ترتبط جراحات السمنة بخطة علاجية خاصة يضعها الطبيب المعالج لضمان نجاح الجراحة وتجنب أي مضاعفات، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك سيكون المعنيون بتلك الجراحات أمام تساؤلات بشأن تأثير الصيام على خططهم العلاجية، فما التدابير التي على من خضعوا لجراحة السمنة أو جراحة تخفيف الوزن اتخاذها قبل الصيام؟ وهل يمكن لمريض جراحة الوزن الصيام؟
ما جراحات الوزن؟
جراحات الوزن عبارة عن إجراء جراحي يهدف لمساعدة الأشخاص الذين يعانون السمنة على التخلص من الوزن الزائد، وتقليل خطر بعض الأمراض مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم.
وعادة ما يتم اللجوء إلى جراحات الوزن في حالات معينة، بعد عدم نجاح الشخص في فقدان الوزن عبر اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
وعموما، تُجرى جراحات الوزن في الحالات التالية:
- أن يكون مؤشر كتلة الجسم لدى الشخص 40 أو أكثر.
- أن يكون مؤشر كتلة الجسم 35-40، ويكون الشخص يعاني مرضا سوف يتحسن بفقدان الوزن، مثل السكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم.
- أن يكون الشخص قد حاول اتباع أساليب فقدان الوزن الصحية الأخرى، مثل اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة، لكن من دون نتائج معتبرة.
وهناك أنواع عدة من جراحات الوزن، مثل:
حزام المعدة (gastric band)
في هذا الإجراء، يتم وضع حزام حول المعدة، مما يجعل الشخص يشعر بالشبع بعد تناول كمية أقل من الطعام.
ويحتوي الحزام على بالون قابل للنفخ، ويوضع حول الجزء العلوي من المعدة، مما يخلق جيبا صغيرا في المعدة فوق الحزام مع فتحة ضيقة تصل لبقية المعدة. ويتم نفخ البالون أو تفريغه لضبط حجم الحزام.
المجازة المعدية (gastric bypass)
يتم في هذه الجراحة وصل الجزء العلوي من المعدة بالأمعاء الدقيقة، وهذا يؤدي إلى تقليل الحجم المتاح للطعام، ويجعل الشخص يشعر بالشبع في وقت أسرع، وأيضا يؤدي لتقليل امتصاص السعرات الحرارية.
قطع المعدة (sleeve gastrectomy)
إذ تتم إزالة جزء من المعدة، لذلك لا يمكن للشخص أن يأكل مثل سابق عهده، ويشعر بالشبع بشكل أسرع.
هل يمكن لمريض جراحة الوزن الصيام؟
يوصي أخصائيو التغذية بمؤسسة حمد الطبية في قطر المرضى الذين خضعوا لجراحة السمنة أو جراحة تخفيف الوزن بعدم الصيام خلال الأشهر الستة الأولى التي تلي جراحة السمنة، تفاديا لمواجهة أي مضاعفات صحية.
ما ضوابط الصيام في شهر رمضان لمرضى جراحة الوزن؟
في حال كان المريض مسموحا له بالصوم، فينصح بالانتباه إلى أمور معينة، تقول سحر الشمري، أخصائية التغذية العلاجية في قسم جراحة أمراض السمنة بمؤسسة حمد الطبية، “تعد التغذية السليمة عاملا أساسيا لضمان نجاح جراحة السمنة واستمرارية تأثيرها على المدى الطويل. فقلة الانتباه إلى القيمة الغذائية للمأكولات، والمكملات الغذائية، والكمية المستهلكة من البروتينات أو الفيتامينات التي وصفها الطبيب يمكن أن تتسبب في سوء التغذية، التي تؤدي بدورها إلى تلف أنسجة الجسم والنحول وفقدان الطاقة”.
