حياة صحية
من أجل حياة صحية أفضل

ما المضاعفات التي يمكن أن يتعرّض لها الطفل في حال الولادة المبكّرة؟

146

لأسباب عديدة يمكن أن تحصل الولادة المبكرة قبل أسابيع من الموعد المحدّد. في مثل هذه الحالات، غالباً ما تكون هناك حاجة إلى وضع الطفل في ال#حاضنة إلى حين إتمام مرحلة #النمو. بحسب ما تؤكّد الطبيبة الاختصاصيّة بالعناية بحديثي الولادة الدكتورة رولا مرعب.

 

يختلف مستوى العناية التي يمكن أن يحتاجها الطفل وطبيعتها بحسب موعد ولادته ما يدعو إلى تصنيف الأطفال في مثل هذه الحالة إلى فئات فتختلف هنا أيضاً المشكلات البعيدة المدى أو

- Advertisement -

المباشرة التي يمكن أن يتعرّضوا لها.

على أيّ أساس يمكن أن تصنّف الحالة على أنّها #ولادة مبكرة؟

كلّ ولادة تحصل قبل الأسبوع الـ37 من الموعد المحدّد تعتبر ولادة مبكرة. إنّما لا يمكن التحدّث عن ولادة مبكرة بالمطلق، كما توضح مرعب إذ يُصنّف الأطفال ضمن 3 خانات:

– فئة الذين يولدون بين الأسبوع الـ24 والأسبوع الـ28

– فئة الذين يولدون بين الأسبوع الـ28 والأسبوع الـ32 من الحمل

– فئة الذين يولدون بين الأسبوع الـ32 والـ36

 

عندما تحصل الولادة دون الـ24 أسبوعاً، لا يتمّ العمل على الإنعاش في لبنان، بحسب مرعب، بما أنّ الرئتين و#الدماغ لا يكونان مكتملين لجهة الوظائف، بحيث لا يمكن أن يعيش الطفل عندها.

أمّا بين الأسبوعين الـ24 والـ28 فثمّة #مضاعفات عديدة يمكن توقّعها ويتمّ العمل على الحدّ منها قدر الإمكان. علماً أنّ منها ما يحصل مباشرة ومنها ما يمكن أن يظهر أو يستمرّ للمدى البعيد، وأنّ كافّة الأعضاء تكتمل بين الشهرين الثالث والخامس، إنّما لا تكتمل وظائفها:

- Advertisement -

-النزف في الرأس بدرجات متفاوتة وبقدر ما تكون كمية الدم كبيرة، تكون المضاعفات البعيدة المدى أكثر أهمية نظراً لتداعيات هذه الحالة. مع الإشارة إلى أنّ ثمّة أطفال يمكن أن يجدوا صعوبات في المشي في فترة لاحقة ويكون السبب وراء ذلك النزف في حال الولادة المبكرة، بما أنّ الشرايين في الرأس تكون عندها صغيرة ورفيعة بشكل زائد.

أمّا بالنسبة إلى الدماغ فبقدر ما تكون الولادة مبكرة يتأثر أكثر بعد.

– مشكلات في العينين: بما انّ شبكة العين لا تكون قد اكتملت بعد. فيكون الطفل لذي يولد قبل الـ32 أسبوعاً عرضة لها بشكل خاصّ، ويحتاج إلى الأوكسيجين لفترة طويلة نسبياً. هذا ما يستدعي حكماً تتبّع الحالة وإجراء الفحص اللازم لعيني الطفل عند الأسبوع السادس من الولادة، فيتمّ التأكّد إذا ما كانت الحالة موجودة فعلاً وتستدعي المزيد من المتابعة، أو إذا لم تكن هناك أيّ مشكلة. علماً أنّه بقدر ما يولد الطفل في مرحلة مبكرة أكثر يكون الخطر أكبر عندها.

– مشكلات في السمع: في حال حصول ولادة مبكرة يمكن أن تعطى للطفل أدوية معينة ولا يمكن تجنّبها فتؤثّر على حاسّة السمع لديه ولا بدّ من أخذ ذلك بعين الاعتبار.

– مشكلات في الرئتين: لا تكتمل #الرئتان قبل الأسبوع الـ24 من الحمل، من هنا إنّ الطفل لا يكون له أمل بالعيش في حال الولادة قبل هذه الفترة. أمّا بعدها فمن الممكن أن تكونا قد اكتملتا. إنّما في الوقت نفسه، فإذا اكتمل نمو الرئتين فمن الممكن أن يكون هناك نقص في مادة الـsurfactant التي تفرزها الرئتان من هذه المدّة.

وإذا لم تكن وظائف الرئتين قد اكتملت يوضع جهاز التنفس والأكسيجين حكماً، وهذا ما يمكن أن يزيد من المضاعفات البعيدة المدى في الرئتين. فاعتماد الأوكسيجين لمدة طويلة لأكثر من 4 أسابيع يزيد من خطر التعرّض إلى مشكلات رئوية بحيث تصبح هذه نقطة ضعف لدى الطفل حتى لسنوات لاحقة، بحسب ما توضحه مرعب، بما أنّ الرئتين تزدادان جموداً ويتراجع معدل المرونة فيهما.

وهذا يؤدّي من خلال اعتماد جهاز التنفّس لمدّة طويلة إلى زيادة خطر تضرّر شبكة العين بما أنّ الشرايين تتأثر بنسبة كبرى. في كلّ الحالات، يجب الحدّ قدر الإمكان من الاعتماد على جهاز التنفّس مهما كانت هناك حاجة إليه. فيجب محاولة الاستغناء عنه حتّى يتمكّن الطفل من التنفّس تلقائيّاً إلى حين يصبح من الممكن التخلّي عن الجهاز تماماً، ما يساعد على الحدّ من خطر تعرّضه للالتهابات. ووفق ما توضحه مرعب، يعتبر الطفل الذي ولد قبل أوانه يعاني من انخفاض مستوى المناعة فيكون أكثر عرضة

للالتهابات، وقد تكون هناك حاجة إلى المضادّات الحيوية وإلى التنبّه إلى كلّ ما يوضع للطفل من أنابيب.

الدماغ: يعتبر الوزن معياراً أيضاً. فعندما يكون الطفل صغير الحجم يكون الدماغ أكثر هشاشة ويزيد احتمال تعرّض الطفل للمشكلات. ويمكن أن يؤثّر الالتهاب الذي يتعرّض له الطفل أيضاً على الدماغ.

بشكل عام، إذا كان حجم الطفل صغيراً، أيّاً كان أسبوع الحمل الذي يولد فيه، لا بدّ من الاستناد على الوزن لتحديد الحاجة غلى الحاضنة والرعاية الخاصّة. وبقدرما يكون وزنه جيّداً يكون الخطر أقلّ عليه لجهة كافة المضاعفات. مع الإشارة إلى أنّ التعويض عن الوزن والطول بالنسبة إلى الطفل الذي ولد ولادة مبكرة يتطلّب عامين، وعندها يمكن مقارنته بالطفل الذي ولد في الموعد المحدّد له.

ومن الأمور التي يجب التنبه لها أيضاً وتنصح بها مرعب، تأخير إطعام الطفل حتّى لا تتعب أمعاؤه. والأفضل له حليب أمه لأنّه أكثر ما يساعده في هذه الحالة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.