كورونا قتل مليون إنسان.. وتطور وأصبح أكثر قدرة على العدوى
د. أسامة أبو الرُّب – الجزيرة نت27/9/2020|آخر تحديث: 27/9/2020(مكة المكرمة) 06:35 PM
تجاوزت وفيات فيروس كورونا المستجد عالميا المليون، وذلك بعد أيام من إعلان منظمة الصحة العالمية أن وفياته قد تصل إلى مليونين، بينما قالت دراسة جديدة إن الفيروس حدثت له طفرة، وتطور ليصبح أكثر عدوى. فهل يشكل مع نزلات البرد والإنفلونزا “ثلاثي الموت” مع اقتراب موسم الشتاء؟
وبلغ عدد وفيات فيروس كورونا عالميا 1000175 وذلك وفق ما أظهر موقع ورلدميتر worldometer في الساعة 15:22 بتوقيت غرينتش اليوم الاحد 27 سبتمبر/أيلول. وبلغ عدد الإصابات 33169385، فيما بلغ عدد المتعافين 24504233.
وحذرت منظمة الصحة العالمية الجمعة من أنه “من المحتمل جدا” أن تبلغ حصيلة وفيات كوفيد-19 المليونين في حال عدم القيام بكل ما يلزم.
وقال مدير برنامج الطوارئ في المنظمة مايكل راين -في مؤتمر عبر الفيديو- ردا على سؤال عن احتمال بلوغ حصيلة الوفيات الناجمة عن الجائحة المليونين؛ إن “مليون حالة (وفاة) هو رقم رهيب علينا أن نمعن التفكير فيه قبل أن نبدأ التفكير في احتمال بلوغ مليوني حالة”.
وتساءل راين: “هل نحن مستعدون لبذل كل ما يتطلبه الأمر لتجنب (بلوغ) هذا الرقم؟”
وقال مدير برنامج الطوارئ “ما لم نبذل جميعا كل الجهود، لن تكون الأرقام التي تتحدثون عنها مجرد تصور بل لسوء الحظ وللأسف محتملة جدا”.
فيروس كورونا تطور
وتوصلت دراسة جديدة إلى أن فيروس كورنا المستجد حدثت له طفرات، وأصبح أكثر قدرة على العدوى، وذلك وفقا لباحثين من مستشفى “هيوستن ميثوديست” (Houston Methodist Hospital)، ونقلها موقع “ناشونال إنترست” (national interest).
والدراسة لم تخضع بعد لمراجعة من قبل باحثين آخرين، ولكن نشرت على موقع “ميد آركف” (MedRxiv)، وهي لم تكشف إذا كانت هذه الطفرات جعلت فيروس كورونا أكثر فتكا.
ووفقا لمؤلف الدراسة جيمس موسر، من مستشفى هيوستن ميثوديست، فإن فيروس كورونا المستجد (واسمه العلمي سارس كوف 2) مستقر نسبيا، ولكن مع انتشار العدوى على نطاق واسع في الولايات المتحدة، أتيحت للفيروس فرص كثيرة للتحور، ربما مع عواقب مميتة.اعلان
وفحص الباحثون في الدراسة تسلسل الجينوم لـ5085 سلالة من سارس كوف 2 تسببت في موجتين من مرض كوفيد-19 في مدينتي هيوستن وتكساس.
الوباء
وتم أخذ عينات الجينومات من فيروسات أخذت في أول مرحلة للوباء في هيوستن، ثم من موجة ثانية ضخمة من العدوى.
وقال الباحثون إن “جميع السلالات تقريبا في الموجة الثانية حدث فيها استبدال للحمض الأميني “جي إل واي 614” (Gly614 amino acid replacement) في بروتين “سبايك” (spike protein)، وهذا الأمر تم ربطه بزيادة انتقال وعدوى الفيروس.
وبروتين سبايك في فيروس كورونا هو المسؤول عن تمركز الفيروس داخل مستقبلات “أيه سي إي-2” (ACE-2) في الخلايا البشرية، وبالتالي يلعب دورا في سهولة انتقال الفيروس وقابلية العدوى.
من جهته، أشار ديفيد مورينز، عالم الفيروسات في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة -وفقا لموقع ناشونال إنترست؛ إلى أن البيانات تشير إلى احتمال قوي بأن فيروس كورونا أصبح أكثر قابلية للانتقال، وأن هذا “قد تكون له آثار على قدرتنا على السيطرة عليه”.
الأعداء الثلاثة
ومع موجة الزكام والإنفلونزا السنوية التي ستبدأ قريبا مع حلول فصلي الخريف والشتاء، تبرز تساؤلات عما سيحدث عندما تجتمع مع فيروس كورونا، وذلك وفقا لتقرير نشره موقع دويتشه فيله.
وهناك تكهنات كثيرة حول ما يمكن توقعه وما الذي سيحصل، وهذا يصعّب الترتيبات للاستعداد بما يكفي لمواجهة الفصل البارد. فالسعال والزكام والبحة في الصوت أثناء الخريف والشتاء ليست ظواهر جديدة، وحتى نزلة البرد، بل هي جزء من فصل السنة البارد.
وفي كل فصل شتاء تكون قاعات الانتظار عند الأطباء مليئة بأشخاص يسعلون والأغلبية منهم تكون لديهم جرثومة قوية في جهاز التنفس. وحتى كورونا يخضع للتقلبات حسب الفصل السنوي، كما هي المعلومات المتوفرة حتى الآن. ففي الشتاء “تشعر فيروسات البرد بأجواء إيجابية”، لأن الهواء البارد والجاف يقدمان ظروفا مثالية لانتشارها، كما أن من الصعب تهوية الغرف بانتظام وبشكل مكثف، وسيكون ذلك إجراء اضافيا لمواجهة الفيروس وتقييد الخطر الناجم عن الهواء.
وحسب معطيات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية وغير المعدية، فإنه يصاب في ألمانيا كل سنة بين 5 و20% من السكان بالزكام، وحتى هذا الفيروس قد يكون خطيرا ويمكن أن يؤدي إلى الموت.
المناعة
هناك تكهنات حول تأثير الزكام والإنفلونزا على المناعة وتسهيل الإصابة بفيروس كورونا، “فحالة الضعف العام لنظام المناعة بسبب الإصابة بالإنفلونزا قد ترفع لدى المريض قابلية استقبال عدوى فيروس كورونا”، كما يشرح جيرار كراوزه من مركز هيلمهولتس لبحوث العدوى في مدينة براونشفايغ الألمانية.
لكن ما خطورة هذه العدوى المزدوجة؟ هذا الأمر لا يزال غير معروف، كما أنه لا يعرف ما الذي يمكن فعله ضد ذلك. وحسب كراوزه فإنه يجب علينا أن نتهيأ لمواجهة الأمراض الثلاثة. وفي حالة نزلة البرد ينبغي ملازمة السرير، إضافة إلى شرب الشاي الساخن والمواد ضد السعال. وضد الزكام يمكن أخذ لقاح، لكن كيف التعامل مع كوفيد-19؟
ويأمل المرء إذا أصيب بالعدوى أن تكون إصابته خفيفة، وينصح كالعادة بالالتزام بقواعد النظافة.
وإجراءات النظافة التي نحاول من خلالها السيطرة جزئيا على كوفيد-19 تنطبق أيضا على نزلة البرد، فكلما كان الاتصال بفيروسات أقل كانت الفرصة أكبر لأن نبقى سالمين من الإصابة بعدوى أو أنها تمر بشكل خفيف.
المصدر : الجزيرة + وكالات + دويتشه فيله + مواقع إلكترونية
التعليقات مغلقة.