هل أنتِ زوجة نكدية؟.. هذا ما يقوله الرجال والنساء وعلم النفس
“النكد” عند النساء حالة يشكو منها الكثير من الرجال بسبب تأثيرها الكبير على أي علاقة تجمع بين اثنين، في حين تفضل النساء عدم الاعتراف بها، ويرمين بالمسؤولية على الشريك الذي لا يحتمل كلمة منهن، ويعتبرن أن هذا الاتهام مبالغ به إلى حد كبير.
وحالة النكد تعني التعكير الدائم لصفو الآخر، وهو تماما كالحرب النفسية، وتختفي لغة الحوار، ويرجِع سببها إلى أمور كثيرة منها الفراغ أو سطحية التفكير عند من يختلقه أو لتربية خاطئة خضع لها منذ الصغر، أو محاولة لجذب انتباه الآخر كانتقام منه على تجاهله لشريكه في الحياة مثلاً.
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع، لا بد من سماع رأي بعض الرجال ورّد المرأة على ذلك، وكذلك رأي علم النفس الاجتماعي بشأن تلك الظاهرة..
النكد طبع وضعف ثقة
“النكد طبع وليس حالة ظرفية”، بهذه العبارة يختصر أحمد طفيلي وضع النساء بشكل عام، ويكمل اعترافه بأن سبب طلاقه هو “النكد” اليومي الذي كان يعانيه مع زوجته، فالرجل بنظره يتميز عن المرأة بحبه للاستقلال، بمعنى عدم رغبته في أن تستجوبه الزوجة: أين كنت؟ ومع من كنت؟ وإلى أين ذاهب؟ ولماذا لم ترد على الجوال؟
ولو بدأت المرأة ترتاد هذا الباب فسوف تجده مسدودا ويبدأ الشك يتسرب لها ويتكهرب الجو، وربما يعاندها الزوج لتبدأ رحلة الصعود للهاوية ورفع شعار “كفاية”!
ويؤكد طفيلي أنه حاول تجنب هذا الشجار اليومي والتحلي بالصبر من أجل ابنته، لكن المشاكل تفاقمت وكان من الصعب التوصل إلى تفاهم حول أي موضوع، فالغيرة هي سبب إضافي في هذه الحالة والنكد يزداد كثيرا لدرجة لا تحتمل، كما يقول للجزيرة نت.
غير نكدة بطبيعتها
ويرى المهندس مروان درويش أن المرأة غير “نكدة” بطبيعتها، وأنها عندما تقوم بذلك، فهذا يعود إلى أن الشريك ربما أهملها أو لم يعطها الاهتمام الكافي، ويشير إلى أن الرجال يطلقون مثل هذه الاتهامات لتبرير تصرفاتهم، فـ “الكثيرون يبررون خياناتهم لها بالقول إنها نكدة، وهذا الأمر غير صحيح”.
ويتابع أن علاقته مع شريكة عمره علاقة يسودها التفاهم والاحترام المتبادل والثقة بين الطرفين، وبنظره يوجد نوع من النساء يعانين من الغيرة الزائدة والخوف من خسارة الشريك، لذلك من الواجب على الرجال أن يغيروا طريقة المعاملة والتصرف مع النساء من هذا النوع كي تصبح العلاقة متينة ومبنية على الصراحة والمودة وعدم التسلط.
معظم النساء نكدات
وتعترف دورينا زين الدين بأن معظم النساء نكدات، ويعتبرن أن “هذه الاتهامات يطلقها الرجال لأنهم لا يتحملون كلمة”، وتقول إن “الرجل يعتبر أنه في العلاقة يمتلك المرأة ويجب أن تقوم بما يريد من دون أن يكون لها رأي معارض”.
وتؤكد أن النساء دائما يبحثن عن الأفضل في العلاقة، والمرأة تطلب الكثير من الرجل لأنها تريد أن تكون العلاقة مثالية، لكنها ترى أنه في المقابل يتهمها بـ”النكد” عند ذلك لأنه عديم الصبر، أو غير متحمس لشيء ولا يرغب في تنفيذ كل طلباتها، وترفض تسمية هذه الحالة بـ”النكد”، مؤكدة أنها “سعي نحو حياة أفضل”، وترى أن الظروف الاقتصادية قد تكون سببا أساسيا في تفاقم الأمور.
وتشير دورينا إلى أن تسلط الزوج في بعض الأحيان وحبه للتملك وفرض شخصيته على زوجته، ينتج عنه اختفاء الحوار مع كثرة المشاحنات اليومية، ما قد يدفع الزوجة إلى تفضيل الطلاق عن الاستمرار في مثل هذه العلاقة.
هذا ما يدفع المرأة للنكد
السبب الرئيسي الذي يدفع المرأة إلى النكد هو أن الرجال لا يقومون بشيء إذا لم تطلبه منهم أكثر من مرة، كما تقول ريتا مزرعاني مؤكدة للجزيرة نت “في بعض الأحيان تضطر الزوجة إلى الطلب أكثر من مرة، وهو لا يستجيب”، وتعتبر أن تصرف الرجل لا يكون على هذا النحو مقبولاً.
وتوضح ريتا أيضا أن الرجل يقوم ببعض الأفعال التي يعتقد أنها لا تزعج المرأة، ومن جهة ثانية تفضل المرأة عدم الحديث عن مشكلتها بشكل واضح، وتعتبر أن عليه أن يكتشفها وحده، وأنه من الواجب عليها أن تخرج من هذه العادة وتعبر عن مشكلتها بشكل واضح، كما على الرجل أن يكون أكثر ذكاء في العلاقة.
رأي علم النفس الاجتماعي
من وجهة نظر الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي منى درويش، فإن “النكد” موضوع متشعب يتصل بطبيعة العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، وهو نوع من أنواع السلوك يأتي في سياق شامل، وينتج عن تصرفات لا شعورية مرتبطة بالصراع على الأدوار.
وتوضح منى للجزيرة نت أن المرأة تختزن عبر ذاكرتها شعورا بحالة من التبعية للرجل وتلجأ إلى هذا الشعور في سبيل تحقيق متطلباتها أو للسيطرة على الرجل، وأنها تستخدم العاطفة في بعض الحالات في سبيل تحقيق هذا الهدف، كما أنها قد تلجأ إلى إشاعة جو من التوتر في العلاقة.
سلوك رمزي انتقامي
وتمضي منى بشرح وجهة نظر علم النفس الاجتماعي بأن “النكد” هو سلوك رمزي انتقامي يدخل في سياق العلاقة المتوترة، وتعزى الأسباب إلى الشعور بالنقص أو التربية المشوهة أو الصراع من أجل تحقيق الذات، إضافة إلى التربية المشوهة في المجتمعات الشرقية التي تربي المرأة من أجل أن تكون تابعة.
وتلفت منى إلى أن العلاج يجب أن يكون نفسيا تربويا، من خلال تغيير النظرة إلى المرأة التي يجب أن تكون تربيتها على أساس أنها إنسانة كما الرجل، وفي “بعض الأحيان قد تكون بحاجة إلى معالجة فردية”.
وترفض منى القول إن “هذا السلوك هو طبع لدى كل النساء”، مؤكدة أنها “انفعالات مشوهة مكتسبة من الإرث الاجتماعي، وتنتقل من جيل إلى آخر، وأن الأسباب الاقتصادية تعتبر دافعا آخر، بالإضافة إلى العلاقة الزوجية الحميمية الفاشلة”.
المصدر : الجزيرة
التعليقات مغلقة.