عمّان- من لا يحب المفاجآت، لا سيما إذا كانت جميلة؟ فكيف الأمر إذا كانت المفاجأة عبارة عن هدية لطفل من والديه خلال أيام العيد؟ فهدية العيد تشعر الطفل بفرحة غامرة، خصوصا عندما يرى أنها منتقاة بعناية وحب.
غير أن العثور على الهدية المميزة يحتاج إلى تفكير، ويشكل بعض التحدي للآباء أحيانا، لأنهم يريدون التأكد من أنها تتوافق مع عمر الطفل وميوله. فكيف يجمع الأهل بين عنصري المفاجأة والتميّز باختيار هدية العيد لفلذة كبدهم؟
الهدية بطريقة المفاجأة
يُذكّر خبير التربية والعلاقات الأسرية الدكتور يزن عبده بالحديث الشريف القائل “تهادوا تحابوا” ويقول “إذا كانت الهدية سببا للحب بين الأصدقاء أو الأقرباء فمن باب أولى أن تكون الهدية سببا لزيادة الحب بين الأبوين وأبنائهم، سواء كانوا صغارا أم يافعين، أو حتى في مرحلة الشباب”.
ويضيف “كلما ارتبطت الهدية بمناسبة سعيدة، كالعيد مثلا وكان للأبناء رغبة في هذه الهدية، كانت سببا للشعور بالفرح والسعادة وتوطيد العلاقة بين الآباء والأبناء”.
ومما يزيد السعادة عند الأطفال، ولا سيما بهدية والديهم، أن تقدّم في بعض الأحيان بطريقة المفاجأة، وإظهار أن الوالدين كانوا يفكّرون دوماً بأن يشتروا هذه الهدية، وبأنهم لم ينسوا للحظة التفكير بمدى سعادتهم حين الحصول عليها، وأنهم كانوا ينتظرون مناسبة سعيدة، مثل العيد، لكي يقدموا هذه الهدية التي تعبّر عن حبهم، وأن سعادتهم إنما هي بسعادة أولادهم دوما، وفق عبده.
السعادة النفسية بالهدية
وينصح الدكتور عبده بأن ترتبط السعادة النفسية بالهدية بسلوك والدي حسّي مع أطفالهم، مثل الاحتضان والتقبيل وكلمات الحب والابتسامة على وجه الوالدين، وأن يقترن ذلك بتوجيه لطيف وسريع للطفل أو الطفلة نحو التفكير دائما بإدخال السرور إلى قلوب غيرهم، مثل أن يقول الوالدان بعد أن يشكرهم ابنهم على الهدية “ونحن نشكرك لأنك قبلتها منّا، ونشكر الله تعالى على أنك ابننا، وبلا شك نحن أكيدون بأنك ستهتم بإسعاد الآخرين”.
ويمثل هذا السلوك الوالدي حالة من القدوة عند الأبناء، ويزيد من حرص الطفل على إدخال السرور على قلب والديه، وكذلك على قلب من حوله، ابتداء من أسرته الصغيرة، مرورا بأصدقائه، ووصولا إلى محيطه، لأن حالة الشعور الإيجابي بالسعادة التي شعر بها، سيحاول نقلها إلى غيره كذلك.
الهدية “رحلة تشويقية”
تقول المستشارة النفسية والتربوية رانية الطباع إن الهدية أو العيدية تُعد مكافأة يحصل عليها الطفل بعد صيامه أو محاولته الصيام أيام رمضان، وهي من الأركان المهمة التي يجب ألا يغفل عنها الوالدان أثناء مرحلة تدريب أطفالهم على الصيام. لذا، ترتبط العيدية أو هدية عيد الفطر بالإنجاز، ونترك الأجر والثواب عند الله عز وجل.
وتردف “على الأهل والطفل الاتفاق، في ما يتناسب مع الطرفين، إن كانت هدية أم عيدية. لكن غالبية الأطفال ما دون الثامنة يفضلون الهدية لعدم مقدرتهم على تمييز القيمة النقدية للهدايا وكيفية التعامل بالنقود. وبدءا من سن التاسعة، يمكنهم التخطيط المالي أكثر، وعليه ربما يختارون العيدية كنقود واختيار ما يناسبهم بأنفسهم”.
