اكتشاف حفرية مذهلة لأحد أقارب التمساح مع بقايا ديناصور في معدته
- Advertisement -
- Advertisement -
منذ حوالي 95 مليون سنة في ما يعرف الآن بأستراليا، قام أحد أقارب التمساح الحالي بافتراس ديناصور صغير بفكه القوي وابتلعه كاملا، ونفق التمساح بعد فترة وجيزة بعد التهامه للديناصور الصغير الذي هضم جزئيا في بطنه وتحجر بعدها. واكتشف العلماء بقايا التمساح القديم ووجبته الأخيرة، التي كانت محفوظة جيدا في موقع يعود تاريخه إلى العصر الطباشيري (منذ حوالي 145.5 مليون إلى 65.5 مليون سنة)، في حوض أستراليا العظيم.
وأفاد الباحثون في دراسة جديدة -نشرت في دورية “غوندوانا ريسيرش” (Gondwana Research) في العاشر من فبراير/شباط الجاري- بأن طول التمساح القديم يزيد على 2.5 متر عند نفوقه، ومن المحتمل أن حجمه كان ليزداد عن ذلك لو عاش.
وكان الديناصور الصغير من فصيلة الأورنيثوبود الصغيرة -وهي مجموعة عاشبة ذات قدمين في الغالب تضم ديناصورات لها منقار يشبه منقار البطة، وهذه هي أول عظام أورنيثوبود توجد في هذا الجزء من القارة، وقد يكون هذا الحيوان نوعا غير معروف من قبل.
وعلى الرغم من أن أحفورة التمساح كانت بها أجزاء مفقودة من ذيلها وأطرافها الخلفية وجزء كبير من حوضها، فإن جمجمتها والعديد من عظام بقية الجسم كانت سليمة.
أطلق العلماء على قريب التمساح اسم “كونفراكتوسوتشوس صوروكتنوس” (Confractosuchus sauroktonos)، وهو عبارة عن فم (يشبه إلى حد كبير الديناصور الذي ابتلعه التمساح العملاق بالكامل تقريبا)، ولكن هذا لأنه يحتوي على الكثير من المعلومات حول الحفرية. وبحسب الدراسة، فإن الاسم المرهق -جنس ونوع جديد- يُترجم من كلمات باللغتين اللاتينية واليونانية وتعني مجتمعة “التمساح قاتل الديناصورات المكسور”.
جاء اسم “قاتل الديناصورات” من محتويات الأمعاء الأحفورية، بينما تشير كلمة “مكسور” إلى المصفوفة الحجرية المحيطة بالحفرية، والتي تحطمت في أثناء التنقيب عام 2010 وكشفت عن عظام أصغر داخل بطن التمساح، وفقا لبيان صادر عن متحف “عصر الديناصورات الأسترالي” (Australian Age of Dinosaurs) في وينتون، كوينزلاند.
ووفقا للتقرير المنشور على موقع “لايف ساينس” (Live Science) فقد تعايشت التماسيح لأول مرة مع الديناصورات في العصر الترياسي (منذ 251.9 مليون إلى 201.3 مليون سنة)، وتشير الأدلة السابقة إلى أنها وجدت بعض الديناصورات لذيذة الطعم، واقتاتت عليها.
وتشير علامات الأسنان الموجودة على عظام الديناصورات المتحجرة (وفي إحدى الحالات، الأسنان المغروسة في العظام) إلى أن بعض التمساحيات تناولت العشاء على الديناصورات، إما بمطاردتها وصيدها أو جمع بقاياها.
وحسبما أفاد العلماء، يقدم هذا الاكتشاف الجديد أول دليل قاطع يظهر أن التماسيح الطباشيرية العملاقة قد أكلت الديناصورات، لكن علماء الأحافير نادرا ما يجدون محتويات الأمعاء المحفوظة في التمساحيات، ربما لأن أحشاءهم تحتوي على أحماض شديدة التآكل، مثل تلك الموجودة في التماسيح الحديثة.
ونظرا لأن عظام الديناصورات الصغيرة كانت هشة للغاية بحيث لا يمكن إزالتها من الصخور المحيطة بها، قام الباحثون بمسح بطن التمساح باستخدام أجهزة التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة السينية (CT) ثم قاموا بإنشاء نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد للعظام الدقيقة. وحسبوا أن أورنيثوبود يزن ما يقرب من 1.7 كيلوغرام.
وبينما تُظهر محتويات معدة التمساح أن وجبته الأخيرة كانت عبارة عن ديناصور صغير، فمن المحتمل أن يكون الحيوان المفترس قد التقط حيوانات أخرى من العصر الطباشيري أيضا. مع ذلك، ربما كانت الديناصورات جزءا منتظما من نظامه الغذائي، وفقا للدراسة.
وأفاد الباحثون أن معظم الهيكل العظمي للديناصور كان لا يزال متصلا بعد ابتلاعه، ولكن بينما كان قاتل الديناصورات يأكل وجبته، عضه بشدة لدرجة أنه كسر أحد فخذي أورنيثوبود إلى النصف، وترك سنا مغروسا في عظم الفخذ الآخر.
وقال مات وايت، باحث مشارك في متحف عصر الديناصورات الأسترالي، في بيان صحفيللمتحف “من المحتمل أن تكون الديناصورات تشكل موردا هاما في شبكة الغذاء البيئي في العصر الطباشيري”.
وأضاف “نظرا لعدم وجود عينات عالمية قابلة للمقارنة، فإن هذا التمساح الذي يعود إلى عصور ما قبل التاريخ ووجبته الأخيرة سيستمران في تقديم أدلة على علاقات وسلوكيات الحيوانات التي سكنت أستراليا منذ ملايين السنين”.
التعليقات مغلقة.