صواريخ روسيا ضد رواد وكالة ناسا.. ماذا لو سقطت نفايات الفضاء على رؤوسنا؟
اتهمت الولايات المتحدة الحكومة الروسية بالقيام بتصرف متهور وغير مسؤول لأن الأخيرة استخدمت صاروخا أرضيا لضرب قمر صناعي في الفضاء، على مسافة قريبة نسبيا من المحطة الفضائية الدولية حيث يوجد روّاد فضاء.
أدى هذا التفجير إلى توليد أكثر من 1500 قطعة من الحطام المداري القابل للتعقب، إلى جانب آلاف القطع الأخرى التي قالت الولايات المتحدة عنها إنها تهدد مصالح جميع الدول، لكن هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها مشكلة كتلك.
حرب الفضاء
ففي ديسمبر/كانون الأول 2019، أعلنت الإدارة الصينية استياءها من قرار الإدارة الأميركية بإنشاء “قوة الفضاء”، وهي هيئة عسكرية تابعة للجيش، في إشارة إلى أن هذا يعد انتهاكا خطيرا للإجماع الدولي بشأن الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، لكن الإدارة الأميركية اتخذت هذا الإجراء بحجة حماية مصالحها في الفضاء الخارجي، خاصة بعد معلومات تقول إن الإدارتين الروسية والصينية قد امتلكتا أدوات حربية يمكن لها الوصول إلى أقمار صناعية أميركية.
وقد استخدمت الصين بالفعل صاروخا أرضيا عام 2007 لتدمير قمر صناعي خاص بها كان قد خرج من الخدمة، ونجحت هذه التجربة.
ومن جانب آخر، كانت الهند عام 2019 قد نجحت في إطلاق صاروخ من شمالي شرق البلاد ليسافر نحو 280 كيلومترا إلى الفضاء ليلتقي مع مسار قمر صناعي هندي يسمى “مايكروسات آر” ليحطمه إلى قطع صغيرة.
متوسط وزن القمر الصناعي -كالذي حطمته كل من الهند أو الصين أو روسيا- يبلغ حوالي طن، وحينما يتحطم فإنه ينشر آلاف القطع في الفضاء، ومهما كانت هذه القطع صغيرة جدا، فإنها تدور حول الأرض بسرعة 7 كيلومترات تقريبا لكل ثانية وهي سرعة هائلة تجعل الفتات الصغير ذا خطورة شديدة.
على سبيل المثال، يمكن لقطعة معدنية قطرها أكبر قليلا من سنتيمتر واحد أن تخترق لوحا من الرصاص بمسافة 7 إلى 8 سنتيمترات.

نفايات خطرة
لكن الأمر لا يتوقف على الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية فقط، فعدد الأقمار الصناعية العاملة في الفضاء نحو 2500 فقط. والبقية وهي حوالي 20 ألف قطعة يمكن أن نسميها “نفايات الفضاء”، وهي خطيرة جدا إذا تصادمت مع أقمار صناعية عاملة.
على سبيل المثال، كان القمر الصناعي الأميركي “إيريديوم 33” قد تحطم تماما عام 2009 حينما اصطدم مع قمر صناعي روسي غير عامل على ارتفاع حوالي 500 كيلومتر أعلى سهول سيبيريا، وقد أطلق هذا الاصطدام حطاما قدره حوالي طن ونصف الطن.
وتتخطى المخاطر ما يحدث في الفضاء لتصل إلى ما يحدث على الأرض، فبحسب دراسةأجراها باحثون من مؤسسة “إيروسبيس كوربوريشن” فإن أكثر من 40 قطعة فضائية بكتلة طن واحد تسقط سنويًا على الأرض.
وأشهر الأمثلة في هذا النطاق هو سقوط بقايا الصاروخ الصيني “لونغ مارش 5 بي” (Long March 5B) في المحيط الهندي مايو/أيار الماضي، وهو ما تسبب في ضجة عالمية هائلة.
لكن هذه ليست المرة الأولى بالنسبة للصين، ففي مايو/أيار 2020 اخترقت أجزاء من أحد الصواريخ الصينية (من الفئة نفسها) الغلاف الجوي للأرض، وسقط الجزء الأكبر منها في المحيط الأطلسي، لكن بعض الحطام سقط في قرى مأهولة في دولة ساحل العاج غربي أفريقيا، لكن لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
أما الحدث الأكثر خطورة في هذا النطاق، فقد كان سنة 1978 حينما سقطت محطة الولايات المتحدة الأميركية الفضائية “سكاي لاب” إلى الأرض، حيث احترقت أجزاء المركبة الرئيسية في الغلاف الجوي، لكن بقيت أجزاء أخرى سقطت في المحيط الهندي وغربي أستراليا، ولم تسجل أي حالات وفاة.
مخاطر من نوع جديد
وبشكل عام، فإن أي نفايات فضائية ساقطة إلى الأرض تحترق في الغلاف الجوي، إلا إذا تعدت كتلتها عدة أطنان، هنا يمكن لبعض من بقاياها أن تسقط على الأرض بعد الاحتراق، ولكن لأن مساحة الماء الموجودة على الأرض أكبر من ثلثي مساحتها، فإن الاحتمال الأكبر هو أن تسقط في المياه.
ويظل الخطر الأكبر قائما في الفضاء، فحياة البشر على الأرض تتوقف حاليا على أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية، وإذا توقف أحدها بشكل مفاجئ بسبب طلقة فضائية قادمة من هنا أو هناك فإن ذلك قد يسبب مشكلات كبيرة.
وبحسب وكالة الفضاء الأوروبية، فإن المدار حول الأرض به أكثر من 128 مليون قطعة من القمامة الفضائية بقطر أصغر من سنتيمتر واحد، وحوالي 90 ألف قطعة بقطر 1-10 سنتيمترات، ويتزايد هذا العدد يوما بعد يوم، ويهدد الكثير من الأقمار الصناعية.
- Advertisement -
التعليقات مغلقة.