حياة صحية
من أجل حياة صحية أفضل

“جزيرة الدّمى” المكسيكيّة.. بقايا تكشف أسطورة الهنود الحمر المأساويّة والقصّة المرعبة (صور)

70
تروي بقايا حضارة الأزتيك المكسيكية القديمة، الموجودة في جزيرةٍ في أعماق قنوات سوتشيميلكو المائية، في مكسيكو سيتي، واحدة من أكثر الأساطير مأساوية.
وتضم الجزيرة المعروفة بـ”جزيرة الدمى”، الممتدة على مساحة فدان واحد (0.40 هكتار)، ثلاثة أكواخ وحشداً من الدمى المتحللة. ويتحدث السكان المحليون عن رؤية الأشباح، وسماع الظلال تتحدث، ما يدفعهم إلى الاعتقاد أن المكان ملعون.

- Advertisement -

وتقع الجزيرة داخل حدود إحدى أكبر العواصم في العالم. كانت مكسيكو سيتي في الأصل جزيرة في بحيرة كالديرا البركانية، ومحاطة بجبال سييرا مادري. وشكلت جزيرة الدمى، لقرون عدة، مكاناً للاختباء بسبب الحوادث التاريخية الشاهدة عليها المنطقة.
وتم استخدام المنطقة أيضاً كمأوى للثوار المكسيكيين وبعض ممارسي الدين المهددة حياتهم. وانتهى الأمر بعددٍ منهم بالقتل أو الغرق في هذه القنوات.
وسبق أن روى جيراردو إيبارا، المؤسس المشارك في شركة السفر المستدامة في المكسيك “Ruta Origen”، لصحيفة “The Post”: “خلال فترة وجود كورتيس، فرّ الكثير من الناس من هنا إلى سوتشيميلكو، واختبأوا في القنوات المائية. وكان الكثير من هؤلاء الناس من النساء والأطفال. وكورتيس هو جندي إسباني دمر مع رجاله حضارة الأزتيك، وعاملوا الهنود الحمر بأبشع أنواع القسوة. قتلت حينها العديد من النساء أنفسهن، خوفاً من أن يمسكهن الإسبان ويغتصبوهن”.
وكانت إمبراطورية الأزتك (1300 قبل الميلاد – 1521 قبل الميلاد) أول من بدأ في تطوير المنطقة، وبناء نظام من الجزر الاصطناعية، تسمى تشينامباس، ونظام قناة للمزارعين للتنقل فيها.
بعد هزيمة الأزتك في حرب “الأزتك الإسبانية” (1591-1521)، تم ملء الكثير من القنوات في المنطقة وتحويلها إلى أساس المدينة المعروفة اليوم. باستثناء الطرف الجنوبي من مكسيكو سيتي، في سوتشيميلكو، حيث لا يزال نظام الجزر الاصطناعية ونظام القناة موجوداً. وهو ما زال جزءاً لا يتجزأ من الحياة المحلية، كما أنه أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.
وأحدث واقعة ساهمت في تكوين هوية الجزيرة هي عثور جوليان سانتانا باريرا، خلال الخمسينات من القرن الماضي، على جثة فتاة صغيرة في قاع الممر المائي، خارج باب منزله.

- Advertisement -

وأشار روجيليو سانشيز سانتانا، “الوصي الحالي على الدمى”، وابن شقيق باريرا: “كانت الفتاة تسبح مع أختها أو أصدقائها، فأغرقها التيار وتوفيت”.
وتابع سانتانا: “كانت روح الفتاة تعيش في حزن. وفي الصباح التالي، بعد إيجاد باريرا الجثة، بدأ برؤية الأشباح. وذات يوم، استيقظ ووجد أن كل محاصيله قد ماتت. لقد حاول بكل الطرق تحسين مزروعاته، إلا أنه لم يستطع لأن الروح أفسدتها. لذا، ازداد خوفاً”.
وأوضح سانتنا: “بقيت الروح تزعجه، لذلك بدأ بجمع الدمى كوسيلة لحماية نفسه من الروح”.
وعلى مدى النصف قرن التالي، تمكن باريرا من جمع أكثر من 1000 دمية، بعضها من القمامة في المدينة الرئيسية في المنطقة، والبعض الآخر كهبةٍ من الجيران والزائرين، ما جعل المكان محاطاً بالدمى من كل الاتجاهات.
وتوفي باريرا عام 2001، وفقاً لسانتانا، بنوبة قلبية في المكان نفسه، حيث عثر على جثة الفتاة.
ظهرت بعدها العديد من جزر الدمى التقليدية في القناة، إلا أن سانتانا يصفها بـ”التجارة الكبيرة”، معتبراً أن “هناك جزيرة دمى حقيقية واحدة فقط”.
وأكد سانتا أنه يرى أحياناً “بعض الظلال في الليل مع ضوء القمر”، كما أن بعض الزائرين قالوا إنهم شاهدوا عيون الدمى تتحرك وسمعوها تتحدث.
قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.