كم مرة استيقظت أثناء النوم منزعجا بعد أن أفلت بأعجوبة من صراع أثناء النوم مع شخص أو شبح أو شيء مجهول، وشعرت بالاختناق والعجز عن المقاومة والرغبة في الصراخ طلبا للنجدة لكنك تفقد صوتك، فتظل تقاوم من أجل الهروب حتى تستيقظ لتكتشف أن ما رأيته وعشته بكل جوارحك كان مجرد حلم.. أو كابوس؟
بعد الاستيقاظ وإدراك النجاة، ستحاول استعادة الأحداث التي عادة تتذكرها جيدا، ولا سيما أنها ستكون من الأحلام واضحة الأحداث والتفاصيل، وستذكر جيدا أنك كنت عاجزا عن الحركة، وتشعر بالشلل التام، نعم هو بالفعل شلل مؤقت للغاية، يصفه العلماء بشلل النوم.
لنأخذك سريعا في رحلة لتفسير هذه الحالة التي ربما مرّ بها الجميع ولو مرة واحدة في حياتهم على الأقل.
شلل النوم
شلل النوم، هو عجز مؤقت عن الحركة يحدث مباشرة بعد النوم أو عند الاستيقاظ.
وبحسب تعريف مؤسسة النوم، يظل النائم واعيا خلال هذه النوبات التي غالبًا ما تنطوي على هلوسة مزعجة وإحساس بالاختناق.
كما يعتقد الباحثون أن شلل النوم هو حالة مختلطة من النوم واليقظة ومرحلة “حركة العين السريعة” (REM)، وهذا ما يفسر الشعور بأعراض مؤلمة خلال حدوثها.
وتتضمن مرحلة حركة العين السريعة أحلامًا مفعمة بالحيوية بالإضافة إلى التوتر.
ويصف موقع ويب ميد حالة شلل النوم بفقدان السيطرة على العضلات لفترة وجيزة يتبعها شعور بالوهن، والمعروفة باسم “أتونيا” (Atonia).
يصنف شلل النوم على أنه نوع من الباراسومنيا، وتعني السلوكيات غير الطبيعية أثناء النوم، نظرًا لارتباطها بمرحلة “حركة العين السريعة” (REM) من دورة النوم.
بماذا تشعر؟
أثناء نوبة شلل النوم، يرسل الدماغ إشارات تعمل على إرخاء عضلات الذراعين والساقين، فتشعر بالوهن أو العجز التام، لكنك تكون مدركًا لما يحيط بك ولا تستطيع الحركة أو الكلام. لكن لا يزال بإمكانك التنفس وتحريك عينيك، وتشعر أيضا بشدّ حول حلقك.
المثير في الأمر أن إشارات المخ التي ترخي العضلات تمنعك من تحريك أطرافك، ومن ثم تحميك من إيذاء نفسك في ذلك الحلم المتوتر.
كثير من الناس يسمعون أو يرون أشياء غير موجودة، حتى بعدما تستعيد وعيك ستظل غير قادر على الحركة لثوانٍ، مما يجعل الأمر مرعبا وغير مُفسر.
وتستمر مدة نوبات شلل النوم ما بين بضع ثوانٍ وبضع دقائق، بحسب موقع كليفلاند كلينك.
أسباب شلل النوم
يعتقد الباحثون أن شلل النوم ناجم عن اضطراب دورة حركة العين السريعة، لأنه يحدث في الغالب عندما يدخل النائم في مرحلة (REM) أو يخرج منها.
وتشير الدراسات إلى أن ما بين 25% و50% من الأميركيين أصيبوا بشلل النوم مرة واحدة على الأقل.
مَن يصاب بشلل النوم؟
يعتقد خبراء النوم أن شلل النوم قد يكون وراثيا جزئيا. وتشمل الأسباب الأخرى الإجهاد والنوم المضطرب.
كما وجدت العديد من الدراسات روابط بين القلق الاجتماعي (Social anxiety) أو اضطراب الهلع (Panic Disorder) وشلل النوم.
ويمكن أن يحدث شلل النوم النادر لدى الأشخاص من جميع الأعمار. وهو أكثر شيوعًا ولا سيما في حالات الحرمان من النوم بالاقتران مع جدول النوم المتغير، والذي قد يحدث إذا كنت طالبًا في فترة الامتحانات أو تعمل في دوامات متغيرة المواعيد.
أما شلل النوم المتكرر فهو أحد أعراض التغفيق أو الخدار (Narcolepsy)، وهو اضطراب مزمن في النوم والاستيقاظ. ويتميز بالنعاس الشديد في أثناء النهار ونوبات النوم المفاجئة، والاستيقاظ الليلي المتكرر.
وغالبًا ما يجد الأشخاص المصابون بالخدار صعوبة في البقاء مستيقظين لفترات طويلة من الوقت.
كيف يمكن التخلص من نوبات شلل النوم؟
لا توجد علاجات مثبتة يمكن أن توقف نوبة شلل النوم، وليس هناك الكثير مما يمكنك فعله لمنع حدوث شلل النوم. ولكن هناك خطوات يمكنك اتخاذها لتقليل المخاطر، بحسب الدكتورة كليت كوشيدا، أخصائية النوم.
تنصح كوشيدا بتجنب نوم القيلولة غير المنتظمة، فتقول “يبدو أن القيلولة أكثر عرضة للإصابة بشلل النوم، إلا إذا كنت في القيلولة تنام دائمًا في نفس الوقت كل يوم”.
وأضافت “احصل على أكبر قدر ممكن من النوم، إذ هناك بعض الأدلة على أن الأشخاص المحرومين من النوم يدخلون إلى حركة العين السريعة بسرعة كبيرة، مما يعني أنهم ما زالوا مستيقظين لكن أجسادهم مشلولة”.
بعض الأشخاص الذين يعانون من شلل النوم بصورة متكررة، يفيدون بأن التركيز على القيام بحركات جسدية صغيرة (مثل تحريك إصبع ثم آخر) يساعدهم في الخروج من هذه الحالة والتعافي بسرعة أكبر.
وكذلك لا تنم على ظهرك، فقد وجد خبراء النوم علاقة بين النوم في وضع الاستلقاء والتعرض لشلل النوم.
إلى جانب بعض النصائح التي تساعدك على النوم المستقر ومنها:
- ضع جدولا محددا للنوم والاستيقاظ.
- اخلق بيئة نوم مريحة ومظلمة وهادئة.
- ضع الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب بعيدًا قبل النوم.
- الاسترخاء قبل النوم عن طريق الاستحمام أو القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
متى تلجأ إلى الطبيب؟
إذا تكررت حالات شلل النوم كثيرا، ولا سيما إن كنت تشعر بالنعاس المفرط أثناء النهار، أو إذا كنت تعاني من توقف التنفس أثناء النوم، هنا ينبغي استشارة أخصائي النوم، وإذا كنت تتعامل مع مستويات عالية من التوتر أو القلق، فاستشر أخصائي الصحة العقلية.
التعليقات مغلقة.