كم مرة ينبغي غسل الوجه يوميا؟ وهل يُنصح بـ”تنظيف البشرة المزدوج”؟
قد يبدو تنظيف الوجه مهمة سهلة ضمن روتين العناية بالبشرة، وقد يعتقد كل منا أنه يغسل وجهه بشكل صحيح، غير أن استطلاع رأي أميركيا أجري عام 2017 على ألف رجل وامرأة توصل إلى أن 80% من الأميركيين يرتكبون على الأقل خطأ واحدا من الأخطاء الشائعة عند غسل الوجه، سواءً باستخدام صابون اليد أو الجسم أو حتى الاكتفاء بغسل الوجه بالماء فقط، وأن نصف الأشخاص لا يهتمون غالبا بغسل الوجه قبل النوم.
لكن إذا كان غسل الوجه ليس بالسهولة التي نظنها وأعمق من مجرد رغوة ثم شطف بالماء، فكم مرة يجب غسل الوجه يوميا؟ ومتى؟ وهل تنظيف البشرة المزدوج ضروري أم مجرد خيار عصري؟
الأطباء ينصحون بغسل الوجه مرتين يوميا
يعد غسل الوجه بالطريقة الصحيحة من أهم أساسيات الإحساس ببشرة نقية وصحية، وعلى العكس فإن إهمال غسل الوجه بشكل يومي يجعله جافا ويؤدي إلى تهيج البشرة وانسداد مسامها، ومن ثم ظهور البثور ومشاكل جلدية كثيرة، ويوصي خبراء العناية بالجلد بغسل الوجه مرتين يوميا، مرة في الصباح وأخرى في المساء.
يقول طبيب الأمراض الجلدية والتجميلية آناند جيريا وعضو الجمعية الأميركية لجراحة الجلد لموقع “إيفري داي هيلث” (Everyday Health)، إن غسل الوجه أمر غاية في الأهمية للحفاظ على بشرة صحية إلى جانب الشعور بالانتعاش والتألق، وينصح جيريا بغسل الوجه مرتين خلال اليوم، وإذا كانت هناك ضرورة لغسله مرة واحدة، أو إذا أوصى الطبيب بذلك، فينبغي أن تكون هذه المرة قبل النوم مباشرة.
وينوه جيريا إلى ضرورة مراعاة استخدام غسول الوجه المناسب للبشرة، “فالبشرة الجافة تحتاج إلى غسول كريمي لاحتوائه على مكونات مرطبة، أما بالنسبة لمن يعانون من البشرة المتحسسة، فإن غسول الوجه الخالي من الرغوة يكون خيارا مثاليا بعكس الغسول الرغوي المناسب بشكل كبير للبشرة الدهنية”.
التأثير السلبي للمبالغة في غسل الوجه
وتتفق طبيبة الأمراض الجلدية نازانين سعيدي والأستاذ المساعد في جامعة توماس جيفرسون الأميركية مع جيريا، وتوضح أنه ينبغي غسل الوجه مرتين في اليوم: مرة في الصباح لإزالة البكتيريا وخلايا الجلد الميتة التي تتراكم خلال الليل، وأخرى قبل النوم لإزالة الأوساخ والشوائب والزيوت وآثار مستحضرات التجميل التي تستقر على الوجه على مدار ساعات النهار، “وينبغي أن يستغرق غسل الوجه أكثر من 30 ثانية في كل مرة”.
كما ترى سعيدي أن المبالغة في عدد مرات غسل الوجه يجرد البشرة من الزيوت الطبيعية التي تحميها من الغبار والأشعة فوق البنفسجية الضارة (UVR)، وفي رد فعل معاكس يحاول الجلد تعويض ما فقده ويفرز مزيدا من الدهون التي تحفز ظهور البثور والرؤوس السوداء، وتذكر أن تكرار غسل الوجه ليس أفضل الحلول بالنسبة للبشرة التي تعاني حب الشباب.
وقد نشرت المجلة العامة للأمراض الجلدية في إندونيسيا عام 2019 نتائج تجربة سريريةعلى 38 شخص لمدة 8 أسابيع، بعد تصنيف شدة حب الشباب لجميع أفراد العينة إلى شديد أو متوسط أو خفيف، وكانت النتيجة انخفاض معدل ظهور حب الشباب لدى أفراد العينة الذين واظبوا على غسل الوجه مرة أو مرتين في اليوم، وزيادة آفات حب الشباب عند غسل الوجه 3 مرات يوميا.
