني قلة الأمطار عدم توفر كميات كافية من المياه للزراعة، لأن “هطول الأمطارفي الأمازون يساعد أيضا على توفير المياه” لمزارعي حقول الصويا ومربي الأبقار الذين يقومون بإزالة الغابات.

وفي الواقع، سوف يتفاقم الجفاف مع إزالة المزيد من الأشجار، مما يهدد إمدادات الغذاء ومياه الشرب.

المزيد من الغازات الدفيئة
وفقا لمجلة “ناشيونال جيوغرافيك” أيضا، فإن قطع الأشجار في الأمازون سيؤدي إلى إطلاق “كميات هائلة من الغازاتالدفيئة التي تزيد من حرارة كوكب الأرض”.

وكما قال الباحث بمجال الغابات الاستوائية أدريان إسكوفيل مولبرت للمجلة، فإننا “إذا تلاعبنا بغابات الأمازون،سوف تزداد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير ويتسبب ذلك في معاناة الجميع من تدني جودة الهواء وارتفاعدرجات الحرارة العالمية”.

المزيد من الفيضانات
تشهد منطقة الأمازون انخفاضا في معدل تساقط الأمطار بنحو 25% في بعض المناطق، وعند تساقط الأمطار يؤديذلك لحدوث فيضانات هائلة. وسوف تتزايد فترات الجفاف التي تمتد على فترة زمنية طويلة في حال اختفت الغاباتالمطيرة.

فقدان التنوع البيولوجي
أفادت الكاتبة أن منطقة الأمازون تضم عددا مذهلا من أنواع النباتات والحيوانات والحشرات والفطريات ومجموعةغنية من الكائنات الحية على وجه الأرض. وعام 2012، دقت صحيفة غارديان البريطانية ناقوس الخطر حول الأنواعالمهددة بالانقراض، مشيرة إلى أن العديد منها يواجه الموت بشكل بطيء، حيث انخفضت معدلات تكاثرها وأصبحتالمنافسة على الغذاء أكثر شدة. كما يدمر هذا الخلل الأمازون ويقضي على كافة أشكال التنوع البيئي.

فقدان الفوائد الطبية 
في تصريح له لمجلة “ناشيونال جيوغرافيك” قال مولبرت “علاج السرطان قد يكون في منطقة الأمازون”. ووفقا لموقعمنظمة “رين فوريست تراست” يمكن علاج 90% من الأمراض التي تصيب الإنسان عن طريق وصفة طبية مستمدة منعناصر الطبيعة على غرار سم الأفعى، العفن، شجيرة بريونكل، وبعضها يوجد في الأمازون.

حرائق لفترات أطول
وأشارت الكاتبة إلى أن فقدان أشجار الأمازون أدى إلى ارتفاع وتيرة الحرائق أكثر من أي وقت مضى، والتي أضحتتدوم لفترات أطول من السابق. فضلا عن ذلك، تطلق هذه الحرائق مزيدا من الكربون في الجو مما يؤدي إلى ارتفاعدرجة حرارة الكوكب.

الفقر سيجتاح 
لا تعد غابات الأمازون موطنا للعديد من أنواع النباتات والحيوانات فقط، وإنما للبشر أيضا، حيث يعتمد الكثير منهمعلى الغابات المطيرة لكسب عيشهم. ومن جهتها، وقد أشارت غارديان إلى أن جميع الغابات المطيرة في العالم توفرالغذاء والطاقة والدخل والنباتات الطبية لحوالي ثلاثمئة مليون شخص.

ومع تقلص مساحات هذه الغابات، سيصبح الأشخاص الذين يعتمدون عليها فقراء بأتم معنى الكلمة. وفي ظلغياب الغابات، سيضطر الأشخاص إلى الهجرة إلى المدن، أو الانتقال إلى بلدان أكثر ثراء بحثا عن عمل.