حياة صحية
من أجل حياة صحية أفضل

أسرار إنستغرام.. من الممثل الذي أنقذه مؤسس التطبيق؟ ولماذا اختلف المؤسس مع زوكربيرغ؟

266

كانت بداية إنستغرام في شكل منصة لمشاركة الصور، ولكنه سرعان ما أصبح التطبيق الأكثر تأثيرا في جيلنا، وقد صدر كتاب يكشف عن قصص وغرائب الأشخاص المسؤولين عن التطبيق.

وقالت سارة فراير المراسلة التقنية ومؤلفة كتاب “دون فلتر: القصة الداخلية لكيفية تغيير إنستغرام للأعمال والمشاهير وثقافتنا”، إن منصات التواصل الاجتماعي غيرت حياتنا بشكل كبير، خاصة خلال العقد الذي تلا اختراع تطبيق إنستغرام.

فلقد أدى هذا السعي إلى الكمال، من خلال عرض صور جذابة لا تعكس الواقع، إلى ارتفاع ملحوظ في الجراحة التجميلية المستوحاة من “الفلاتر” ورواج الحلويات الضخمة التي لا تتسع لفمك، ولكنها تتناسب تماما مع مربع صغير موجود على إنستغرام.

- Advertisement -

كيف استطاعت خدمة مشاركة الصور البسيطة الحصول على مليار مستخدم في ثمانية أعوام؟ هل يخلق تطبيق إنستغرام قيمنا أو يعكسها؟ ألا ينبغي أن نعرف المزيد عن عقلية ودوافع الأشخاص الذين يقفون وراء التطبيق إذا كان بالفعل يشكل قيمنا؟

السعي للكمال غير حياتنا
يزخر كتاب فراير بالقصص عن حياة كيفن سيستروم وتكوينه. فهو من خريجي جامعة ستانفورد، وقد عمل في قسم التسويق في شركة غوغل، إلى أن أسس شركته الخاصة برفقة صديقه ومهندس البرمجيات مايك كريجر عام 2009، وكانت فكرته الأصلية إنشاء موقع على الإنترنت يسمى “بوربن” يصور للناس أين يحتفل أصدقاؤهم في الوقت الفعلي.

سيستروم حول موقع “بوربن” إلى إنستغرام عندما أدرك أنه لا يوجد تطبيق يساعد الناس على مشاركة الصور بسرعة من الهواتف في السوق ( الأناضول)
وتكشف فراير عن شغف سيستروم بمعايير الجودة، فقد كان يتمتع بالمشروبات الفاخرة والدراجات المصممة حسب الطلب.

وتقول فراير “أعتقد أن المنتجات هي في النهاية انعكاس لشخصية صانعها، فهو يريد أن يكون كل شيء بمستوى جودة معين فقط لأنه يؤمن بتلك الجودة”.

وحول سيستروم موقع “بوربن” إلى إنستغرام عندما أدرك أنه لا يوجد تطبيق يساعد الناس على مشاركة الصور بسرعة من الهواتف في السوق. لكن كانت هناك مشكلة أخرى كان يأمل في حلها، ففي ذلك الوقت كانت كاميرات الهواتف رديئة وتلتقط صورا غير جذابة. لذلك، عندما تم إصدار تطبيق إنستغرام كان مجهزا بمؤثرات (فلاتر) تمكن المستخدمين من جعل صورهم تبدو جذّابة أكثر.

ويذكر الكتاب أن سعي سيستروم لتحقيق الجودة غيّر واقعنا “كانت المؤثرات على تطبيق إنستغرام تشبه ما إذا كان لدى تطبيق تويتر زر يجعلك أكثر ذكاء”.

وعرضت فراير أمثلة عن كيفية تأثرنا بتطبيق إنستغرام، مثل طريقة تنظيمنا لأرفف الكتب حسب لون الغلاف، وكيف أن الوجهات السياحية غير المشهورة أصبحت مزدحمة بالسياح. وأضافت فراير أن إنستغرام أجبر الأشخاص على “جعل حياتهم جديرة بمشاركتها على التطبيق”.

- Advertisement -

وأشارت الكاتبة إلى أن تطبيقات تحرير الصور، مثل فيس تون، لقيت رواجا كبيرا. فبفضلها، يقوم المراهقون بتصغير أنوفهم ونحت خصورهم وإخفاء عيوبهم بمساعدة أدوات التحرير الرقمية. وقد أخبر جراح تجميل فراير أن عملاءه يبحثون الآن عن تعديلات مستحيلة التحقيق مستوحاة من التطبيق.

إنستغرام من أشتون كوشتر لمارك زوكربيرغ
ذكرت فراير في كتابها قصة إنقاذ سيستروم للممثل أشتون كوتشر من حريق نشب على الساعة الرابعة صباحا في كوخه الخشبي. في المقابل، ساعده كوتشر على نشر إنستغرام بين المشاهير ولكنه لم يستثمر فيه، رغم أنه معروف بحبه للاستثمار بالشركات الناشئة.

كيفن سيستروم أنقذ حياة أشتون كوتشر الذي ساعده في نشر إنستغرام بين المشاهير (غيتي)
في أبريل/نيسان عام 2012 اشترى مارك زوكربيرغ تطبيق إنستغرام عندما كانت الشركة تعمل بـ 13 موظفا فقط ولا تحقق أرباحا.

وقد رفض زوكربيرغ إجراء مقابلة مع فراير من أجل كتابها، ولكن حينما سألته عن سبب شرائه لإنستغرام والتزامه بإبقاء الشركة مستقلة، أرسل إليها ردا واحدا عبر البريد الإلكتروني عن طريق أحد مسؤولي العلاقات العامة قال فيه “لقد كان التطبيق بسيطا ويوفر خدمة رائعة وأردنا مساعدته على التطور”.

وتقول فراير “عندما يتم الاستحواذ على شركة، عادة ما نعتقد أن مسيرة أعمالها انتهت”، ولكن هذا ليس هو الحال هنا.

يكشف كتابها صراعات القوة بين سيستروم وزوكربيرغ. وتعتقد فراير أن زوكربيرغ استحوذ على إنستغرام بسبب خوفه من المنافسة. ونتيجة لذلك، قام زوكربيرغ أحيانا بتعطيل تقدم إنستغرام، ونظرا لهذا السلوك تنحى سيستروم عن منصب الرئيس التنفيذي في عام 2018.

وجاء في الكتاب أن مؤسس إنستغرام أراد بناء مجتمع يقدّر الفن والإبداع، ولكنه بدلا من ذلك، “قام ببناء مركز تجاري”.

وتمثل ذلك بتزايد الفتيات المؤثرات الجميلات اللاتي يروجن لحبوب الحمية وصور الرحلات الفاخرة على التطبيق، وبهذا أصبح الجميع على إنستغرام يروجون لحياتهم بطريقة ما.

وترى فراير أن إنستغرام سيظل يواجه مشاكل في الإشراف، حيث دائما ما تمنح الأولوية لفيسبوك. كما لاحظت أيضا أن أزمة فيروس كورونا الحالية قد تغير التطبيق.

ففي حين أن بعض المؤثرين لاحظوا تراجع أعمالهم، فإن البعض الآخر أصبحوا أكثر إبداعا من خلال إصدار الكتب والدروس عبر الفيديو وحتى المؤثرات الخاصة بهم. ويمكن أن تستمر هذه التغييرات بمجرد انتهاء الإغلاق التام.

المصدر : مواقع إلكترونية

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.