حمية الأيورفيدا: المبادئ والمخاطر!

إنّ حمية الأيورفيدا نوع من أنواع النظم الغذائية التي استخدمت قديماً في الهند. وهي تتميز بثلاث خصائص، وترتكز على مزيج من كلميتن سنسكرتيتين تعنيان الحياة (أيور) والعلوم (فيدا)، أي علم الحياة. وتعتمد هذه الحمية على التوازن بين الجسد والروح، إذ تركز على شفاء العقل والجسم بطريقة متكاملة.

كذلك، تركز على إيجاد أفضل الحلول لتناول الطعام اعتماداً على نوع الجسم، وبناءً عليه، لكل جسم إسم معين وتغذية خاصة.

إنطلاقاً من تفسير حمية الأيورفيدا، شرحت إختصاصية التغذية رشا مكّي شروط هذا النظام الغذائي ومخاطره.

أولاً: مبادئ حمية الأيورفيدا

بحسب مبادئ حمية الأيورفيدا، توجد خمسة عناصر للكون الذي نعيش فيه: الهواء، الماء، الفضاء، النار والأرض.

وتساعد هذه الحمية على فقدان الوزن وتعزيز الصحة الجيدة. وتركز على الوجبات التي تتضمن 6 أذواق من الطعام: حلو، حامض، مالح، مر، لاذع وقابض. وتتكون الوجبة الأولى من طعم حلو مثل الفاكهة، ثم الطعام المالح مثل المأكولات البحرية، وبعدها الحامض مثل الحمضيات، والانتهاء بالأطعمة اللاذعة مثل البصل أو الفلفل، والقابض مثل التفاح الأخضر أو الشاي، والمرّ مثل (الكرفس، اللفت أو الخضار الورقية الخضراء).

إلى جانب هذه الخصائص الغذائية، تشدد هذه الحمية على تناول ثلاث وجبات منتظمة لا خفيفة. وتركّز أيضاً على أهمية تناول الطعام ببطء وعدم التحدث أو الضحك عند تناول الوجبة لتقدير الطعام والاستفادة منه.

كذلك، تناول الطعام عند الشعور بالجوع والتوقف عند الشعور بالشبع لتجنب الإفراط في الطعام وتحميل المعدة أكثر من طاقتها.

وتتميز هذه الحمية بثلاث خصائص (دوشا): الفاتا (الفضاء والهواء)، البيتا (النار والماء) والكافا (الأرض والماء). وكل شخص يرتبط بالدوشا (قوّة الطبيعة) الخاصة به من أجل الوصول الى التوازن بين الطاقة الداخلية والخارجية.

ويعتمد نظام الأيورفيدا على اليوغا، وتمارين التنفس والتأمل، إذ إنّ انسجام العقل والجسد يساعد على التمتع بصحة جيدة.

ثانياً: فوائد حمية الأيورفيدا

1- التشجيع على تناول جميع الأطعمة مما يساعد الجسم على الاستفادة من جميع العناصر الغذائية.

2- المساعدة على فقدان الوزن لأنّ الحمية تحث على أهمية الاستماع الى إشارات الجوع والشبع مما يساعد الشخص على التمتع بجسم صحي.

3- تحسين الوعي الذهني، وذلك من خلال التركيز الكامل أثناء الأكل مما يساعد على الاستمتاع بالنكهة والمذاق ورائحة الطعام.

4- تحسين التواصل بين العقل والجسد من خلال تمارين اليوغا والتأمل.

ثالثاً: آثار تداعيات حمية الأيورفيدا

1- تعتبر هذه الحمية معقدة ومن الصعب اتباعها حيث أن هناك قواعد صارمة وأطعمة محددة حسب كل دوشا وحسب فصول السنة.

2- على الرغم من وجود قوائم واسعة من الأطعمة في هذه الحمية، إلا أنها تستبعد اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة مما يؤدي الى نقص في بعض الفيتامينات والمعادن. ويجعل الالتزام بهذه الحمية أكثر صعوبة على المدى البعيد.

3- يعتبر نظام الأيورفيدا محيّراً ومقيّداً بشكل مفرط مما لا يتناسب مع نمط حياة العديد من الأشخاص كما أنّه لا يستند الى أدلة علمية.

4- قد تؤدي هذه الحمية الى مشاكل الهضم والإمساك نظراً لاعتمادها على الحدّ من تناول الخضار والفواكه والبقوليات حسب الدوشا الخاصة بكل شخص.

برأي مكّي، إنّ اللجوء إلى هكذا نوع من الحميات غير آمن وغير صحي لأنه غير مستند الى دلائل علمية، واتباعه صعب ومعقد ولا يسمح لنا باتباعه على المدى الطويل. أما الحل الأنسب لخسارة الوزن والمحافظة عليه، يكون عبر اتباع نمط حياة صحي يقوم على تناول جميع الأطعمة باعتدال وتوازن.