العلماء يعيدون إنماء أرجل مبتورة لضفادع..هل تنجح العملية مع البشر؟!
تعرف الحياة أحيانا صنع المعجزات، فتعيد ذيلا مفقودا إلى سحلية أو مخلبا إلى سلطعون مشلول. لكن من ناحية أخرى، نجد أن تجديد ساق مفقودة في الثدييات يعد أمرا مستحيلا بداهة. لكن هل يمكن أن يتغير هذا الوضع؟
يجيب الكاتب جايل لومبارت عن هذا التساؤل في مقاله الذي نشرته صحيفة “لوباريزيان” (Le Parisien) الفرنسية بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني الماضي، من خلال البحث الذي نشرته مجلة “ساينس أدفانسز” (Science Advances).
إنماء أرجل مبتورة
يقول لومبارت إن علماء من جامعة تافتس في بوسطن ومعهد ويس التابع لجامعة هارفارد نجحوا في إعادة إنماء أرجل مبتورة لمجموعة من الضفادع، مما زاد الأمل في تحقيق الشيء نفسه مع الثدييات، ومع البشر تحديدا.
يذكر الكاتب أن العملية التي تم استخدامها كانت بسيطة للغاية؛ حيث قام الباحثون بتطبيق مزيج من 5 عقاقير على الجروح لمدة 24 ساعة عن طريق تغليفها بغطاء سيليكون يسمى “بيو دوم”، وبعد هذا العلاج القصير نما الجزء العلوي من الساقين مرة أخرى بعد 18 شهرا، وأكد فريق البحث أن الأطراف الجديدة كانت مكتملة وظيفيّا وسمحت للضفادع بالسباحة مثل غيرها مرة أخرى.
وينقل الكاتب عن نيروشا موروغان، المؤلف الرئيسي للدراسة، تأكيده أن الحيوان المُعالج كانت لديه حركة متعمدة وكان يستجيب لأخف تحفيز لمسي، في حين أن الحيوانات غير المعالجة لم تستجب لأي مستوى من التحفيز اللمسي، مما يشير إلى أن الحيوانات التي عولجت بالدواء استعادت نمو أعصابها ووصلاتها الحركية.
اختيار غير عشوائي
ويوضح الكاتب أن البرمائيات المستخدمة في التجربة لم يتم اختيارها بشكل عشوائي؛ فضفدع القيطم الناعم -وهو ضفدع أفريقي ذو مخالب- مثله مثل الإنسان يفقد قدرته على التجدد مع نموه.
يقول عالم الأحياء بجامعة تافتس -حسب الكاتب- “تنتقل الضفادع من كونها متجددة تماما، عندما تكون في مرحلة الشرغوف، إلى كائنات غير متجددة تماما مثل البالغين، وهذا مشابه للبشر، في وقت مبكر من عملية النمو لدينا، وفي المرحلة الجنينية وفي السنوات المبكرة ما بعد الولادة، يمتلك البشر بعض القدرة على التجدد ولكنهم يفقدونها تماما في مرحلة البلوغ”.
ويبين لومبارت أنه بشكل طبيعي، تتم تغطية الإصابات الكبيرة في الساقين أو الذراعين بخلايا الجلد بسرعة لحماية الفرد من فقدان الدم أو العدوى، وهو ما يمنع الأطراف من إعادة النمو.
ويضيف الكاتب أنه على العكس من ذلك؛ فإن استخدام “بيو دوم” بعد فترة وجيزة من البتر من شأنه أن يضع الجرح في بيئة معقمة، بشكل يحاكي السائل الأمنيوسي الذي يسمح بنمو الجنين في رحم الأم؛ حيث يقول مايكل ليفين، المؤلف المشارك للدراسة، “الفكرة باختصار هي التحكم في الأحداث الأولى، عندما تقرر الخلايا لأول مرة ما الذي ستفعله”.
وفي رده على تساؤل حول مساهمة هذا الإنجاز في فتح آفاق الطب البشري؛ أجاب نيروشا موروجان -حسب الكاتب- بأن العملية قابلة للتطوير بهدف استخدامها على البشر، مشيرا إلى أن التجارب ستجرى أولا على الثدييات الأصغر. كما قال مايكل ليفين أيضًا في تعليقه على الموضوع “نحن بالتأكيد لسنا مستعدين للاختبارات البشرية، لكنني أعتقد أنها خطوة مهمة على الطريق نحو تطبيق سريري محتمل”.
التعليقات مغلقة.