“حساء الكوارع”.. حل طبيعي لبشرة نضرة وعيون خالية من الهالات السوداء

قد نبحث بعيدا عن الحلول بينما تكون أقرب إلينا مما نتصور، فقد تنفق النساء آلاف الدولارات على أدوات التجميل وأغلى الكريمات للتخلص من الهالات السود، في حين يكون الحل أيسر من ذلك.

تبحث المرأة حول العالم عن الجمال الكامل من خلال بشرة خالية من أي عيب، كبشرة الأطفال ناعمة ونضرة، وعيون لامعة خالية من الهالات السوداء، خصوصا أن هذا العيب دائما ما يكون سببا في ظهورها بوجه باهت ومرهق، لا سيما أن العيون من أهم العلامات التي تدل على جمال المرأة.

وبعدما كانت معظم النساء تبحث عن الحل في عمليات التجميل للوصول إلى الجمال الكامل، فإن بعضهن تراجع عن هذه الخطوة بعد ثبوت فشل هذه العمليات بنسب كبيرة، ولجأن إلى طرق بديلة وآمنة، سواء عن طريق مستحضرات التجميل الطبيعية أو بالرجوع إلى الطبيعة والأغذية أو الأطعمة التي تعزز الصحة.

واتجهت كثير من الدراسات الحديثة إلى الطبيعة وتناول الأغذية الصحية التي تحتوي على كثير مما تحتاجه أجساد النساء للظهور بشكل مثالي، خصوصا مع التقدم في العمر.

تقول الدكتورة نسمة تارا، الطبيبة الصيدلانية والمتخصصة في الأدوية المتعلقة بالصحة والبشرة، إن هناك أطعمة تساعد الإنسان عموما، والمرأة خصوصا، على استعادة نسبة الكولاجين التي يفقدها الجسم بشكل طبيعي بمرور العمر، موضحة أن هذه المادة تُعد من أهم العناصر التي يحتاجها الجسم لكي يحافظ على ليونة البشرة ونضارتها، وكذلك للتخلص من الهالات السود التي تعاني منها معظم النساء.

وتوضح تارا، في حديثها للجزيرة نت، أن “تحفيز نسبة الكولاجين في الجسم يعد من أهم العوامل الضرورية للتخلص من الهالات السود وتوحيد نوع البشرة للنساء”.

وفي حين تلجأ معظم النساء إلى تعويض حاجتهن من الكولاجين من خلال استخدامه كمواد للعناية بالبشرة، مثل الكريمات، تؤكد تارا أن نضارة البشرة تأتي من الداخل وليس من الخارج فقط، فإذا كان الجسم لديه نسبة كافية من الكولاجين، فسيظهر ذلك على الجسم كله، وليس البشرة فقط.

سحر الكولاجين

وتلفت إلى وجود أطعمة تحتوي على نسبة عالية من الكولاجين مثل “شوربة (حساء) العظام” التي يطلق عليها “شوربة الكوارع أو المقادم”، وكذلك الخضروات الورقية الغنية بالفيتامينات الطبيعية التي يحتاج إليها جسم المرأة لاستعادة ليونته ونضارته، وفي الوقت ذاته يساعدها في التخلص من الهالات السود وزيادة نضارة بشرتها “أوميغا 3” (Omega 3) الموجود في بذور الشيا والأفوكادو، وكذلك الحديد المتوفر في السبانخ وبذور الكتان وبذور السمسم، وفيتامين “سي” (C) المتوفر بنسبة تركيز عالية في  الجوافة والبروكلي (القرنبيط الأخضر)، وفيتامين “إي” (E) الموجود بنسبة كبيرة في المكسّرات.

وهذا ما أكدته دراسة أجراها مركز “كليفلاند كلينيك” (CLEVELAND CLINIC)، إذ تقول المديرة الطبية للمركز الدكتورة إليزابيث برادلي، “مع تقدمك في العمر، قد لا يمتص جسمك العناصر الغذائية، أو لا ينتجها بكفاءة، ولكي تتأكد من أن جسمك يحتوي على مكوّنات كافية لصنع الكولاجين، قد تحتاج إلى تغيير ما تأكله أو تناول مكمّلات غذائية”.

وتشير برادلي، في الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز، إلى أن أهم الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكولاجين متوافرة في شوربة العظام، وكذلك شوربة عظام الدجاج واللحم، وكذلك عظام الأسماك، موضحة أن الطريقة المثلى للحصول على مرق عظام غني بالكولاجين أن يتم الطهي على نار هادئة، ويمكن تناوله مباشرة في صورة شوربة سائلة أو استخدام مكوّناته في أطباق أخرى.

وتضيف برادلي أنه “يمكن شراء شوربة العظام من محلات البقالة، على أن تكون عظام حيوانات تتم تربيتها عضويا فقط، لأننا لا نريد بقايا المبيدات الحشرية والمضادات الحيوية وغيرها من الملوثات في المرق الخاص بنا”.

وعن مدى فاعلية المستحضرات الطبية التي يتم تسويقها للنساء على أنها الحل الأمثل لتعويض بشرتهن عن نسبة الكولاجين المفقودة، توضح برادلي أن ذلك ليس الحل الأمثل على الإطلاق، معتبرة أن “الكولاجين الصناعي قد ينجح في إضافة طبقة لتكون حاجزا من العناصر البيئية، ولكنه لن يكون بالفعالية ذاتها للأكل الصحي”.

وتختم بالقول إن بشرة الإنسان أكبر عضو في الجسم، والطريقة التي نغذي بها البشرة هي ذاتها التي نغذي بها مخازن الكولاجين في أنحاء الجسد، “لذلك يجب التركيز على صحة الجسم قبل البشرة”، وفق تعبير برادلي.