وأوضحت الشمري أن “قدرة الجسم على تحمل الصيام تختلف من شخص لآخر، لذا ينبغي للمرضى الذين خضعوا لعملية جراحة السمنة ألا يدخلوا أي تعديلات خلال شهر رمضان على كمية أو نوعية المأكولات التي يستهلكونها في الأيام العادية، بحيث يكون الاختلاف الوحيد مقتصرا على توقيت الوجبات وترتيب المأكولات بحسب الظروف الشخصية لكل مريض”.
وشددت –في بيان نشرته مؤسسة حمد الطبية– على ضرورة أن يتجنب مرضى جراحة السمنة تناول الوجبات الدسمة أو التي تحتوي على كمية عالية من السكر، مع الاعتدال في استهلاك الملح. كما أوصت بعدم تناول الأطعمة الغنية بالتوابل والبهارات الحارة وتلك التي تحتوي على نسبة عالية من الحموضة كثمار الليمون. وأكدت الشمري ضرورة انتظام المرضى في مواعيد تناول الوجبات، لأن تناول الطعام في الوقت المحدد له دور رئيسي في إتمام الصيام، كما يخفف من حدة المخاطر الصحية المرتبطة به. لذا، ينبغي للمريض تناول 4 إلى 5 وجبات بين الإفطار والسحور.
ما توقيت الأكل المثالي لمرضى جراحة الوزن؟
أجابت أخصائية التغذية بمؤسسة حمد عن ذلك بقولها “يجب على المرضى أخذ الأوقات التالية بعين الاعتبار عند تناول وجباتهم خلال شهر رمضان: الإفطار بعد الأذان مباشرة، والوجبة الرئيسية بعد صلاة المغرب مباشرة، وجبة خفيفة بعد ساعتين من الإفطار، ووجبة مسائية خفيفة (الغبقة) عند الساعة 10 أو 11 ليلا، ثم وجبة السحور قبل الفجر بقليل”.
وأشارت الشمري إلى تفاوت قدرة الجسم على تحمل الأنظمة الغذائية من مريض إلى آخر، ولكن ينبغي للمرضى الذين خضعوا لجراحة السمنة أن يبدؤوا إفطارهم بشرب الماء، أو تناول التمر أو الشوربة لتهيئة الجسم للوجبة الأساسية التي يُفترض بهم تناولها بعد صلاة المغرب.
ونصحت أخصائية التغذية العلاجية بتناول الطعام ببطء ومضغه جيدا، لأن ذلك يحول دون الإفراط في الأكل كما يحد من ارتجاع حمض المعدة ويسهل عملية الهضم. كما شددت على ضرورة تزويد الجسم بالسوائل تفاديا للجفاف خلال شهر رمضان، ولا سيما بالنسبة للمرضى الذين خضعوا لعملية جراحة السمنة. وحذرت من شرب كمية كبيرة من الماء والعصائر أو غيرها من السوائل خلال وجبة الفطور، مع التشديد على أهمية شرب كمية كافية من السوائل بين الوجبات، بمعدل كل ساعة تقريبا، وذلك لضمان شرب ما يعادل لترين من السوائل يوميا.
وقالت أخصائية التغذية “يجب التخفيف من استهلاك المنبهات كالشاي والقهوة، لكونها مدرة للبول، وهو ما يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم، وزيادة العطش خلال الصيام. كما يتعين تجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة، لأنها تحتوي على نسب عالية من السكر، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم”.
وأوصت المرضى بالاستمرار في ممارسة النشاط البدني والالتزام بنصائح تشمل:
- تجنب النوم مباشرة بعد الأكل، لأن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل صحية.
- التوقف عن الأكل عند الإحساس بالشبع لتفادي ارتجاع حمض المعدة.
- الالتزام بتناول المكملات الغذائية أو الفيتامينات التي وصفها الطبيب المعالج.
- عدم التوقف عن ممارسة النشاط البدني خلال شهر رمضان، إلا أنه ينبغي اختيار الأوقات الملائمة لممارستها، ومن الأفضل أن تكون بعد الإفطار بساعتين على الأقل.
التعليقات مغلقة.