منذ 9 سنوات، لم تتحدث الطفلة ديلايزا دياز البالغة من العمر 9 سنوات مرة واحدة، كانت طوال سنواتها الماضية تتواصل باستخدام لسانها وخديها لاصدار الأصوات وتكوين الكلمات، طريقة تُطلق عليها تسمية “الكلام المشبك”.
وُلدت دياز مع مرض نادر يُعرف باسم “رابطة النواقل” الذي قد يُسبّب مشاكل في جميع أنحاء الجسم. كانت تنمو كأيّ فتاة صغيرة باستثناء أنّها لم تكن قادرة على النّطق خلال تلك الفترة. وعادة الأطفال الذين يولدون بهذه الحالة لا يبقون على قيد الحياة.
وتعترف والدتها لوسيتا أنّها “كانت في حاجة إلى اهتمام خاصّ، وكان عليّ أن أوليها الوقت لأفهم ما كانت تحاول قوله. ورغم أنّ لديها جهازاً تستخدمه كي توصل فكرتها إلّا أنها كانت ترفض استخدامه باعتبار أنّ لديها صوتها الخاص”، وفق ما نشر موقع CNN.
ففي اليوم التالي بعد ولادتها، خضعت الطفلة ل#عملية جراحية لتحقيق الاستقرار في مجرى الهواء لديها. لم تكن حالتها مستقرة، وقد توقّف قلبها ورئتاها عن العمل واحتاجت إلى الإنعاش، لم يتوقّع أحد أن تنجو، لكنّها نجحت في ذلك. لقد تمكنت أخيراً من العودة إلى منزلها.
عانت الطفلة دياز من صعوبة عندما أصبحت تتلقّى دروسها عبر الإنترنت بسبب جائحة كورونا، كانت تكره الجلوس ساكنة وزادها التواصل الافتراضيّ صعوبة أكبر في التواصل مع الآخرين.
لكن في العام الماضي، قررت عائلة دياز المضي قدماً وإجراء عملية جراحية ترميمية معقدة ونادرة لفتح حبالها الصوتية.
ولا تخف والدتها توترها: “كنت أعتقد أنّها لم تكن مستعدة بعد لكنّها خالفت كلّ توقّعاتنا”.
Related Posts
استغرقت الجراحة حوالى 8 ساعات، ويشرح طبيبها ديريك لامب: “كان لا بدّ من قطع الجزء السفليّ من صندوق الصوت والجزء العلويّ من القصبة الهوائية، ومن ثمّ حفر الفتحة بين الحبال الصوتيّة بهدف إضافة المزيد من الغضاريف المستعارة من ضلوعها لجعل الجزء أوسع.
وعليه، تمّ توصيل الجزء السفليّ من قصبتها الهوائية بصندوق الصوت المعاد بناؤه”.
ومع ذلك، لم تكن الطفلة ديلايزا قادرة على التحدّث بواسطة حبالها الصوتية على الفور، لكنّها بعد أشهر من العلاج، عاد صوتها من جديد.
وتسترجع والدتها تلك اللحظات واصفة إيّاها “بالرائعة، كانت المرّة الأولى التي أسمعها تعبّر بصوتها الطبيعي، وأجمل ما قالت “أحبّك أمّي”.
اليوم، تسعى الطفلة جاهدة إلى تحسين صوتها. وفي رأي طبيبها أنّ “بالنسبة إليها كان عليها أن تتعلّم كيفية استخدام حبالها الصوتية”.
إنّها في حاجة إلى المزيد من الوقت للتأقلم مع صوتها وتعلّم كيفية استخدام حبالها الصوتية، فهي ما زالت تستخدم في كثير من الأوقات الصرير لإيصال فكرتها. ومع ذلك كانت تريد توجيه رسالة إلى باقي الأطفال بالقول: “لا تخافوا، كلّ شيء سيكون على ما يرام”.
Next Post
قد يعجبك ايضا
التعليقات مغلقة.