9/1/2022
Related Posts
قد يعجبك ايضا
مع الانتشار السريع لشبكات الجيل الخامس “5 جي” (5G) في العديد من الدول حيث من المتوقع أن تصبح الشبكة السائدة في العالم في وقت مبكر من العام القادم 2023، بدأ العلماء حاليا النظر والبحث في الجيل التالي من الشبكات وهو شبكة الجيل السادس “6 جي” (6G) التي من المتوقع أن تبدأ العمل على نحو تجاري مع بداية عام 2030.
ولعل ما يسرّع البحث في شبكات الجيل السادس هو سبق الصين للولايات المتحدة الأميركية خصوصا، والدول الغربية عموما في تبنّي شبكات الجيل الخامس وسيطرتها على انتشارها، فقد نجحت الصين في السنوات القليلة الماضية في تحقيق انتشار عالمي واسع لشبكاتها من الجيل الخامس، بسبب أسعارها المنافسة، وقدراتها الخارقة على الاتصال مقارنة بالأجيال السابقة من الشبكات، لكن الولايات المتحدة قد تجد فرصة للعودة إلى المنافسة في مجال اتصالات الإنترنت، من خلال تطوير شبكات الجيل السادس.
وبالمقارنة مع شبكة الجيل الخامس، ستزيد شبكة الجيل السادس معدلات نقل البيانات بأكثر من 100 مرة لتصل إلى واحد تيرابايت في الثانية أو أكثر، كما أن زمن الاستجابة لشبكات الجيل السادس سيكون أقل من 100 ميكروثانية (0.1 ميلي متر في الثانية)، وهو عُشر زمن الاستجابة لشبكات الجيل الخامس، وتتفوق شبكات الجيل السادس بكثير على شبكات الجيل الخامس من حيث معدل الذروة والتأخير، وكثافة الحركة وكثافة الاتصال والتنقل، وقدرات تحديد المواقع، فضلا عن تغطية شبكات أوسع بكثير، وذلك كما ذكرت منصة “آر سي آر وايرليس” (RCRwireless) في تقرير حديث لها.
وكل هذه المميزات ستمكّن الأجهزة الذكية المرتبطة بهذه الشبكة من نقل كميات هائلة من البيانات إلى المكان المطلوب في الزمن المطلوب بسرعة قياسية، وفي هذا السياق ستحتاج شبكات الجيل السادس إلى تعديل ومواءمة الخدمات التي تقدمها لتلبية الطلبات اللازمة، ونقل البيانات القيّمة والتفاعل مع المستخدمين.
ولتلبية هذه المتطلبات، قدم باحثون من المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) التابع لوزارة التجارة الأميركية أخيرا نظرية أطلقوا عليها اسم “نظرية صندوق البريد” (mailbox theory)، وفي هذه النظرية قالوا إن شبكات الجيل السادس القادمة ستتميز بالسمات الآتية:
سيكون لشبكة الجيل السادس تطبيقات ذكية مدمجة ومبثوثة في جميع أنحاء الشبكة، بحيث تكون ذكية ومدارة ومسيطرا عليها، وستكون الشبكة قادرة على نقل وتخزين وتحليل البيانات الواسعة النطاق مع توفير إمكانية الوصول الشخصي إليها في أي زمان ومكان.
ستكون شبكة شخصية تفاعلية تركز على الطلب، حيث سيحدد المستخدمون وظائف الشبكة لجدولة الموارد عند طلبها أو الحاجة إليها، فضلا عن ذلك، سيتم ضبط الشبكة في الوقت الفعلي وفقا للتغييرات في طلب المستخدم، ويتطلب مثل هذا التصميم ذكاء اصطناعيا لضبط الشبكة مع حماية البيانات الشخصية.
مقارنة بشبكات الاتصالات التقليدية، ستقلل شبكة الجيل السادس كثيرا من عمليات النقل الزائدة عن الحاجة، وتضمن بشكل أفضل استخراج المعاني الدلالية وإرسالها بدلا من إرسال كميات كبيرة من المعلومات غير ذات الصلة بموضوع البحث، التي قد تربك المستخدمين وتشتت أذهانهم.
كما أن شبكات الجيل السادس ستؤدي إلى عالم متصل على نحو شامل ومتكامل بتكامل الاتصالات اللاسلكية والأقمار الصناعية، الذي يمكن أن يحقق تغطية عالمية من خلال تكامل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وهو ما يعني عالما متصلا على نحو دائم بعيدا عن انقطاع الاتصال الذي كان يحدث في الأجيال السابقة من الشبكات.
وحسب منصة “تيك واير آسيا” (techwireasia)، فإن تقنية شبكات الجيل السادس ستساعد الثورة الصناعية الرابعة على بلوغ ذروتها في العقد القادم من الزمن، فبسبب السرعة الفائقة في نقل البيانات والمعلومات ونطاق التردد الواسع الذي تملكه، فإن تطبيقات مثل إنترنت الأشياء الذي يتطلب اتصال عدد كبير من الأجهزة في وقت واحد بالشبكة، وسيارات الأجرة الطائرة، والأدمغة البشرية المتصلة بشكل مباشر بالإنترنت، فضلا عن تقنية الهولوغرام (الصور المجسمة في الوقت الفعلي) كلها ستصبح شيئا عاديا جدا في حياتنا. وفي الحقيقة، مع شبكة الجيل السادس، إن ما كان خيالا علميا سيصبح واقعا متجسدا وطبيعيا في حياتنا بل ضروريا لحضارتنا وطرق معيشتنا، تماما مثلها مثل شبكتي الإنترنت والكهرباء الآن.
التعليقات مغلقة.