لغز جوني جوش… الطفل الذي اختفى منذ أكثر من 40 عاماً
في 5 أيلول من عام 1982، استيقظ #جوني جوش البالغ من العمر 12 عامًا باكراً لتوزيع الصحف في حيّه في ويست دي موينز بولاية آيوا. خرج من المنزل حوالي الساعة الـ 6 صباحًا ولم يعد حتى يومنا هذا.
وكثرت الفرضيّات منذ اختفاء جوني الذي لم يترك خلفه سوى العربة الحمراء الصغيرة التي كان يجرّها.
رجّحت الشرطة أن يكون جوني ضحية عملية #اختطاف بعدما قال شهود إنّهم رأوه يقدم إرشادات لرجل غريب في سيارة زرقاء. ورغم سعي عائلة جوش والشرطة بشكل جدّيّ لإجاده وظهور والديه جون ونورين جوش على التلفزيون وتوزيع أكثر من 10 آلاف ملصق يحمل صورة ابنهما، باءت جميع المحاولات بالفشل بسبب قلّة الأدلة.
وبعد عامين، اختفى صبي يبلغ من العمر 13 عاماً يدعى يوجين مارتن أثناء توزيع الصحف على بُعد 12 ميلاً فقط من المكان الذي اختفى فيه جوش، فانتشرت قصّة جوش بشكل أكبر.
وبسبب اختفاء هذا الصبي في ظروف مشابهة لقصّة جوش، قرّر أحد سكّان الحيّ اللجوء إلى طبع صور كلا الولدَين على عبوات الحليب في أحد مزارع الألبان المحليّة.
وسرعان ما أطلقت هذه الخطوة حملة لوضع معلومات حول الأطفال المفقودين على عبوات الحليب في جميع أنحاء البلاد.
ولسنوات منذ اختفاء جوش، أفاد العديد من الأشخاص في جميع أنحاء الولايات المتحدة بأنّهم صادفوا جوش.
ففي عام 1983، قالت امرأة في تولسا، أوكلاهوما إنّ جوش جرى نحوها في مكان عام وقال لها: “من فضلك، سيدتي، ساعديني! اسمي جون ديفيد جوش”. وقبل أن تتمكّن من التصرّف، قام رجلان بسحب الصبيّ بعيداً.
وفي عام 1985، تلقّت امرأة في سيو سيتي، آيوا، دولاراً واحداً أثناء الدفع في متجر بقالة. ووجدت ملاحظة قصيرة مكتوبة على الورقة المالية: “أنا على قيد الحياة”. وكان توقيع جوني جوش واضحاً أسفله، وأكّد ثلاثة خبراء في تحليل الخطّ اليدويّ أنّه بالفعل توقيع جوش.
في عام 1997، استيقظت نورين جوش على طرقة على بابها في الساعة الثانية والنصف صباحاً. وفتحت الباب لتجد رجلًا غريبًا يقف مع جوني جوش الذي كان يبلغ آنذاك من العمر 27 عاماً. وقالت نورين إنّ ابنها فتح قميصه ليكشف عن وحمة مميّزة، ثمّ دخل المنزل وتحدّث معها لأكثر من ساعة.
وفي وقت لاحق، قالت نورين عن لقائها بابنها لصحيفة دي موينز رجستر: “كان جوني مع رجل آخر، لا أعرفه. وكان ينظر إليه للحصول على موافقته قبل التحدّث. لم يذكر أين يعيش أو إلى أين كان سيرحل”.
وبحسب نورين، طلب جوش منها ألّا تُبلغ الشرطة لأنّ ذلك سيضع حياتهما في خطر، زاعمةً أنّه تمّ اختطاف ابنها وبيعه في حلقة تجارة الأطفال الجنسيّة.
وقالت نورين التي أصبحت في العقد الثامن من عمرها إنّ اختفاء جوني غيّر نظرتها إلى الولايات المتّحدة وكشف عن الفساد في المؤسّسات والنفوذ التي يتمتّع به الخاطفون.
ورغم تجاهل نورين جوش واعتبارها أمّاً حزينةً تصل إلى استنتاجات وقصص غريبة بعد اختفاء ابنها، ساعدت عزيمتها في ضمان تعامل الشرطة بجدّية أكثر مع حالات اختفاء الأطفال. ففي عام 1984، أقرت آيوا قانون جوني جوش، الذي يلزم الشرطة بالتحقيق في حالات اختفاء الأطفال فوراً، بدلاً من الانتظار 72 ساعة.
لم يتم العثور على جوش حتى يومنا هذا، ولكنّ قصّته كانت وراء تشريعات هامّة أنقذت العديد الأشخاص
التعليقات مغلقة.