وترى الطباع أنه على الوالدين مراعاة ما يلي عند شراء الهدية:
- يجب أن تكون الهدية متفقا عليها من بداية الصيام، أو بداية الشهر الفضيل، فيتشجع الطفل على الصيام ليحصل على الهدية.
- يجب أن تكون من الأشياء المحببة للطفل، فليس كل ما يختاره الأهل يكون مناسبا أو محببا للطفل.
- يجب أن تتناسب الهدية مع عمر الطفل واهتماماته، وغالبا ما يتم كتابة عمر الطفل على الألعاب.
- يجب أن تتسم الهدية بجانب تحفيزي لإبداع الطفل، وألا تكون صمّاء، حتى يتعلم ويتدرب على شيء ما. لذا، علينا الانتباه والتركيز على ألعاب التركيب (مثل أحجار “الليغو”) أو الألعاب التي يستطيع الطفل إنتاج أشياء متعددة منها.
- يجب الانتباه إلى مبادئ السلامة العامة للهدية، كنوعية المواد المصنوعة منها، وعدم وجود حواف حادة أو أدوات تؤذي الطفل، وكذلك الانتباه إلى حجم القطع داخل اللعبة وملاءمتها مع عمر الطفل.
وتختم المستشارة الطباع “علينا ألا ننسى زيادة عنصر التحفيز والتشويق بأغلفة جاذبة للانتباه، من خلال الألوان والنقوش التي تجذب عقول الأطفال وقلوبهم. وعلينا كأهل جعل اختيار الهدية رحلة تشويقية، وتكون ممزوجة بالفرح والحب والهدوء من الكبار، ومراعاة عدم مقدرة الأطفال على السيطرة على انفعالاتهم أثناء اختيار الهدية، وأن يكون محور تركيزنا هو ترسيخ قيمة الصيام عند الأطفال وأن الهدية ثمرة هذا الإنجاز”.
قبل شراء الهدية
تحت عنوان “ما الذي تبحث عنه عند شراء هدية لطفلك؟” نشر موقع “ماي بيبي نورسيري” (mybabynursery) هذه النصائح عند اختيارك هدية لطفلك تناسب عمره:
- فكر في سنه ومرحلة نموه: ويكون ذلك بالتأكد من أن الهدية مناسبة للعمر من خلال الاهتمام بالمعلومات المسجلة على علب الألعاب.
- اتخذ قرارا ناجحا: عليك ألا تفترض أن طفلك البالغ من العمر 4 سنوات مستعد لركوب دراجة التوازن لمجرد أنه يستطيع المشي والركض. بدلا من ذلك، ضع في الاعتبار تطوّر الطفل وتقدمه ككل.
- ضع في اعتبارك مواد صنع الألعاب: واختر الألعاب المفيدة وذات الاستخدام الجيّد.
- الألعاب مصنفة بحسب الفئة العمرية: يهدف مصنعو الألعاب إلى جذب فئة عمرية معينة مع كل ابتكار، يتكوّن بعضها من قطع صغيرة جدا يمكن استخدامها بسهولة. وهناك ألعاب تتطلّب مستوى ذهنيا أكثر تقدما. ومن القواعد الأساسية الجيدة في اختيار اللعبة البحث عن المناسب لعمر الطفل الذي تشتري له الهدية.
- ضع الطفل في الاعتبار: ما هي التسلية المفضلة لديه؟ هل يحب الذهاب إلى الملعب أو المسبح أو مجرد الذهاب إلى الخارج؟ كم مرة يزور المكتبة أو المتحف؟ حاول أن تمنحه ما يزيد من شغفه.
- امنح طفلك هدايا يمكنه تداولها أو مشاركتها: تشمل الهدايا -التي يمكن للطفل استخدامها لتمضية وقت ممتع مع أقرانه (أو حتى البالغين)- أشياء مثل الألغاز أو ألعاب الطاولة. وهذا يشجعه على الانخراط مع الآخرين في منافسة ودية.
التعليقات مغلقة.