الصابون يضر الحاجز الواقي للبشرة
من ناحية أخرى، ينقل موقع “توداي” (Today)عن طبيبة الأمراض الجلدية جوردان كاركفيل قولها إن “عدد المرات التي يجب أن تغسلي فيها وجهك يعتمد على نوع بشرتك، ولا توجد معايير أو إرشادات محددة، ولكن عموما يجب غسل الوجه مرتين يوميا”.
وتشدد كاركفيل على استخدام الغسول ذي الأس الهيدروجيني المحايد (يقترب من درجة حموضة البشرة) والخالي من الأصباغ والعطور، وتحذر من غسل الوجه باستخدام صابون اليد، لأن الصابون ذو طبيعة قلوية بعكس بشرة الوجه الحمضية التي يعادل الرقم الهيدروجيني (PH) بها 4.5 إلى 5.5 في حين يصل في الصابون إلى الرقم 9، ولهذا يتسبب الصابون في جفاف الوجه ويضر الحاجز الواقي للبشرة، مما يسهل نمو البكتيريا والفطريات وتصبح عرضة للإصابة بالعدوى.
كيف تغسلين وجهك؟
يقدم أطباء الأمراض الجلدية مجموعة من النصائح لتنظيف الوجه بشكل صحيح والحفاظ على مظهره، حسب الأكاديمية الأميركية لطب الجلد والتجميل (AAD):
- اغسلي وجهك مرتين، مرة في الصباح وأخرى في المساء، وكذلك بعد التعرق الشديد لأنه يؤدي إلى تهيج الجلد.
- استخدمي منظفا لا يحتوي على الكحول والبارابين، على أن يكون غنيا بأحماض الهيالورونيك والجلسرين والنياسيناميد لتغذية بشرتك.
- بللي وجهك بالماء الفاتر واستخدمي أطراف أصابعك لتوزيع الغسول بحركات دائرية على الوجه.
- لا يُنصح باستخدام إسفنجة شبكية أو منشفة لتوزيع غسول الوجه، لأنها قد تؤدي إلى تهيج الجلد واحمراره.
- اغسلي وجهك جيدا بالماء الفاتر وجففيه بلطف بمنشفة نظيفة وناعمة.
- لا تستخدمي الماء الساخن، لأنه يسبب احمرار البشرة وتهيجها ويزيد من الإكزيما.
- ضعي كريما مرطبا ومناسبا لنوع بشرتك مع مراعاة عدم الاقتراب من منطقة حول العين.
تنظيف البشرة المزدوج
إلى جانب التنظيف التقليدي للوجه، ظهر ما يعرف بتنظيف البشرة المزدوج (double cleansing) بوصفه خيارا عصريا للحصول على تنظيف أعمق للبشر، ووسيلة للتخلص من آثار مستحضرات التجميل، ويعتمد على غسل الوجه في خطوتين باستخدام منتجين من قوامين مختلفين: الأول منظف زيتي لتعزيز ترطيب البشرة وإذابة الدهون وآثار مستحضرات التجميل، والثاني غسول مائي رطب لإزالة شوائب الجلد وآثار العرق.
وتعبر رئيسة قسم الجلدية بجامعة تورنتو الكندية، طبيبة الأمراض الجلدية جين وو، عن قلقها بشأن المبالغة في غسل الوجه، فتقول إن “التنظيف المزدوج غير ضروري ومعظم أنواع البشرة لا تحتاجه، ولكنه قد يكون جيدا لأصحاب البشرة الدهنية لإزالة الدهون أو الزهم من الجلد”، وتنصح باستخدام ماء ميسيلار للتخلص من آثار مستحضرات التجميل على الوجه قبل استخدام المنظف المائي ليكون بديلا للتنظيف المزدوج، حسب موقع “كليفلاند كلينك” (Cleveland Clinic).
وتوضح أن الأهم من اتباع التنظيف المزدوج هو اختيار الغسول المناسب للبشرة، وأنه ينبغي استخدام منظف مائي لطيف وغير معطر للبشرة الجافة، أما إذا كانت البشرة دهنية ومعرضة لحب الشباب، فيجب البحث عن منظفات رغوية ذات أساس مائي وتحتوي على حمض الجليكوليك أو البنزويل بيروكسايد أو الساليسيليك الذي يقلل من الزيوت وينظف المسام المسدودة.
التعليقات مغلقة.