حياة صحية
من أجل حياة صحية أفضل

متجر مغربي.. كل شيء بالمجان للنساء والرضع

611

“كنت حاملا، عندما حدثتني شقيقتي ذات يوم من سنة 2017 عن سيدة حامل مثلي، لكن تكابد كثيرا من المعاناة بسبب وضعها الاجتماعي المزري”، بهذه العبارات شرعت رئيسة جمعية إيفا بفرنسا، سناء الصوتي، سرد قصة المتجر التضامني الذي يقدم محتوياته بالمجان للنساء، بمدينة العيون سيدي ملوك التابعة لإقليم تاوريرت شرق المغرب. بعد الذي سمعته سناء من شقيقتها، قررت نوال أن تفتتح هذا المتجر الأول من نوعه في المغرب، ليكون ملاذا للنساء الحوامل والمرضعات المحتاجات، لأخذ ما يحتجن من ملابس وحليب وحفاضات لأبنائهن دون مقابل. وجدت سناء الدعم اللازم من شقيقتها نوال، التي تترأس بدورها جمعية الياقوتة النسوية بمدينة العيون، وهو الاسم الذي حمله المتجر، بل كانت ساعدها الأيمن في هذه الخطوة، ووفرت القاعدة الصلبة لخروج المشروع إلى حيز الوجود، وهو المحل الذي اكترته (استأجرته) من مالها ووضعته رهن إشارة المشروع.

كل ما تحتاجه الأم وطفلها
عندما استقر الحال بفتح هذا المتجر، سارعت أسماء بالتواصل مع صديقاتها في الجمعية، لجمع محتويات المتجر وخصوصا الملابس. تقول أسماء للجزيرة نت “جمعنا محتويات المتجر قطعة قطعة، وهو الآن كما ترون يتضمن كل ما تحتاجه النساء الحوامل والمرضعات”.

وأبرزت أن أغلب التبرعات التي كانت تحصل عليها في فرنسا، سواء من معارفها أو من أشخاص آخرين، كانت على شكل ملابس، ونادرا ما كانت تحصل على تبرعات في شكل نقود، وهو ما اضطرها في النهاية إلى الاقتراض لتتمكن من إرسال كل محتويات المتجر إلى المغرب.

- Advertisement -

يضم المتجر اليوم المئات من قطع الملابس للجنسين، وتقول نوال “لدينا ملابس تناسب الرضع من الولادة وحتى بلوغ سنتين”، وتشير بأصابعها إلى الرفوف التي وضعت فيها ملابس الذكور لتشرح الترتيب والتنظيم الذي اعتمد في المتجر.

وفي الوسط حرصت جمعية الياقوتة، على صف الأحذية بالطريقة نفسها التي تتم في المحلات التي يقتني منها الناس ملابسهم وأحذيتهم بمقابل مالي.
وتضيف نوال “عرضنا هذه الملابس والأحذية، بهذه الطريقة المتناسقة حتى لا تشعر النساء بأننا نتصدق عليهن ونهدر كرامتهن”.

في ركن آخر من المتجر، رتبت نوال وأسماء محتويات المحل المكملة، وهي علب الحليب والحفاضات وزجاجات الرضاعة، وحتى مقاييس الحرارة عند الأطفال، فيما عربات الأطفال وناقلات الرضع اليدوية وحتى المهود المتوافرة لدى المحل وضعت في مكان آخر مجاور للمحل حتى لا تفقد للمحل رونقه.

تخفيف المعاناة
عندما فتح المتجر أبوابه قبل أيام، بعد سنتين من التحضير، وجدت كريمة السفيون، التي وضعت توأما بالتزامن مع افتتاح المتجر، نفسها أمام مبادرة لم تكن تتوقع أن تصادف مثلها في مدينة يعاني سكانها من الهشاشة والفقر.

- Advertisement -

فتقول “هذه المبادرة ساعدتني كثيرا، لقد استفدت من الملابس والحفاضات والحليب، وهذا جيد”.

وتضيف السفيون أن الحالة الاجتماعية للنساء في هذه المدينة التي يبلغ تعداد سكانها وفق آخر إحصاء 41 ألفا و754 نسمة صعبة، وهذه المبادرة ستخفف من معاناة هؤلاء النسوة، وبالخصوص الحوامل والمرضعات.

وتبلغ نسبة الفقر في محافظة تاوريرت، التي تعتبر العيون سيدي ملوك، ثاني أكبر حواضرها، 20.3% وفق آخر إحصائية أصدرتها المندوبية السامية للتخطيط.

تنظيم الإقبال
ومنذ الوهلة الأولى شهد المتجر إقبالا كبيرا، وشكل ذلك مفاجأة للقائمين عليه، وتؤكد سناء الصوتي، أنه بقدر فرحتها هي وشقيقتها وبقية المتطوعين بحجم الإقبال، بقدر حزنهم أيضا، لأن الإقبال الكبير يعكس الخصاص والحالة الاجتماعية المزرية للنساء في هذه المدينة.

وحتى تحافظ على استدامة العمل في هذا المتجر، فرضت الجمعيتان القائمتان على المشروع، على كل النساء المستفيدات، أخذ عشرين قطعة فقط لكل مولود، دون احتساب الهدية التي تتلقاها المرأة ووليدها، والحفاضات والحليب الذي يمكن أن يمنح مع قطع الملابس والأحذية المختارة.

وتعمل جمعية الياقوتة، على توفير نظام إلكتروني شبيه بالأنظمة المعمول بها في المتاجر الكبيرة، لضبط عدد قطع الملابس، المتوافرة في المتجر أو المخزنة، وعدد المستفيدات من المتجر.

التوعية
لا ينتهي دور جمعية إيفا وشريكتها الياقوتة، عند توفير أغراض المحل، إذ تؤكد رئيسة جمعية الياقوتة، أن النساء يتلقين أيضا نصائح توعوية، في مقدمتها أن ما يستفدن منه يتم في إطار تضامني.

وتقدم الجمعيتان نصائح للحفاظ على الملابس لإعادة تدويرها حتى يستفيد منها أطفال آخرون، ونصائح أخرى بطرق العناية بالأطفال، ليتمكنوا من نيل حقوقهم في التعليم والتوظيف، ولكيلا يحتاج أبناؤهم أيضا لمثل هذه المتاجر في المستقبل.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.