عقار صيني لعلاج كورونا.. ونتائج إيجابية لمزيج عقاقير تستخدم لعلاج الإيدز والتهاب الكبد
الدكتور أسامة أبو الرب
في الوقت الذي أقرت فيه سنغافورة عقارا صينيا لعلاج كورونا سجل علاج آخر مكون من مزيج من ثلاثة عقارات مضادة للفيروسات نتائج إيجابية، فإلى أين وصلت آخر الأبحاث لتقديم علاج؟
ونبدأ مع الأخبار الجيدة، حيث قالت وكالة شينخوا للأنباء أمس الجمعة إنه تمت الموافقة على بيع عقار صيني رئيسي ضد كوفيد-19 للبيع في سنغافورة، وفقا لما ذكرت شركة ييلينغ لإنتاج الأدوية.
وقالت الشركة -ومقرها مدينة شيجياتشوانغ حاضرة مقاطعة هوبي بشمالي الصين- إن كبسولة “ليانهوا تشينغون” قد أدرجت رسميا كعقار صيني من قبل سلطة علوم الصحة بسنغافورة، مما يعني منح العقار الصيني حق دخول السوق في سنغافورة.
وأظهرت الملاحظة السريرية لعلاج كوفيد-19 في المستشفيات الصينية المخصصة أن أدوية صينية تقليدية -بما في ذلك كبسولة “ليانهوا تشينغون”- فعالة في علاج أكثر من 90% من جميع حالات كوفيد-19 المؤكدة في البر الرئيسي الصيني.
وقال تشانغ بو لي -وهو أكاديمي من الأكاديمية الصينية للهندسة- إن العلاج بالأدوية الصينية التقليدية قلل بشكل ملحوظ نسبة المرضى الذين تتحول حالاتهم من خفيفة إلى حرجة.
وفي السياق ذاته، قال الخبير الصيني المتخصص في الجهاز التنفسي تشونغ نان شان إن التجربة المختبرية أثبتت أن لكبسولة “ليانهوا تشينغون” تأثيرا مثبطا ضعيفا على الفيروس إلا أنها تتميز بفعالية علاجية جيدة للخلايا المتضررة والالتهاب الناجم عن فيروس كورونا الجديد.
وتم تفصيل استخدام العقار في بروتوكول التشخيص والعلاج في الصين للالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد.
من جانبه، قال المدير العام لشركة ييلينغ للأدوية وو شيانغ جيون إن كبسولة “ليانهوا تشينغون” حصلت على موافقات السوق من إدارات الأدوية في ثماني دول، بينها البرازيل ورومانيا وتايلند والإكوادور وسنغافورة.
وأضاف وو أن الشركة تبرعت بكميات من كبسولة “ليانهوا تشينغون” بقيمة 3.5 ملايين يوان (حوالي 500 ألف دولار) للعراق وإيطاليا ودول أخرى، للمساعدة في جهودها لمكافحة الوباء.
وقال إن خطوط إنتاج الشركة للدواء تعمل بأقصى طاقتها لمواكبة الطلبات المتزايدة من الداخل والخارج.
دواء ثلاثي مضاد للفيروسات
وفي تطور آخر، أشارت نتائج تجربة صغيرة أجريت في هونغ كونغ إلى أن توليفة من ثلاثة عقارات مضادة للفيروسات ساعدت في تخفيف الأعراض لدى المصابين بحالات تراوحت بين خفيفة ومعتدلة من مرض كوفيد-19، وقللت بسرعة كمية الفيروس في أجسامهم.
وقارنت تلك التجربة -التي شملت 12 مريضا- بين من تم إعطاؤهم الدواء المركب من دواء “لوبينافير/ريتونافير” الذي يستخدم في علاج مرض نقص المناعة المكتسب (إيدز) ودواء “ريبافيرين” المستخدم في علاج التهاب الكبد الوبائي ودواء “إنترفيرون بيتا” المستخدم في علاج التصلب المتعدد ومجموعة تحكم تم إعطاؤها دواء نقص المناعة المكتسب فقط.
ونشرت النتائج في دورية لانسيت الطبية، وأظهرت أن الأشخاص الذين حصلوا على الدواء المركب وصلوا إلى نقطة عدم اكتشاف الفيروس في أجسامهم قبل المشاركين في مجموعة التحكم بخمسة أيام، أي بواقع سبعة أيام مقابل 12 يوما.
وقال كوك يونغ يوين الأستاذ في جامعة هونغ كونغ والذي شارك في رئاسة البحث “تجربتنا تظهر أن العلاج المبدئي لحالات كوفيد-19 التي تراوحت بين خفيفة ومتوسطة بالأدوية المضادة للفيروسات ربما يعجل بكبح كمية الفيروس في جسم المريض وتخفيف الأعراض وتقليص الخطر على العاملين في مجال الرعاية الصحية”.
وأضاف أن تقليص الخطر على العاملين في مجال الصحة سيكون راجعا إلى تأثير هذه التوليفة الثلاثية على “الفرز الفيروسي” الذي يحدث عندما يكون بالإمكان اكتشاف الفيروس واحتمال إمكانية نقله.
