26/2/2022
Related Posts
قد يعجبك ايضا
على الرغم من أن أفلام “غودزيلا” (Godzilla: King of the Monsters) من أعمال الخيال العلمي، فهل تساءلت يوما عن سبب عدم وجود غودزيلا في الواقع أو عدم وجود أي مخلوق على وجه الأرض بهذا الحجم الخيالي؟
ففي الوقت الذي يبلغ فيه ارتفاع أحدث غودزيلا في سلسلة هذه الأفلام 119 مترا، فإن أكبر حيوان معروف على وجه الأرض هو الحوت الأزرق، وهو من الثدييات البحرية التي تنمو حتى يصل طولها إلى 30.5 مترا، ويمكن أن تزن 200 طن، أي ربع حجم غودزيلا فقط.
أما أكبر حيوان بري -وفقا للمقال المنشور في موقع “ساينس ألرت” (Science Alert)- فهو من شجرة عائلة الديناصورات وينتمي إلى فرع “سوروبود”، وهي حيوانات رباعية ضخمة ذات رقبة طويلة متوازنة بذيل طويل يمكن أن يتجاوز 40 مترا وتزن 70 طنا، إن لم يكن أكثر.
من المستحيل بيولوجيا أن ينمو أي كائن حي ليقترب من حجم غودزيلا في الحياة الواقعية، وذلك وفقا لما جاء في مقال لموقع “بيزنس إنسايدر” (Business Insider)، نقلا عن مايك حبيب عالم الحفريات في متحف التاريخ الطبيعي في مقاطعة لوس أنجلوس، وخبير الزواحف العملاقة الذي يساعد أيضا في تصميم مخلوقات خيالية للتلفزيون والأفلام. ويرجع ذلك لعدة أسباب:
أنت تستطيع رفع ساقك أو ذراعك فقط لأن دماغك يطلق إشارات إلى الأعصاب في عضلات ساقك وذراعك. وتنتقل هذه الإشارات بسرعة تقدر بحوالي 100 متر في الثانية؛ وبالتالي، فإن الرسالة من الدماغ إلى الرجل تكون فورية تقريبا.
بالنسبة لغودزيلا، سيستغرق الأمر أكثر من ثانية كاملة حتى تنتقل الإشارات العصبية بطول جسده؛ وبالتالي، ستكون سرعته في التوصيل العصبي بطيئة لدرجة أنه لا يستطيع الحركة. ومن ثم، سيستغرق فعل أي شيء وقتا طويلا جدا.
صحيح أن غودزيلا يبدو بطيئا جدا في الأفلام، لكنه في الواقع، سيكون أبطأ من ذلك بكثير.
في هذه الحال، سيكون العثور على فريسة لتناول الطعام أمرا صعبا للغاية، حتى أنه سيفضل تفادي بذل المجهود والسرعة للإمساك بها؛ وبالتالي، لن يحصل غودزيلا على الطاقة الكافية لتشغيل مثل هذا القلب الضخم.
لكن حتى لو تمكن غودزيلا من التغلب على مشكلة الحركة، فلن يكون لديه الوقت لمحاربة الأعداء أو هدم المباني؛ لأنه سيكون مشغولا بالاستلقاء تحت الشمس والحصول على الحمامات الشمسية لتدفئة نفسه.
تحتاج جميع الحيوانات إلى وسيلة لتنظيم درجة حرارة الجسم، والزواحف وغيرها من الحيوانات ذوات الدم البارد تبقى دافئة بالتشمس؛ وبالتالي إذا كان غودزيلا من الزواحف، فعليه أن يقضي كل وقته مستلقيا تحت الشمس.
إذ تحتاج حرارة الشمس إلى أن تنتقل عبر أمتار من الأنسجة لتخترق جلده وتصل إلى أعضائه الداخلية، حتى يظل دافئا؛ وبالتالي، يجب أن يقضي مئات الساعات على التوالي في حمامات الشمس كي يشعر بالدفء.
ولكن ماذا لو كان غودزيلا أشبه بالثدييات؟ في هذه الحالة، لن يحتاج إلى الاعتماد على الشمس لأن المخلوقات ذوات الدم الحار تنتج حرارة أجسامها. لكن لسوء الحظ، قد يتسبب ذلك في مشكلة أخرى؛ لأن غودزيلا كبير جدا، وستصل درجة حرارته الأساسية إلى 300 درجة، فربما سيطبخ نفسه بنفسه في هذه الحالة.
وحتى لو تمكن غودزيلا في الحياة الواقعية -وبطريقة ما من التغلب على كل هذه المشاكل- فإن هيكله العظمي سوف ينهار تحت ثقله.
ويقول مايك إن وزنه يبلغ 90 ألف طن، وهذا الهيكل العظمي ليس قويا بما يكفي لدعم كل هذا الوزن.
وجدت حيوانات السوروبود خطة فعالة لتوفير طاقة الجسم، فقد استفادت بشكل جيد من نظامها الغذائي من المواد النباتية، مما سمح لرأسها الدوار بأن يتجول بحثا عن الطعام في حين يبقي الجزء الأكبر في مكانه.
وأتقنت الحيتان هذه الإستراتيجية أيضا على مدى عشرات الملايين من السنين الماضية، لتصبح أساسا أنابيب ابتلاع طويلة لموت العوالق. وبفضل مياه البحر، نجت عظام الحيتان من صدمة تحمل كل تلك الكتلة.
في النهاية، لكي ننمي حجما ضخما حقيقيا، سنحتاج إلى عالم تكون الجاذبية فيه منخفضة، أو المحيطات عميقة، أو الغلاف الجوي سميكا.
سنحتاج إلى إمدادات كثيفة من السعرات الحرارية تكون في متناول اليد ولا تحتاج إلى بذل مجهود، وقد نحتاج حتى إلى طريقة جديدة تماما لتخيل كيفية نقل المواد الحيوية حول تلك الكتلة.
التعليقات مغلقة.