مشاركة حساب “نتفليكس” قد تصبح مكلفة… لماذا تختبر الشركة فرض رسوم إضافيّة؟
تجاهلت “#نتفليكس” لسنوات حقيقة أنّ العديد منّا يستغلّ حسابات أصدقائنا وعائلاتنا للمشاهدة على منصّتها، و
لكن يبدو الآن أنّ عملاقة البثّ تعيد النظر في هذه السّياسة، وهو تحوّل يأتي مع تباطؤ نموّ الشركة وتخفيض ميزانية الإنتاج السنويّة، بهدف تحقيق نتائج جديدة أعلى من أيّ وقت مضى. بعبارة أخرى، تحتاج “نتفليكس” المزيد من المال.
أعلنت الشركة الأسبوع الفائت أنّها تختبر ميزة لمشاركة كلمة المرور بشكل يحدّ من عدد الحسابات التي يمكن مشاركتها مع الأشخاص خارج المنزل الواحد. كجزء من الاختبار، ستوفّر “نتفليكس” للمستخدمين في تشيلي وكوستاريكا وبيرو القدرة على إضافة ما يصل إلى عضوين إضافيين إلى حساباتهم، ما سيكلّف نحو 3 دولارات فوق التكلفة الشهريّة للاشتراك.
لطالما كانت “نتفليكس” متساهلة للغاية بشأن مشاركة كلمات المرور، حيث وصف رئيس الشركة ريدز هاستينغز الأمر بـ”الإيجابيّ” في الماضي. إلّا أنّ الشركة أشارت العام الفائت إلى أنّها قد تجد طرقاً لفرض إجراءات صارمة ضدّ الحسابات المشتركة، غالباً من خلال تلك التي تمّ الإعلان عنها هذا الأسبوع، وفقاً لموقع “ذا فيرج“.
الأمر المختلف بشأن الاختبار الجديد هو أنّه بدأ في لحظة حرجة للشركة، فقد نمت “نتفليكس” بشكل هائل بنموّ عدد المشتركين، ولكن في الآونة الأخيرة، بدأ هذا العدد بالتلاشي. ومقارنة مع ميزانية المحتوى الذي تنتجه الشركة، والتي تصل إلى عشرات المليارات، تحتاج “نتفليكس” إلى الإبداع في كيفيّة جني الأموال، ومن المؤكّد أنّ الاختبار الأخير هو إحدى الطرق للقيام بذلك، خاصّة وأنّها أصبحت خدمةً أساسيّةً في العديد من المنازل.
قال المحلل ريتشارد غرينفيلد من شركة “LightShed Partners” لموقع “ذا فيرج”، متحدّثاً عن تناقض “نتفليكس”: “لقد تجاهلت “نتفليكس” الأمر لفترة طويلة جدًّا. عندما يصبح شيء ما مهمّاً جدًا في حياتك اليومية، من الأسهل على الشركة اتّخاذ إجراءات صارمة ضدّ أشياء مثل مشاركة كلمة المرور”.
من جهتهم، يعتبر الخبراء أنّ الفرق الرئيسيّ بين “نتفليكس” ومنافسيها أنّهم يعملون لتكون خدمتهم “مكمّلاً”، وليس منافساً مباشراً لخدمة “نتفليكس”. ومثل أيّ شركة أخرى، تواصل “نتفليكس” رفع أسعارها للمساعدة في تعويض تكاليفها، حيث من المقرّر أن تعلن عن أحدث زيادة في الأسعار في وقت لاحق من هذا الشهر.
لذا، يصحّ القول إنّ وقف مشاركة الحساب يوفّر طريقاً بديلاً لإضافة أعضاء يدفعون مقابل الخدمة، إذ يشير غرينفيلد إلى أنّ الإجراءات الصارمة المتعلّقة بكلمات المرور يمكن أن تكون إحدى الطرق التي تضيف بها “نتفليكس” ما بين 10 إلى 20 مليون مشترك في سوقها بالولايات المتّحدة، على سبيل المثال، قائلاً: “هذه هي الطريقة التي تسدّ بها الفجوة المتبقّية”.
تجدر الإشارة إلى أنّ “نتفليكس” لا تزال تسمّيها “اختباراً” في الوقت الحاليّ، ومن المحتمل أن تعتمد على بعض الاستراتيجيّات البديلة لإيقاف حسابات الأشخاص خارج منازلنا.
التعليقات مغلقة.