مهنة جديدة تنتشر في أوروبا.. “قابلات الموت” اللواتي يرافقن المريض في آخر أيامه
القابلة” مهنة يعرف الجميع أنها ترتبط ببداية حياة إنسان، لكنها في سويسرا وفرنسا بدأت تأخذ منحى آخر مرتبطا هذه المرة بنهاية الحياة، حيث بات كثيرون يفضلون اللجوء إلى خدمات “الثانادولا” لمرافقتهم في المرحلة الأخيرة من حياتهم.
وقالت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية إن هذه المهنة بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في فرنسا، وتأسس معهد “دوي دولا” -وهو معترف به منذ بداية 2022- لتكوين متخصصين في هذا المجال، مبينة أن سويسرا قطعت أشواطا كبيرة في هذه المهنة الجديدة.
الثانادولا
وكلمة “دولا” أصلها إغريقي وتعني “خادمة”، و”ثانا” تعني الموت.
وأكدت الممرضة السويسرية السابقة روزيت بوليتي (85 عاما) -التي ترأس جمعية للمتخصصين في هذه المهنة بسويسرا- في حوارها مع لوموند أن “الثانادولا” لا تنتمي لعالم الطب، ولا تقوم بأي مهام طبية، بل يتلخص دورها في تقديم الدعم النفسي والروحي للمحتضرين، وكذلك تسهيل التواصل بينهم وبين الأطر الطبية أو حتى مع أفراد أسرهم.
وأضافت أن مهنة “الثانادولا” ما تزال لا تتمتع بإطار رسمي كوظيفة في سويسرا، لذلك تكتفي جمعيتها بمنح شهادات للمتدربين، مؤكدة أن “تأنيث” الوظيفة ليس شرطا ضروريا.
رغبة أخيرة
وشرحت روزيت أن كثيرا من العائلات لا تحبذ الحديث مع المحتضر بشأن الموت، في حين هو يحتاج للحديث عن مثل هذه المواضيع مع أشخاص لا تربطهم به علاقات أو مشاعر عائلية تمنعهم من خوض عباب هذا الموضوع الشائك.
فضلا عن أن الأسرة نفسها تكون في حاجة لمن يساعدها على التعامل مع الواقع بجرأة وقوة ضد المشاعر الفياضة التي تطغى على فكرة فقدان فرد من العائلة.
وفي ردها على سؤال عن استفادتها من خدمة “الثانادولا”، قالت روزيت -ضاحكة- إنها تأمل أن تعيش طويلا، لكنها تعاملت مع فكرة الموت بشكل واقعي إداريا وتجهزت قانونيا لذلك.
وقالت إنها لا تظن أنها ستستفيد من خدمة “الثانادولا”، مبينة أن محبيها من المساعدين الطبيين الذين عاشت إلى جانبهم سيأتون للوقوف معها في لحظاتها الأخيرة عن محبة.
التعليقات مغلقة.