حياة صحية
من أجل حياة صحية أفضل

كيف ساهم الذكاء الإصطناعي وعلم الدماغ في تصنيع العطور؟

85
بدأ فن صناعة العطور في الحضارة اليونانية قديماً، ولكن سرعان ما بدأ صنّاع العطور في العصر الحديث، في النظر إلى ما هو أبعد من حاسّة الشم، وذلك يتحقق اليوم بتطوير العطور بمساعدة الذكاء الإصطناعي.
ووفقاً لتقرير “ذا غاردين”، أصبح الآن من الممكن تصميم العطور لإثارة استجابات عاطفية، وذلك عن طريق مكونات تُعرف باسم الروائح العصبية. وهي روائح تظهر من خلال القياسات الحيوية لإثارة مشاعر إيجابية مختلفة مثل الهدوء والنشوة والنعاس.
وقام الباحث في معهد الفيزياء الحيوية والهندسة الطبية الحيوية في ليسبون، هيوغو فريريرا، بوضع خطة لنشاط الدماغ والاستجابة للعطور، لبناء قاعدة بيانات لخلايا الأعصاب.
وقال فريريرا إنّ حاسّة الشم مذهلة، ولكن باستخدام البصر والسمع يمكن للإنسان أن يتخيّل وجه الشخص الذي يحبه أو لحناً مفضلاً عنده، ولكن من الصعب أن تتخيّل رائحة، على الرغم من أنّ الرائحة بإمكانها أن تثير العديد من المشاعر والذكريات.
 
استثمار العلامات التجارية في الأبحاث والتكنولوجيا العصبية
استثمرت العديد من العلامات التجارية لمنتجات التجميل في الأبحاث والتكنولوجيا العصبية، إذ أنّه من الواضح أنّ إمكانيات إنشاء العطور أثبتت أنّها تجعل المستهلك يشعر بالرضى.
وقد دخلت شركة “لوريال” في شراكة مع شركة التكنولوجيا العصبية “إيموتف” لإنشاء تجربة إختيار الروائح.
وخلال سنة 2023، تمكّن المتسوقون في بعض المتاجر من استخدام سماعة للرأس لإنشاء مخطّط كهربائي للدماغ، لكي تتمكن الشركة من اكتشاف الروائح التي تنال إعجاب المستخدمين. وأظهرت النتائج أنّ 95 في المئة من الذين إستخدموا السماعة تمكنوا فعلاً من نيل العطر المناسب لهم.
ومن جهتها، أفادت شركة “Puig” للأزياء والعطور، أنّ الأمر إستغرق 45 مليون قراءة دماغية لرجال تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عاماً لتصنيع عطر “فانتوم” من “باكو رابان”، وأضافوا لفندر وليمون إلى التركيبة كنتيجة لأبحاثهم.
وأما بالنسبة إلى ماء العطر “جيفنتشي” فكان من أحدث الإصدارات من مجموعة “Very Irresistible”، التي ظلّت الأكثر مبيعاً لمدة 20 عاماً، وهو يحتوي على مستخلص الورد الذي يُطلق عليه اسم “مضاد للكآبة”، والذي تمّ اختياره بعد إجراء أبحاث بيومترية.
وفي هذا الإطار، يصنع المصنّع الهولندي للعطور “Every human”، روائح فريدة من نوعها، وذلك خلال دقائق قليلة، باستخدام البايات والخوارزميات.
وقالت أناهيتا ميكانيك، وهي تعدّ أحد مؤسسي “Every human”، وقد عملت سابقاً في دور العطور الكبرى لمدة 20 عاماً في مجال تطوير العطور وتسويقها، “إهتمامي بصناعة العطور الخوارزمية هو إمكانية الوصول التي توفرّها للمستخدمين للتفاعل مع الرائحة مباشرةً. وباعتباري إخصائية عطور، ما اكتشفته هو أكثر من روعة، لأنّ مقابل كل رائحة يتمّ إطلاقها، سيتمّ تصنيع الآلاف من التكرارات والتخلّص منها”.
وأضافت :”كان تقييم كل تلك التجارب غير الكاملة، والتي لم تصل إلى المستهلكين مطلقاً، والتي كانوا سيحبون بعضها، هو جوهر عملية التطوير”.
وفي حين أفادت المذيعة كاتي بوكريك، أنّها ترغب في تصميم عطرها الخاص بقدر ما ترغب في استخدام العنب لصنع النبيذ الخاص بها.
وتابعت: “أترك السحر للفنانين”، مضيفةً، “لماذا نحتاج إلى جهاز كمبيوتر ليخبرنا بما تحتاجه حاسّة الشم لدينا؟ إنّ العثور على عطر جديد مفضّل بالصدفة، هو لحظة نادرة يجب أن نسمح بها لأنفسنا”.

- Advertisement -

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.