أخبار مخيبة
وننتقل إلى خبر قد يكون مخيبا، إذ أظهرت دراسة جديدة أجرتها مستشفيات في نيويورك أن إعطاء مرضى كوفيد-19 في وضع خطر عقار هيدروكسي كلوروكين المستخدم في معالجة الملاريا لم يحسن وضعهم أو يجعله يتفاقم بشكل كبير.
وأوضح معدو الدراسة التي نشرت في مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين” أنه “لم يتراجع أو يرتفع بشكل كبير احتمال الوفاة أو إدخال أنبوب إلى الرغامى لدى مرضى تلقوا عقار هيدروكسي كلوروكين مقارنة بالذين لم يحصلوا عليه”.
وأجريت دراسة المراقبة التي مولتها معاهد الصحة الأميركية على مرضى كوفيد-19 أدخلوا إلى قسم الطوارئ في مستشفيين في نيويورك.
وحصل 811 مريضا على جرعتين من 600 مليغرام من هيدروكسي كلوروكين في اليوم الأول، ثم 400 مليغرام يوميا على مدى أربعة أيام.
وشدد العلماء على أن هذه الدراسة “ينبغي ألا تستعمل لاستبعاد” إيجابيات أو مخاطر محتملة للعلاج بهيدروكسي كلوروكين.
وأضاف هؤلاء “إلا أن نتائجنا لا تدعم استخدام هيدروكسي كلوروكين في الوقت الراهن خارج التجارب السريرية العشوائية (من خلال اختيار المرضى بالقرعة) لإظهار فعاليتها”.
وأيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانتظام استخدام هيدروكسي كلوروكين كعلاج لمرضى كوفيد-19، لكن السلطات الصحية الأميركية والكندية حذرت من استخدامه خارج إطار التجارب السريرية.
ويستخدم هيدروكسي كلوروكين والكلورين منذ سنوات في معالجة الملاريا وبعض أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتيدي.
مدغشقر
تعرض مدغشقر للبيع ما تقول إنه “علاج” طورته يعتمد على النباتات ويعالج مرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وتقدمت عدة دول أفريقية بالفعل بطلبات لشرائه رغم تحذيرات من منظمة الصحة العالمية من عدم التأكد بعد من فاعليته.
وكان رئيس البلاد أندريه راجولينا قد أعلن الشهر الماضي عن العلاج في مؤتمر صحفي، وظهر وهو يحتسي جرعة من زجاجة أنيقة مملوءة بسائل أصفر اللون قال إنه عالج اثنين بالفعل.
ووصل وفد أمس الجمعة من تنزانيا إلى مدغشقر للحصول على طلبيته من الدواء.
ولم يخضع العلاج المنشط -الذي يعتمد على نبتة الشيح الحولي ذات الخصائص المضادة لمرض الملاريا- لأي اختبارات علمية معترف بها دوليا، وفي الوقت الذي أشاد فيه راجولينا بفوائده حذرت منظمة الصحة العالمية من أنها تحتاج لإجراء اختبار للتأكد من فعالية العلاج وآثاره الجانبية.
وحصلت بالفعل كل من تنزانيا وغينيا الاستوائية وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا وغينيا بيساو على آلاف الجرعات المجانية من العقار العضوي لكوفيد-19.
تقدم في فهم مصدر المرض
وفي خطوة قد تساعد في فهم منشأ فيروس كورونا المستجد وبالتالي المساعدة في تطوير علاج، أكد الخبير في قسم السلامة الغذائية والأمراض حيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية بيتر بن إمبارك أن سوق المأكولات البحرية في مدينة ووهان الصينية لعب دورا في تفشي وباء كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي موجز عقده بن إمبارك أمس الجمعة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة الفرنسية باريس.
ونفى بن إمبارك علمه بماهية الدور الذي لعبه سوق المأكولات البحرية في نشر الفيروس، واضعا احتمالا بإصابة شخص ما بالفيروس بالصدفة في منطقة قريبة من السوق بمدينة ووهان.
وأشار إلى أن القطط وحيوان ابن عرس تصاب بفيروس كورونا، مؤكدا ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث بشأن علاقة وباء كوفيد-19 الذي أصاب الإنسان بالحيوانات.
وأكد أن مصدر وباء كوفيد-19 هو الخفافيش، مشددا على ضرورة البحث في هذا الخصوص أيضا.
وأضاف “ربما جاء الفيروس إلى السوق عن طريق الحيوانات، أو أن أشخاصا مصابين بالفيروس في مكان آخر قد زاروا السوق”.
وأوضح أن أسواق الحيوانات الحية مصدر رزق وغذاء لملايين الأشخاص حول العالم، داعيا المسؤولين لتحسين ظروف هذه الأسواق بدلا من إغلاقها.
ويتهم ترامب الصين بأنها المسؤولة عن تحول الفيروس إلى جائحة عالمية، وقال في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء الماضي “دعونا نواجه هذا الأمر، الصين لم تنتج كورونا عمدا، إلا أن هذا الفيروس خرج من هناك (مدينة ووهان الصينية) بطريقة ما”.
وفي تصريحات أخرى قال ترامب إنه اطلع على أدلة تفيد بأن كورونا مصدره مختبر في مدينة ووهان.
المصدر : وكالات,الفرنسية,رويترز
التعليقات مغلقة.