النيازك تخبرنا.. دراسة ترجح وجود حياة على المريخ قبل 4 مليارات عام
هشام بومجوط
قال باحثون من اليابان إن لديهم أدلة ترجح أنه كانت هناك قبل حوالي أربعة مليارات عام من الحياة على كوكب المريخ، وهو ما اكتشفوه من خلال عثورهم على جزيئات مواد عضوية كربونية تحتوي على الآزوت داخل نيزك عمره حوالي أربعة ملايين سنة كان قد قدم من كوكب المريخ وسقط على كوكبنا قبل حوالي 15 مليون عام.
ويبدو حسب الدراسة التي أعدها هؤلاء الباحثون ونشرت في مجلة نيتشر يوم 24 أبريل/نيسان الماضي، أن كوكب المريخ كان في بداية نشأته رطبا وغنيا بالمواد العضوية التي تجعله قابلا لاحتضان حياة.
ورغم أن البحوث العلمية السابقة التي اعتمدت على المهام التي قامت بها المسابير، مثل مسبار “كوريوزيتي” (curiosity) الذي أطلقته سابقا وكالة ناسا، استشعرت وجود مواد عضوية، فإن طبيعتها أو تركيباتها أو حتى عمرها كانت قبل هذه الدراسة ما زالت غير معروفة لدى العلماء.
رسائل نيازك المريخ
تنطلق نيازك المريخ من سطح هذا الكوكب وتسقط على سطح الأرض، كرسالة تحمل معها الكثير من المعلومات حول هذا الكوكب، ومن بين هذه النيازك ذاك الذي كان محل الدراسة، والذي تم العثور عليه عام 1984 بمنطقة القطب الجنوبي وسمي “ALH 84001” وقد خضع لدراسات عدة لكن التقنيات التي استخدمت عليه لم تكن فائقة مثل اليوم.
ورغم التقدم التكنولوجي، يواجه العلماء مشاكل في تحليل النيازك القادمة من الفضاء بسبب اختلاطها طوال مكوثها على كوكب الأرض، بعضها لملايين السنين، بمواد عضوية أرضية.
ولإزالة هذه الشوائب، قال الباحثون إنهم طوروا تكنولوجيا تمتص أشعة “أكس” من التركيبات الآزوتية وتمكننا من تحديد الشكل الكيميائي لهذه التركيبات التي كانت على شكل نيترات.
عثر العلماء على النيزك محل الدراسة عام 1984 بالقطب الجنوبي وسموه (alh 84001) (ويكيبيديا)
ربما كان أزرق
قالت الباحثة المشاركة في الدراسة أتسوكو كوباياشي من معهد علوم الأرض والحياة بطوكيو في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني “نحن لا نزعم أنه كانت هناك حياة فعلا على كوكب المريخ، إنما نقول إنه كانت هناك إمكانية لوجود حياة قبل حوالي أربعة مليارات عام”.
وأصافت “لقد أثبتنا باستخدام تكنولوجيا متطورة، وجود جزيئات لمواد عضوية تؤكد أن بعض العناصر الضرورية للحياة كانت موجودة هناك وهي جزيئات الآزوت. وحسبما نعتقد، كان كوكب المريخ في بدايته شبيها بكوكب الأرض، أقل أكسدة وأكثر رطوبة، وغنيا بالمواد العضوية، وربما كان أزرق”.
ورغم ذلك، ما زال الباحثون يتساءلون عن حقيقة مصدر هذه المواد العضوية التي وجدت في النيازك، لأن الاحتمال يبقى واردا في إمكانية أنها أتت هي الأخرى من خارج كوكب المريخ.
أما الاحتمال الثاني الذي ركزت عليه الدراسة فهو أن هذه المواد تشكلت على سطح هذا الكوكب في بداية نشأته عندما كان غنيا بالمواد العضوية. أسئلة سيعمل الباحثون على إيجاد أجوبة دقيقة ومؤكدة لها في المستقبل القريب.
المصدر : الجزيرة
التعليقات مغلقة.