حياة صحية
من أجل حياة صحية أفضل

بأقمار مكعبة صغيرة.. الإعلانات الترويجية قد تقتحم السماء قريبا

738

ما زالت سماء الليل هادئة، إذ يمكن للمرء التمتع بالنظر إلى نجومها وبروجها، لكن هذا الأمر يوشك أن يتغير، إذ تسعى بعض الشركات الناشئة، مثل ستارتروكيت، إلى عرض إعلانات عملاقة على صفحة السماء، وبالتالي سيودع الساهرون البروج والنجوم، لأنها ستفسح المجال للمنتجات الترويجية، حسب مجلة “لنوفيل أوبسرفاتور” الفرنسية.

وقالت الصحيفة إن شركة ستارتروكيت الروسية قدمت عرضا بعنوان “العرض المداري قيد الإنشاء” في مقطع خاص بها صدر أوائل يناير/كانون الثاني 2019، تظهر فيه البروج مرفقة بموسيقى صاخبة، مما يدل على ما تخبئه الشركة من إمكانات ستجعل العلامات التجارية تضيء في السماء قريبا، فتسطع ماكدونالدز وكنتاكي مثلا على شكل كواكب برعاية جديدة.

وسيتم إنشاء الإعلانات في السماء بواسطة سرب من الأقمار الاصطناعية الصغيرة تسمى “الأقمار المكعبة”، التي تقع في مدار منخفض، على ارتفاع بين أربعمئة وخمسمئة كيلومتر، وتم تجهيز كل منها بشراع عاكس يبلغ قطره تسعة أمتار.

- Advertisement -

ولتكوين كلمات أو شعارات مضيئة في السماء، تفتح الأشرعة لتعكس ضوء الشمس، وستكون الرسائل مرئية من أي جزء من العالم.

لكن في المقابل، فإن المدير العام المؤسس لستارتروكيت فلاد سيتنيكوف يقر بأن “تتبع الأقمار الاصطناعية والسيطرة على تحركاتها سيشكل تحديات خطيرة”.

نجم البشرية
وقالت الصحيفة إن فكرة إنشاء ستارتروكيت جاءت من القمر الاصطناعي “نجم البشرية” لشركة “روكيت لاب” للفضاء الذي وضع في الفضاء قبل عام، وكانت الفكرة من وراء هذا الصندوق أن يكون منارة للإنسانية في الفضاء، يراها الإنسان بغض النظر عن مكان وجوده في العالم أو ما يحدث في حياته.

ومع أن الفكرة كانت أن يبقى “نجم البشرية” في الفضاء، فإن هذا القمر حلق حول الأرض لمدة شهرين قبل أن يحترق في الجو أثناء عودته إلى الأرض.

ونال هذا المشروع إعجاب فلاد سيتنيكوف، وشحذ ذهنه لإنشاء أول وسيلة إعلام جديدة تنطلق من مدار حول الأرض.

- Advertisement -

الإعلانات الطائرة
وإذا كانت شركات عديدة ترى السماء وما بعدها ملعبا له إمكانات إعلانية متعددة، فإن هذه البدعة الجديدة لا تروق للجميع، بل إنها تثير مخاوف علماء الفلك خاصة، لأن تكاثر هذه الأقمار الاصطناعية يزيد خطر الاصطدام والتلوث بمختلف أشكاله.

وتخطط ستارتروكيت لوضع مكعباتها في مدار منخفض حول الأرض، في المنطقة الممتدة حتى ألفي كيلومتر، وهي المنطقة نفسها التي تؤوي محطة الفضاء الدولية وأقمار الاتصالات وأقمار الاستشعار عن بعد.

ولذلك، يحذر جون كراسيدس، أستاذ الهندسة الميكانيكية والفضائية في جامعة بوفالو من أن “ارتفاع عدد الأقمار الاصطناعية سيزيد خطر الاصطدام”، كما يحذر من أن “هذه الأجسام ستصبح حطاما في الفضاء”.

ونسبت المجلة الفرنسية إلى الأمم المتحدة أنه يوجد حاليا 1400 قمر صناعي عامل فوق رؤوسنا، تضاف إليها كمية هائلة من الحطام الفضائي، كما أن شبكة المراقبة الفضائية الأميركية تتابع الآن نحو أربعين ألفا، لكن المثير للقلق أكثر هو أن هذه الأجسام الدوارة تمثل خطر تصادم مع الأقمار الاصطناعية الوظيفية.

آفات مضيئة
بالإضافة إلى ذلك، تمثل هذه الإعلانات الفضائية -حسب المجلة- تهديدا من حيث التلوث الضوئي الذي يعتبر أعظم أعداء علماء الفلك الذين قدموا وثيقة تم عرضها في الأمم المتحدة عام 2001، تظهر أنه حتى لو تم بناء المراصد في مناطق نائية خالية من أي تلوث ضوئي، فإن السماء مليئة بالطفيليات.

ويقول التقرير إن الضوء الذي تنشره الأقمار الصناعية والحطام الفضائي الذي يلمع تحت الشمس، وكذلك الضوضاء الراديوية لأقمار الاتصالات وأنظمة تحديد المواقع العالمية في الفضاء، تصل إلى سطح الأرض بأكملها، ولا يوجد مكان محصن من هذه الاضطرابات، ولم يعد من الممكن العثور على سماء هادئة في أي مكان على الأرض، بما في ذلك في البلدان النامية.

وبالنسبة إلى سيتنيكوف، لن تكون هذه الشعارات المضيئة مرئية إلا لمدة ست دقائق في المناطق المأهولة بالسكان، وسيكون من الممكن إلغاء تنشيط الأقمار الاصطناعية مؤقتا حتى لا تخفي “شيئا كبيرا”.

ويخطط سيتنيكوف لمجموعة أولى من الاختبارات في بداية عام 2020 مع إمكانية بدء بث الإعلانات التجارية في العام التالي.

وختمت المجلة بأنه لا يوجد حاليا أي حظر دولي على الإعلانات الفضائية، عدا الولايات المتحدة، لذلك فإن احتمال رؤية لوحة إعلانية تجوب السماء “أمر مشكوك فيه حتى الآن”، ولكن إلى متى؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.