يلجأ الذين يعانون من حساسية اللاكتوز إلى تجنب الزبدة، وحتى الكميات الضئيلة للغاية في الخبز والحلوى، لكن الغالبية يقررون وقف استهلاك الزبدة لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون المشبعة، والتي ارتبط تناولها بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، ورفع نسبة الكوليسترول الضار (LDL).
وهؤلاء يستخدمون بدلا من الزبدة منتجات الألبان الأخرى، مثل الكريمة، وهي الخيار الذي لن يلجأ له من يرغب في تقليل كمية السعرات الحرارية التي يتناولها، لخفض وزنه، بل سيلجأ لزبدة الجوز ليستمتع بفردها على خبز الشوفان.
هل ينبغي وقف تناول الزبدة؟
في الوقت الذي يعترف الجميع بمذاق الزبدة الشهي، فإنها غنية بالدهون، والسعرات الحرارية، وبلا أية قيمة غذائية، لكنها لذيذة بلا شك، وتمنح المخبوزات قواما هشا ورطبا لا تحققه المنتجات الأخرى. لكن، حتى إذا اخترت وقف تناول الزبدة، سيبقى السؤال الأهم: ما سيحل محل الدهون المشبعة إذا ما قام شخص ما بتقليل كميتها في نظامه الغذائي؟
لقد حذر والتر ويليت، رئيس قسم التغذية في كلية هارفارد للصحة، من أن التركيز الشديد على التخلص من الدهون من وجباتنا الغذائية أدى -في كثير من الحالات- إلى استبدال الدهون الصحية بالسكريات والأطعمة الكربوهيدراتية الأخرى، وهما أكبر مصادر السعرات الحرارية، وقد تكون في الواقع أسوأ على صحتنا، ليبقى خطر الإصابة بأمراض القلب كما هو.
إذا تم استخدام الدهون المتعددة غير المشبعة أو الدهون الأحادية غير المشبعة، مثل زيت الزيتون والمكسرات والزيوت النباتية غير المهدرجة وثمرة الأفوكادو والأسماك الدهنية والحبوب الغنية بالألياف، بدلا من الدهون المشبعة، فسيتم تقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية عند مقارنته بنظام غذائي منخفض الدهون ويحتوي على مزيد من النشويات.
هل المارغرين بديل صحي؟
ربما تم نصح أي شخص مصاب بمستويات عالية من الكوليسترول بالبدء في استخدام المارغرين المخصب بالستيرولات النباتية، لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون المتعددة غير المشبعة والأحادية، وهو ما يساعد في خفض مستويات الكوليسترول في الدم.
ويتشابه تركيب الستيرول النباتي أو (فيتوستيرول) مع الكوليسترول في جسم الإنسان، وهو يمنع امتصاص الكوليسترول. ويوجد بشكل طبيعي في الزيوت النباتية، ولكنه موجود أيضا بكميات قليلة في المكسرات والبقوليات والحبوب ولب الخشب، ومصادره الرئيسية هي زيت فول الصويا وزيت الصنوبر.
وتؤكد مؤسسة القلب الوطنية في أستراليا أن دمج الستيرولات النباتية في النظام الغذائي قد يكون وسيلة فعالة لخفض مستويات الكوليسترول الكلي ومستويات الكوليسترول الضار، وقد يخفض البالغون مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة لديهم بحوالي 10% من خلال تناول الستيرولات النباتية يوميا اعتمادا على عمر الشخص.
ولا تعد الستيرولات علاجا لارتفاع كوليسترول الدم، لكنها بديل للسمن والزبدة للمرضى الذين لا يتوقفون عن الطهي بالزبدة، ولذلك حددت مؤسسة القلب بين 2 و3 غرامات من الستيرولات النباتية يوميا، وحذرت من أن استهلاك أكثر من ذلك لن يفيد، بل سيؤدي لزيادة الوزن، لذلك وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بتناول إجمالي 1.3 غرام يوميا مقسم على وجبتين، كجزء من نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة. لكن تبقى الأزمة، وهي أن الستيرولات لا يمكن استخدامها للطهي، لكنها مثالية للفرد على الخبز فقط.
لماذا تحتاج بديلا؟
تعتمد أفضل بدائل الزبدة على كيفية استخدامها، فالبدائل عند الطهي تختلف عن المعجنات وعن فردها على الخبز، وقد تحتاج إلى العديد من بدائل الزبدة لتلبية جميع احتياجاتك، لكن بكميات محددة.
- زيت الزيتون: يعتبر بديلا للزبدة عند الطهي، لكن قد تحتاج إلى استخدام كمية أقل منه عند الطهي أو الخبز لقوامه السائل.
- زيت جوز الهند: يمكن استخدامه بديلا في الطهي والخبز، لكن يجب التفرقة بين الزيت المكرر، وهو المثالي للطهي، وغير المكرر الذي يتجمد في درجات الحرارة المنخفضة، وهو مثالي للخبز.
- زبدة الجوز: نظرا لأنها غنية بالدهون والسعرات الحرارية، فإنه يجب استخدام زبدة المكسرات بكميات صغيرة في وصفات الخبز.
- الأفوكادو: يمكن استخدام زيته والأفوكادو المهروس بدائل للزبدة في الطهي والخبز، ويمكنك أيضا دهن الأفوكادو المهروس على الخبز ليمنحك مذاقا ناعما يفوق الزبدة.
- الزبادي اليوناني: إذا كنت تريد مصدرا صحيا للدهون والبروتين، فيجب أن تمنح هذا النوع فرصة عند الخبز، لأنه مفيد في الحفاظ على رطوبة المعجنات.
نصائح
نشر موقع كليفلاند كلينك عدة نصائح لمرضى الكوليسترول، وحثهم على الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على وزن صحي، واختيار الأطعمة مثل: خبز الحبوب الكاملة والأرز البني والمعكرونة البنية والخضراوات والفواكه والبقوليات واللحوم والدواجن منزوعة الدهن والأسماك الزيتية ومنتجات الألبان قليلة الدسم والمارجرين القابلة للدهن، وتناول الأطعمة الغنية بالستيرول النباتي، والحد من الأطعمة الغنية بالكوليسترول بما في ذلك صفار البيض، وممارسة نشاط بدني متوسط لمدة 30 دقيقة على الأقل كل أيام الأسبوع، والالتزام بتناول الأدوية الخافضة للكوليسترول كما وصفها الطبيب.
كذلك توصي جمعية القلب الأميركية بالاكتفاء بما لا يزيد على 5% من السعرات الحرارية اليومية، أو ما يقرب من ملعقتين كبيرتين من الزبدة، أو أونصتان من الجبن الشيدر، للشخص العادي الذي يتناول حوالي 2000 سعر يوميا.
التعليقات مغلقة.