حياة صحية
من أجل حياة صحية أفضل

متى يرتبط خفض الوزن بالحالة النفسية؟

130

لطالما تمّ التحدث عن دور إرادة الفرد في نجاح حمية أو فشلها، وكأن ذلك يرتبط حصراً بالإرادة والإصرار. اليوم أكثر من أي وقت مضى، هناك تأكيد على العلاقة الوثيقة التي تربط بين الصحة النفسية وعملية خفض الوزن، وفي زيادة الوزن كما في خفضه جانب نفسي. لذلك ثمة حرص حالياً على المتابعة النفسية بموازاة متابعة اختصاصية التغذية لخفض الوزن. هذا ما اكّدته اختصاصية التغذية ميرنا الفتى.

إلى أي مدى يلعب العامل النفسي دوراً في عملية خفض الوزن؟

تتطلب عملية خفض الوزن بعامة، استعداداً نفسياً من قِبل الفرد للمباشرة بحمية لخفض الوزن. وبالتالي يعُتبر العامل النفسي اساسياً هنا، ولا بدّ من جاهزية تامة، على المستوى النفسي، لهذه الخطوة. فعلى الرغم من حرص اختصاصيي التغذية على التشديد على أنّ الحمية هي عبارة عن نمط حياة صحي وعادات صحية يجب التقيّد بها، لا يمكن إهمال الجانب النفسي الجوهري في ذلك. فتؤكد الفتى على أن ثمة إطاراً معيناً يجب أن يضع الشخص المعني نفسه فيه لينجح في تحقيق هدفه من الحمية ويتمكن من خفض الوزن. وينطبق هذا على الحالات التي تكون فيها الحمية سهلة وكذلك حكماً عندما تكون صعبة. يضاف إلى ذلك أن الحالة النفسية لها دور أساسي في هذا المجال. فحتى في غياب المشاكل الصحية لدى الشخص المعني، في حال مواجهته مشكلة توتر، يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم وهرمون الأنسولين، ما يزيد من ميله إلى تكديس الدهون في محيط الخصر. فللتوتر أثر بارز في الحمية، ويضاف إلى ذلك أنّ فكرة الخضوع لحمية تسبب التوتر لكثيرين، وهذا ما يؤدي أيضاً إلى زيادة مستويات الكورتيزول في الجسم، ولو بغياب المشكلات الصحية.

- Advertisement -

- Advertisement -

هل تكون هناك حاجة إلى متابعة اختصاصي في علم النفس إلى جانب اختصاصي التغذية لخفض الوزن؟

تُعتبر متابعة الاختصاصي في علم النفس إلى جانب اختصاصي التغذية حلاً امثل يمكن اللجوء إليه لإنجاح حمية هدفها خفض الوزن. فهي تسمح بتحقيق نتيجة ممتازة، وربما في مدة أقل. أما في غير ذلك، فمن المهم أن يكون الشخص الذي يخضع لحمية على انسجام تام مع اختصاصي التغذية الذي يتابع حالته لتحقيق هدفه بخفض الوزن. فبهذه الطريقة، يكون التفاهم بمستوى أعلى حتى لا يشعر بأن فكرة الحمية تسبب له التوتر وتشكل عائقاً في نمط حياته وتزيد من الضغط النفسي عليه، خصوصاً أنّ الحمية تفرض حداً ادنى من الحرمان، ولو بمستويات متفاوتة بحسب نوعها، فالشخص الذي يخضع لحمية يُحرم حكماً من أطعمة معينة يحبها ربما، فيجد نفسه عاجزاً عن تناولها لخفض وزن. وهذا ما يؤدي أيضاً إلى عدم ارتفاع معدلات هرمون السعادة أو السيروتونين في الجسم إلى مستويات معينة. وبالتالي قد يكون ذلك عائقاً أيضاً أمام عملية خفض الوزن.

 

هل تزيد صعوبة خفض الوزن لمن يواجهون مشكلة الأكل العاطفي؟

من المؤكّد أنّ من يعانون حالة الأكل العاطفي ويُعرفون بالـEmotional eaters يواجهون صعوبات كبرى في خفض الوزن من دون علاج، وفق ما توضحه الفتى. فهؤلاء يتجهون إلى الأكل العشوائي بعد التوتر، ثم بعدها قد يعانون من التقيؤ ويلي ذلك إحساس بالذنب فيتجهون بعدها حكماً إلى الأكل ايضاً. هذا ما يدخلهم في دوامة يصعب الخروج منها. قد يكون أساس هذه الحالة في الطفولة، عندما يتجه الأهل إلى إعطاء الحليب لرضيع عندما يبكي من دون البحث عن السبب الفعلي وراء بكائه وقد لا يكون مرتبطاً بالأكل. لذلك، يعتاد الدماغ على أن هرمون السعادة لا يرتفع إلا بالأكل، اياً كانت الحالة النفسية التي يكون الشخص فيها وأياً كانت الظروف. هذا، ولا بد من التذكير بأن العكس هو صحيح، لأنه في مثل هذه الحالات الأكل يأخذ السعادة منه من دون أن يشعر بذلك. فقد يشعر بسعادة مؤقتة ومحدودة جداً في الزمن، ربما للحظات، فيما سرعان ما يغرقه ذلك في حالة من الحزن والإحساس بالذنب والتوتر. لذلك، في مثل الحالة تزيد صعوبات خفض الوزن بسبب الأكل بكميات مبالغ فيها وبطريقة عشوائية وقد تكون المتابعة النفسية أكثر أهمية بعد عندها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.