4/1/2022
Related Posts
Prev Post
قد يعجبك ايضا
هل تساهم الشهور شديدة البرودة في فصل الشتاء في زيادة الشهية والرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة؟
في العصور الماضية -قبل وقت طويل من أن يعيش البشر في بيوت دافئة معزولة عن الطقس البارد، وقبل أن يكونوا قادرين على شراء مجموعة متنوعة من الطعام في متجر البقالة المحلي في أي وقت يريدون- كان الشتاء وقتا خطيرًا. إذ كان حصاد الخريف يحدد كمية الطعام المتوفرة خلال الأشهر الباردة، وبمجرد استخدام هذه الإمدادات، كان من الصعب الحصول على موارد إضافية ما لم تكن غنيا جدًا.
لهذا السبب، قد تكون الرغبة في الإفراط في تناول الطعام عند أول تلويح بالطقس البارد متأصلة بعمق في تركيبتنا البيولوجية. إنه دافع للبقاء على قيد الحياة منذ وقت سابق، عندما كانت أجسامنا تحاول تخزين كل السعرات الحرارية التي يمكنها مساعدتنا على البقاء على قيد الحياة في أوقات الندرة.
كما يفسر سبب شغفنا بالأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكر والدهون، بأن أجسامنا تأمل تخصيص مخازن كافية لضمان الحفاظ على الحياة.
هناك عامل آخر يجب مراعاته، وهو أن استهلاك السعرات الحرارية يعمل أيضًا على تدفئة الجسم، إذ إنك تضيف الطاقة إلى نظامك، لأن الطقس البارد يجعل درجة حرارة جسمك تنخفض، قد تشعر بالحاجة إلى تناول المزيد من الطعام.
المهم هو أنك إذا استجابت لهذا الدافع من خلال الانغماس في تناول الأطعمة عالية السكر والدهون، فسوف تتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم، يليه انخفاض يجعلك تشعر بالبرودة والجوع أكثر من ذي قبل، وهو ما يعني دائرة مفرغة من الجوع، وتعرضك لخطر زيادة الوزن بسبب استهلاك السعرات الحرارية الزائدة.
يعني فصل الشتاء أن النهار أقصر من الليل، أي أن التعرض لضوء الشمس نادر إلى حد كبير، ومن ثم يعاني كثيرون من نقص فيتامين “د”. وقد تعاني أيضًا من انخفاض مستويات السيروتونين -وهو ناقل عصبي مرتبط بمشاعر السعادة والرفاهية- الذي ينتج أيضًا عن التعرض لأشعة الشمس.
وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي يميلون إلى اشتهاء الكربوهيدرات، لأنها تساعد الجسم على استخدام التربتوفان، وهو حمض أميني يمكن تحويله إلى سيروتونين لزيادة المستويات المتدنية في الدم.
يقول إيرا أوكين، اختصاصي أمراض القلب في كلية الطب بجامعة ماساشوستس، “نحن مدفوعون بأشياء مزروعة في دماغنا منذ وقت طويل جدًا”.
لقد وثق بحث أوكين أن تناول السعرات الحرارية يميل إلى الزيادة مع تحول الطقس إلى برودة. كما أشار إلى دراسة أخرى أجريت في جامعة جورجيا تؤكد زيادة الرغبة في تناول الطعام تزامنا مع فصل الشتاء.
تابع الباحثون عن كثب نمط تناول الطعام لدى أعداد كبيرة من الناس من موسم إلى آخر. وتبين أن الأشخاص الخاضعين للدراسة استهلكوا نحو 200 سعر حراري إضافي يوميًا بدءًا من الخريف عندما تصبح الأيام أكثر قتامة.
يقول أوكين إننا نبدو حساسين جدًا للضوء. وأضاف أن القليل منه يدفعنا إلى البحث عن الطعام وتناوله بشكل أسرع.
بينما تقدم مارسيا بيلشات من مركز مونيل كيميكال سينسيز في فيلادلفيا، تفسيرا آخر بأنه “من المحتمل أن تكون عاداتنا الغذائية في الشتاء وليدة الفرص. هناك المزيد من ولائم الأعياد، وبقايا طعام أفضل، وفرص أقل لممارسة الرياضة في الخارج. إذ يبدو أن بيئتنا تحثنا على تناول الطعام”.
وأضافت “غالبًا ما ترتبط هذه الحلوى بذكريات جيدة. والارتباطات التي لدينا -الذكريات المرتبطة بالأطعمة- يمكن أن تجعلنا نريدها أكثر”.
وأوضحت أنه كلما أصبح الارتباط أقوى بين الطعام وذاكرة حب الطعام، زاد احتمال الانغماس وتناوله بصورة عشوائية”.
تقول جانيت بوليفي، التي تدرس سيكولوجية الأكل في جامعة تورنتو في ميسيسوجا، “هناك علاقة قوية بين تناول البروتين والوصول إلى حالة الشبع”.
وأضافت أن الحرمان من الطعام بالكامل يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية ويدفع إلى الإفراط في تناوله. فإذا كنت تشتهي الكربوهيدرات، فحاول إضافة بعض البروتين.
إذا كنت تشعر بالبرد الشديد وفي حاجة إلى تناول مشروب ساخن، فتجنب مشروب الشوكولاتة الساخنة واستبدله بالشاي الساخن، لا سيما الشاي بالتوابل مثل الحبهان (الهيل) والقرنفل، أو استمتع بمشروب القهوة، وتجنب إضافة الكريمة المحلاة أو إضافة المارشملو أو كميات كبيرة من السكر.
وقد تصبح أنواع الحساء التي تحتوي على البقوليات مثل الفاصوليا أو العدس بديلا جيدا لحساء الكريمة.
حتى لو لم تمارس الرياضة بانتظام، فيمكنك التحرك داخل المنزل أو شراء الطلبات بنفسك، إذ ستحفز جسمك على الحركة وستبقى نشيطا، وستلهي عقلك عن التفكير في أنواع الطعام غير الصحية.
اخدع مخك بالشعور بالشبع من خلال تناول الطعام المليء بالكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان والشعير والأرز البني وخبز الحبوب الكاملة في نظامك الغذائي.
Prev Post
التعليقات مغلقة.